اتهامات تلاحق جماعة مسلحة موالية للجيش السوداني بارتكاب جرائم حرب في الجزيرة
اتّهمت “هيومن رايتس ووتش” قوة متحالفة مع الجيش السوداني بشن هجوم على قرية وسط البلاد أودى بحياة 26 شخصا على الأقل. وتواجه قوات درع السودان الحليفة للجيش اتهامات بانتهاكات ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في ولاية الجزيرة وسط البلاد.
وتشكلت قوات درع السودان في العام 2022، على يد أبوعاقلة كيكل، وهو ضابط سابق في الجيش السوداني، وكانت هذه القوات وقوامها نحو 75 ألف مقاتل قد انضمت في بداية الحرب إلى القتال إلى جانب قوات الدعم السريع قبل أن تنقلب عليها العام الماضي وتنضم إلى الجيش.
وأفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان بأن “قوات درع السودان” “تعمّدت استهداف المدنيين في هجوم يوم 10 يناير 2025” على قرية كمبو طيبة في ولاية الجزيرة حيث تصاعدت حدة المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع خلال الأسابيع الأخيرة.
وتقع القرية على بعد 30 كيلومترا شرق عاصمة الولاية ود مدني التي استعادها الجيش من الدعم السريع الشهر الماضي بعدما بقيت أكثر من عام تحت سيطرة القوات التي تخوض معارك ضد الجيش.
◙ قوات درع السودان الحليفة للجيش تواجه اتهامات بانتهاكات ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، في ولاية الجزيرة وسط البلاد
وأفادت “هيومن رايتس ووتش” بأن الهجوم أسفر عن مقتل 26 مدنيا، بينهم طفل، وتم خلاله نهب ممتلكات، بما في ذلك إمدادات غذائية، وإحراق منازل.
وقالت “تشكّل هذه الأفعال جرائم حرب، وبعضها، مثل قتل المدنيين عمدا، قد يشكّل أيضا جرائم محتملة ضد الإنسانية.” ويدور نزاع منذ أبريل 2023 في السودان بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف الأشخاص ودفعت أكثر من 12 مليون شخص للنزوح وأدت إلى أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم. ويُتهم طرفا الصراع بارتكاب انتهاكات خطيرة بحق المدنيين، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادتهم.
ووثّق تحقيق “هيومن رايتس ووتش” المبني على شهادات الناجين وصور الأقمار الصناعية وتسجيلات فيديو وصور تم التحقق منها، دمارا واسعا وعمليات قتل خارج نطاق القضاء. وأفاد التحقيق بأن سكان كمبو طيبة استُهدفوا مرّتين يوم العاشر من يناير.
وتضم كمبو طيبة التي عرّف سكانها عن مقاتلي كيكل على أنهم من الأغلبية العربية في السودان، مجموعات عرقية من غير العرب تتحدر من غرب السودان يطلق عليها “الكنابي.”
وذكر بعض الناجين أن ألفاظاعنصرية سمعوها أثناء الهجوم مثل “يا عبد.” ونقلت امرأة عن مقاتلين قولهم "ألا تعرفون من هم جنود كيكل؟ ألا تعرفون من نحن؟"
وقال جان باتيست غالوبان، الباحث الرفيع في الأزمات والنزاعات والأسلحة “ينبغي للسلطات السودانية التحقيق بشكل عاجل في جميع الانتهاكات المبلغ عنها ومحاسبة المسؤولين عنها، بمن فيهم قادة قوات درع السودان.