على طاولة قمة بغداد.. 7 ملفات عربية شائكة تتصدرها القضية الفلسطينية

وكالة أنباء حضرموت

تستعد العاصمة العراقية بغداد لاحتضان القمة العربية الـ34 وسط تحديات إقليمية متشابكة وملفات سياسية واقتصادية لا تزال مفتوحة على احتمالات متعددة.

إلا أن القضية الفلسطينية تظل في مقدمة جدول الأعمال، باعتبارها القضية المركزية للعرب في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

7 ملفات على طاولة الزعماء

وعلى طاولة الزعماء العرب، وُضعت 7 ملفات محورية تشكل أولويات المرحلة، تتصدرها القضية الفلسطينية في ضوء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، إلى جانب ملفات الأزمة في السودان، والأوضاع في ليبيا، والمسار السياسي في سوريا، والأزمة اليمنية، والتضامن مع لبنان، بالإضافة إلى ملف التكامل الاقتصادي العربي، الذي يلقى اهتمامًا متجددًا في ظل التحديات التنموية.

وقال السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، في تصريحات للصحفيين بالجامعة، تابعتها «العين الإخبارية»، إن القمة ستناقش عددًا من الملفات «السياسية الحساسة» مؤكداً أن «القضية الفلسطينية تتصدر جدول الأعمال، باعتبارها قضية العرب المركزية التي لا يمكن تجاوزها رغم محاولات الإلهاء والانشغال».

وأضاف أن اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، الذي سيعقد يوم الأربعاء تمهيدًا للقمة، سيبحث مشاريع قرارات جوهرية تتعلق بمجمل الأزمات العربية، مشيرًا إلى أن «القمة تمثل في حد ذاتها رسالة سياسية قوية بأن العرب ما زالوا متمسكين بعقد قممهم الدورية رغم الصراعات والاختلافات».

الملف الفلسطيني الرئيسي 
في ضوء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، يتوقع أن تشهد القمة نقاشًا معمقًا حول سبل تفعيل القرار العربي الخاص بخطة إعادة إعمار القطاع، الذي أُقر في القمة الاستثنائية بالقاهرة يوم ٤ مارس الماضي، لكنه تعثر في التنفيذ بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي وانهيار التفاهمات الخاصة بوقف إطلاق النار.

وقال زكي: «الخطة العربية لإعمار غزة قائمة ولم تُلغَ، ولكن الظروف الميدانية لم تسمح بتنفيذها»، مشددًا على أن «التمويل ليس العقبة الأساسية، بل غياب البيئة السياسية والأمنية المناسبة».

العراق في قلب العمل العربي المشترك
انعقاد القمة في بغداد لا يحمل فقط بعدًا تنظيميًا، بل يعكس عودة العراق إلى قلب المشهد العربي بعد سنوات من العزلة والتحديات الأمنية والسياسية. وقال زكي إن العراق «دولة عربية كبيرة ذات تاريخ مؤثر، ومرّ بتجارب صعبة، لكنه اليوم يستعيد موقعه كفاعل في النظام العربي».

وأضاف أن «بغداد تستعد للقمة بأبهى حُلّة، ووفود الدول العربية تلاحظ حجم التغيير الذي شهدته المدينة في السنوات الأخيرة، على مستوى الأمن والتنظيم والبنية التحتية».

وأشاد المسؤول العربي بالمستوى الأمني الذي تعيشه العاصمة العراقية حاليًا، مؤكدًا أن «الشعور بالأمن أصبح من المسلّمات بعد أن كان التحدي الأكبر».

من ليبيا إلى السودان.. ملفات إقليمية تتزاحم
أكد السفير حسام زكي أن القمة ستتناول أيضًا ملفات ليبيا، وسوريا، واليمن، والسودان، والتضامن مع لبنان، مشيرًا إلى أن مشروع القرار المتعلق بسوريا يتضمن مقترحات حول دور عربي في المرحلة الانتقالية هناك، وهو لا يزال قيد النقاش في أروقة الجامعة العربية، وقد يتم تعديله بناءً على مواقف الدول والوفد السوري.

التكامل الاقتصادي
على الصعيد الاقتصادي، أوضح زكي أن الملف الاقتصادي سيكون حاضراً في القمة، لكن بلغة أكثر واقعية. فبدلاً من طرح مشاريع عملاقة، تتجه الدول العربية نحو اعتماد «خطوات مدروسة وواقعية نحو تحقيق التكامل الاقتصادي العربي».

وأشار إلى أن هذه الخطوات تُعد أكثر قابلية للتنفيذ في ضوء تفاوت القدرات والتحديات بين الدول، مؤكدًا أن «التكامل الاقتصادي لم يعد رفاهية، بل ضرورة لتعزيز الاستقرار ومواجهة الأزمات».

نظرة إلى المستقبل
كشف السفير زكي عن أن من بين المقترحات المعروضة على القمة إنشاء مركز عربي للذكاء الاصطناعي، بناءً على مبادرة عراقية سابقة، وهو الملف الذي تجري دراسته حاليًا تمهيدًا لعرضه على المجلس الاقتصادي والاجتماعي في دورته القادمة.

كما أشار إلى مقترح إنشاء مجلس وزراء عرب للتجارة، مؤكدًا أن المشروع يُدرس حاليًا بعناية لضمان عدم تعارضه مع المجالس الوزارية المتخصصة، وقد يرى النور رسميًا في الدورة المقبلة للمجلس الاقتصادي.

القمة الخليجية-الأمريكية
وحول ما إذا كانت القمة الأمريكية الخليجية المرتقبة قد تؤثر على قمة بغداد، نفى زكي وجود أي تداخل، مؤكدًا أن «القمة الخليجية الأمريكية حدث مهم، لكن القمة العربية شأن مستقل، ولكل منهما أجندته، ونأمل أن تحقق القمة الخليجية مصالح الدول العربية أيضًا».

بغداد تستعيد ألقها العربي
ومع اقتراب موعد القمة، تشهد بغداد تحضيرات واسعة النطاق لاستقبال الزعماء العرب والوفود الرسمية، وسط اهتمام شعبي وإعلامي لافت.

ويرى مراقبون أن انعقاد القمة في العراق يضفي على الدورة الرابعة والثلاثين طابعًا رمزيًا كبيرًا، ويرسّخ موقع بغداد كمركز عربي يعاد إليه الاعتبار بعد سنوات من الغياب.

واختتم زكي تصريحاته برسالة دعم للعراقيين قائلاً: «نحن سعداء بوجودنا في بغداد ونشد على أيدي العراقيين. الأمن عاد، والتقدم ملموس، والعراق يستحق أن يكون في واجهة العمل العربي المشترك».