عودة سمكة "رأس الأفعى شيل" بعد أن نسيها الزمان

وكالة أنباء حضرموت

بعد غياب دام أكثر من 85 عاما، عادت سمكة “رأس الأفعى شيل”، التي كانت تُعتبر منقرضة سابقا، بشكل كبير إلى النظام البيئي في شرق الهيمالايا بالقرب من نهر منبعها في الهند.

وأثارت عودة السمكة، المعروفة علميا باسم “تشانا أمفيبيوس”، حماس العلماء وخبراء الحفاظ على البيئة. واكتُشفت السمكة بالقرب من نهر منبعها في قرية غوروباتان الصغيرة في مقاطعة كاليمبونغ بولاية البنغال الغربية.

وجمع عالما الحيوان شو وشيبيير آخر عينات من السمكة في الهند خلال 1938. ولم تُشاهد “رأس الأفعى” حتى سبتمبر 2024 رغم العديد من المسوحات.

وقاد الدكتور برافينراغ جاياسيمهان، البالغ من العمر 35 عاما، مهمة إعادة الاكتشاف. وذكر أنه تعرّف على هذا النوع لأول مرة في 2007 خلال دراسته الجامعية في علوم مصايد الأسماك. واعتبره إما أسطورة أو ببساطة نوعا غير مألوف من سمك آخر.

وبرافينراغ، عالم في المركز الدولي لبحوث المحيطات والأحياء المائية في جزر أندامان، وحاصل على درجة الدكتوراه في إدارة صحة الحيوانات المائية. وقد أعاد اكتشاف أنواع أخرى من الأسماك المفقودة، وحدد 19 نوعا جديدا. ويدرس أسماك الهند منذ 2015، لكن سمكة “رأس الأفعى” شكّلت تحديا خاصا.

واكتشف السمكة في 2024 بعد أن تلقى مقطع فيديو من صديق يُظهر ما يشبه السمكة المفقودة. وصرّح “كان تحديد الموقع صعبا. ظننا في البداية أن الفيديو قد يكون مُعدّلا."

وبعد جهود حثيثة ومقابلات محلية، نجح برافينراغ وفريقه في تحديد موقع السمكة في إحدى القرى قرب نهر شيل شمال البنغال. وأوضح في مقابلة مع خدمة إنتر برس أن السمكة لم تختف فعليا، بل هي مراوغة للغاية وتختبئ في جحور، ولا تظهر إلا خلال موسم الرياح الموسمية.

وقال برافينراغ  “عُثر الآن على سمكة كان يُعتقد منذ زمن طويل أنها انقرضت. ويُظهر هذا ضآلة معرفتنا بعالمنا الطبيعي. لا تزال منطقة الهيمالايا مجهولة إلى حد كبير. وكما هو الحال في قصص إنسان الهيمالايا الجليدي (اليتي)، انتشرت قصص تواجد ‘تشانا أمفيبيوس‘ في الماضي، لكن لم يحاول أحد العثور عليها لأن ذلك يتطلب تمويلا ومساعدة محلية. وهذا ما يُبرز أيضا مدى محدودية فهمنا للطبيعة.”

وأضاف “كان الأمر مفاجئا لنا. جمعنا العينات في سبتمبر 2024، وقد صُدمتُ في البداية لرؤية الأسماك لأول مرة. استخدمنا كاميرات عالية الدقة لتصويرها حية وتوثيق أنماط ألوانها، حيث كانت هذه العينات الحية الوحيدة المتاحة للعامة والمجتمع العلمي.

وحُفظ بعضها في الإيثانول والفورمالين للمزيد من الدراسة. وأحصينا القشور والزعانف لمقارنتها بسجلات قديمة من شو وشيبيير سنة 1938. ودرسنا حمضها النووي. واستخدمتُ أيضا الأشعة السينية لعد الفقرات. وتستغرق العملية عادة أشهرا، لكننا كنا متحمسين وأكملناها في شهر واحد.”

ويُعد نهر تيستا وروافده موطنا للعديد من الأنواع المهددة بالانقراض، مثل سمك الماهسير، وسمك السلمون المرقط الثلجي، وسمك السلور الهندي.

ويُعتبر هذا النوع، المعروف محليا باسم بورا تشونغ أو بورا تشانغ، شهيا، ويُجمع بكميات صغيرة للغذاء. وللمجتمع المحلي معرفة تقليدية مهمة حول صيد هذا النوع الذي يُعتبر غذاء سريا يُقدّم غالبا للنساء الحوامل.

وعلى الرغم من أن السكان المحليين قد لا يعرفون تماما حالة حفظ هذا النوع، لكن التقصي يظهر أن هذا السمك يظهر بأعداد كبيرة خلال الرياح الموسمية. ويمرّ بفترة سبات شتوي ويحفر جحورا أفقية عميقة خلال الصيف عندما ينخفض ​​منسوب المياه. وبما أن صيده قليل، لا أعتقد أنه مهدد بالانقراض.

وأكد برافينراغ أن “التنوع البيولوجي في مناطق جبال الهيمالايا الهندية غير مقدر. ولا يزال من الممكن اكتشاف أنواع جديدة إذا أجرينا مسوحات شاملة. لكن للأسف، لا تُمول أيّ وكالة أو مؤسسة أبحاثا تصنيفية بشكل خاص.”