أداء مسرحي لمقتدى الصدر في ذكرى وفاة والده يثير الجدل بين العراقيين

وكالة أنباء حضرموت

أثار زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق مقتدى الصدر، تفاعلا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد تداول مقطع فيديو لردة فعله الغاضبة على ضجة حشود شوشت عليه خلال إلقاء خطاب الخميس في منطقة الحنانة، إذ اعتبره الكثيرون أداء مسرحيا طفوليا لاختبار ردة فعل الجمهور شديد الولاء له.

وعادة ما تشهد خطابات الصدر حشودا ضخمة من مؤيديه الذين يتسابقون للهتاف له والتبرك بأيّ شيء يلمسه، ومع الضجة التي أثارها الجمهور الخميس، هدد الصدر المشوشين بين الحضور في مقطع الفيديو المتداول بالانسحاب من على المنصة وإنهاء الخطاب بعد طلبه منهم الهدوء ليتمكن من إلقاء وإكمال كلمته.

ومقطع الفيديو المتداول كان جزءا من فيديو نشره مكتب مقتدى الصدر على صفحته بمنصة يوتيوب، من خطاب ألقاه بمناسبة “ذكرى استشهاد آية الله العظمى الشهيد السعيد السيد محمد الصدر ونجليه”، الخميس.

وعلق ناشطون على موجة الاحتفاء برجل الدين، وقال أحدهم:

alsalehXl@
حقًا… ما سرّ هذا الرجل؟ مهما فعل لا يتزلزل حوله أحد، لا يشك به أحد، لا يناقشه أحد. ليست سياسة فقط، ولا كاريزما تقليدية… هل هو ولاء؟ خوف؟ قداسة؟ أم أمرٌ لا نفهمه نحن؟ أتباعه لا يُشبهون أتباع الزعماء… كأنهم في طاعة فوق الفهم.

وحاء في تغريدة:

Ran32Nou@
عندما نريد أن نقتني شيئًا معينًا فأول ما نفعله نسأل عن منشئه والبلد المصنعة له وهل هو أصلي أم كوبي هذا المشهد يستحق أن نقول عنه بإمتياز “Made in Al-Hanana Al-Tahera” “صُنع في الحنانة الطاهرة” ملاحظة: لا يوجد لدينا فرع آخر، فاحذروا التقليد.

#مقتدى_الصدر#شموخ_عقيدة_وإصلاح_وطن

وتداول مستخدمون كلمة على نطاق واسع وجاء فيها “مو تروح تدور شيوخ منا ومنا مال باطل، فإنه (قدس سره) قال ’الدين بذمتكم والمذهب بذمتكم والعراق بذمتكم (نعم نعم للعراق).. والعراق بذمتكم ونهج محمد الصدر بذمتكم والإصلاح بذمتكم (نعم نعم للإصلاح) هنا وتوكفون، لو بطلتوا من الإصلاح؟ (نعم نعم للإصلاح..).”

وحلل ناشط خطاب الصدر معتبرا أنه شهد تغييرا لافتا، وأوضح:

MdUbaida@
تطور واضح في نهج مقتدى مع أتباعه فلم يقل لهم هذه المرة: “تبا لي ولكم“!

ولكنه بعد زعله وتركه المنصة عاد ليكرر مقولة هو يعلم يقينا أنها كاذبة حين يتهم النظام السابق بقتل والده محمد صادق الصدر ونجليه، بل زاد هذه المرة أن والده هو الذي خلص #العراق من “نظام البعث وصدام ودكتاتوريته”؛ وكأن أميركا التي غزت العراق كان يقود جيوشها أبوه وليس رامسفيلد!

مقتدى يعلم يقينا أن #إيران هي التي قتلت والده ونجليه بسبب اتهامه بالعمالة لنظام البعث إذ كان صدام يدعمه ويموله ويقدمه على غيره، ولكن مقتدى يشيع فرية اغتيال والده على يد نظام صدام ليكسب بها مكاسب سياسية تقوده إلى أن يكون الحاكم للنظام القائم فهو أولى بذلك من حزب الدعوة كما يعتقد.

وهناك من اعتبر أن تصرف الصدر طفولي:

KAlflwj9@
بتصرفات وصفت بالطفولية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وأثناء خطابه في جماهيره ترك الخطاب لمرتين على التوالي سوى زعلة من ربعه المطي!

وجاء في تعليق أن المشهد مكرر ليختبر الصدر أتباعه:

Suhahappy2000@
مقتدى الصدر ألقى خطبته اليوم من جمهورية الحنانة وكالعادة صلوات وتحيات ثم زعل ثم “أروح” ثم “أرجع” مشهد مكرر بلا موقف ولا مضمون، مجرد أداء مسرحي هزيل، الفرق الوحيد أن القطيع ما زال يصفق ويتوسل لبقاء البطل، كأن المسرحية دون السيد تفقد معناها وإن كانت بلا معنى من الأصل!

#مهزلة

وانتشر مقطع فيديو يظهر تهافت الجمهور على التبرك بالمكان الذي وقف عليه الصدر من خلال مسح أي قطعة قماش لديهم بأرضية المنصة، وعلق ناشط عليه:

Alasmar_iq@
بعد نزوله من المنصة

جماهير التيار الصدري تتهافت على المكان الذي كان يقف فيه السيد مقتدى الصدر ومكان منصته للتبرك به.

يذكر أنه في عام 2019 قرر الصدر، عدم الحضور لصلاة الجمعة في مسجد الكوفة في النجف، بسبب ”الأفعال اللامسؤولة التي قام بها البعض.” والتي اعتبرها البعض جهلا مدقعا مخالفا لفتوى مرجعهم محمد الصدر عبر تقديس الصنمية.

وفي ديسمبر 2016، انتشرت صور على فيسبوك تظهر أتباع الصدر يقبلون إطارات سيارته أثناء تواجده في بغداد، وهو ما أثار سخرية واسعة حينها.

وقال المنتمي إلى حزب الدعوة الإسلامية سابقا غالب الشابندر، إن أتباع مقتدى الصدر خالفوا فتوى مرجعهم المرحوم محمد الصدر عبر تقديس الصنمية وتقبيل إطارات سيارة ابن مرجعهم مقتدى الصدر. وأوضح الشابندر في تصريح صحفي أن “أتباع مقتدى الصدر يقدسون الصنم في حبهم للصدر.”

وتابع أن “والد مقتدى وهو المرجع المرحوم محمد الصدر كان يرفض تقبيل يده في فتوى شهيرة فكيف يقبل ابنه أن يفعل هذا بإطار سيارته؟ أليست هذه عملية تقديس، وذكر أنه عادة ما يكون التصعيد على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق طائفيا بامتياز.”

وتقول معاونة عميد كلية الإعلام في جامعة بغداد إرادة الجبوري إن “غالبية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من فئة الشباب والمراهقين الذين ولدوا بعد عام 2003 أو قبله بسنوات قليلة.”

وتضيف الجبوري أن “السياسيين يساهمون في تأجيج هذه العواطف لخلق مشاعر سلبية مستغلين الجهل، هناك فكرة قائمة منذ عقود على خلق عدوّ دائم لإشغال المواطنين عن القضايا الأساسية مثل توفير الأمن والخدمات والحد من الفساد.”