إيران تناور بانفتاح على قبول قيود مؤقتة على تخصيب اليورانيوم

وكالة أنباء حضرموت

قال نائب وزير الخارجية الإيراني مجيد تخت روانجي الثلاثاء إن بلاده منفتحة على قبول فرض قيود مؤقتة على تخصيب اليورانيوم، موضحا أن المحادثات مع الولايات المتحدة لم تتناول هذه التفاصيل بعد.

وتشير هذه التصريحات إلى أن طهران خففت من موقفها المتعلق بتخصيب اليورانيوم اذا كانت تقول قبل وأثناء الجولات الأولى من المحادثات النووية أن مسألة التخصيب خط أحمر.

ويأتي هذا الإعلان في خضم مفاوضات غير مباشرة مستمرة مع الولايات المتحدة بوساطة عُمانية. وقد يكون الهدف منه هو كسر الجمود في المحادثات وتقديم تنازل أولي لبناء الثقة أو للحصول على تنازلات مقابلة، مثل تخفيف العقوبات.

ويمكن أن يكون هذا الانفتاح بمثابة اختبار لجدية الإدارة الأميركية في التوصل إلى اتفاق. وقد تسعى طهران من خلال هذا التنازل لمعرفة ما إذا كانت واشنطن مستعدة لتقديم تنازلات حقيقية في المقابل.

وتواجه إيران ضغوطًا دولية متزايدة بشأن برنامجها النووي وقد يكون هذا الإعلان محاولة لتخفيف تلك الضغوط وإظهار استعدادها للانخراط في حل دبلوماسي.

كما يشير هذا التطور حتى وان بدا تكتيكيا إلى تغير في الخطاب الإيراني فتاريخيا، كانت إيران تصر على حقها غير القابل للتفاوض في تخصيب اليورانيوم دون أي قيود. والإشارة إلى قبول قيود "مؤقتة" قد تدل على مرونة تكتيكية أو حتى تغيير أعمق في الاستراتيجية.

ومن المهم التأكيد على كلمة "مؤقتة"، فطهران لم تتخل عن حقها في التخصيب، ولكنها قد تكون مستعدة لقبول قيود لفترة محددة كجزء من اتفاق أوسع.

ومن المرجح أن تربط هذا الانفتاح برفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، أي اتفاق محتمل سيتضمن معادلة بين القيود النووية وتخفيف العقوبات.

وأي تقدم في المفاوضات النووية الإيرانية يمكن أن يكون له تأثير كبير على استقرار منطقة الشرق الأوسط، حيث تتنافس إيران مع قوى إقليمية أخرى.

واختتمت إيران والولايات المتحدة محادثات نووية في عُمان الأحد دون تحقيق اختراق واضح مع اشتعال مواجهة علنية بشأن تخصيب اليورانيوم، لكن الطرفين أبديا رضاهما بعد الجولة الرابعة من المفاوضات.

وبدأ الطرفان مباحثات في 12 أبريل بوساطة من عمان التي أدت دور الوسيط أيضا في مفاوضات سابقة أثمرت في العام 2015، التوصل إلى اتفاق دولي بين طهران والقوى الكبرى بشأن الملف النووي.

ونقلت وكالة تسنيم عن تخت روانجي قوله "لم ندخل بعد في تفاصيل تتعلق بمستوى ونسبة التخصيب. وإنما أعلنا، كإطار عام، أننا لفترة محدودة، يمكننا قبول مجموعة من القيود المتعلقة بمستوى وسعة التخصيب، وسائر القضايا المشابهة في المجال النووي، وذلك في إطار إجراءات لبناء الثقة".

وتقوم الجمهورية الإسلامية حاليا بالتخصيب بنسبة 60 في المئة، مقتربة من نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري.

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال الإثنين إن إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا تمتلك أسلحة نووية وتخصب اليورانيوم إلى هذا المستوى، بينما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال المحادثات الأخيرة بأن حق تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض"، بينما وصفه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف بأنه "خط أحمر".

والثلاثاء، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، وفقا لبيان رئاسي، إن المحادثات تعقد "بتنسيق كامل" مع المرشد الأعلى علي خامنئي، مضيفا "في المفاوضات، لن نتراجع عن مبادئنا بأي شكل من الأشكال، ولكن في الوقت نفسه، لا نريد أي توترات".

ونصّ اتفاق 2015 على تقييد أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات عنها. وبقيت الجمهورية الإسلامية ملتزمة بالاتفاق مدة عام بعد الانسحاب الأميركي، قبل أن تبدأ بالتراجع عنه تدريجا.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير، أعاد ترامب فرض سياسة "الضغوط القصوى" التي اعتمدها خلال ولايته الأولى عبر تغليظ العقوبات. حتى أنه لوّح بقصف إيران في حال عدم التوصل الى اتفاق معها.

وتجري المحادثات مع الرصد الدقيق للجوانب الرئيسية للبرنامج النووي الإيراني، وخاصة مخزونها من اليورانيوم المخصب ووتيرة أنشطة التخصيب.