أطباء بلا حدود تحذر: تفشي سوء التغذية يعمق الكارثة الإنسانية في اليمن
حذرت منظمة أطباء بلا حدود (MSF) يوم السبت من أن تفشي سوء التغذية يفاقم الأزمة الإنسانية المتدهورة بالفعل في اليمن، الذي يئن تحت وطأة سنوات من الحرب والنزاع.
وأوضحت إيلاريا راسولو، رئيسة بعثة المنظمة في اليمن، أن "سوء التغذية أزمةٌ داخل الأزمة"، مؤكدة أن هذه الحالة الصحية تزيد بشكل كبير من ضعف وهشاشة السكان الذين يعانون أصلًا من ظروف معيشية قاسية.
وأشارت راسولو إلى أن عام 2024 كان "عامًا صعبًا للغاية" على اليمن، حيث شهدت البلاد تفشي الإسهال المائي الحاد، بالإضافة إلى تسجيل مستويات مرتفعة من حالات سوء التغذية في المرافق التي تديرها أطباء بلا حدود. كما لفتت إلى تفشي الحصبة وتسجيل حالات متفرقة من شلل الأطفال والدفتيريا.
وتوقعت رئيسة البعثة أن يشهد عام 2025 المزيد من تفشي الأمراض، واصفة الوضع الإنساني في اليمن بأنه "مأساوي". ونوهت إلى أن العديد من المنظمات غير الحكومية اضطرت إلى تقليص أنشطتها أو حتى مغادرة البلاد بسبب التخفيضات الكبيرة في التمويل المقدم من المانحين الرئيسيين، بما في ذلك التجميد الذي طال التمويل الأمريكي.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أصدر في 20 يناير/كانون الثاني أمرًا تنفيذيًا لإعادة تقييم المساعدات الخارجية، مما أدى إلى توقف مؤقت لمساعدات التنمية الخارجية لمدة 90 يومًا، وهو ما أثر سلبًا على العمليات الإنسانية في اليمن.
يُذكر أن التوترات قد تصاعدت مؤخرًا بين جماعة الحوثي وإدارة ترامب بعد استئناف الغارات الجوية الأمريكية على أهداف تابعة للحوثيين في 15 مارس/آذار، وذلك عقب إعلان الجماعة عن خطط لاستئناف هجماتها على أهداف إسرائيلية.
وفي أعنف غارة منذ استئناف الضربات الجوية، شن الجيش الأمريكي سلسلة من الهجمات مساء الخميس استهدفت ميناء رأس عيسى للوقود، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 80 شخصًا وإصابة 150 آخرين وفقًا لبيان صادر عن السلطات الصحية التابعة للحوثيين.
وفي وقت سابق، نفذ الجيش الأمريكي 29 غارة جوية جديدة استهدفت مواقع للحوثيين في شمال اليمن، في حين توعد محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، بالرد على هذه الضربات. ويأتي هذا التصعيد العسكري ليضاعف من معاناة المدنيين ويزيد من حدة الأزمة الإنسانية التي تحذر منها المنظمات العاملة في اليمن.