إسرائيل تستعد لبقاء طويل بالضفة الغربية بعد إخلاء ثلاث مخيمات
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأحد أن الجيش قام بـ"إخلاء" ثلاث مخيمات للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة، وأمر جيشه بالبقاء فيها طوال العام الجاري "لمنع عودة سكانها"، وذلك وسط تصعيد العمليات ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أوامر للجيش بتنفيذ عملية "مكثفة" في الضفة الغربية في أعقاب انفجارات في حافلات بالقرب من تل أبيب الخميس وصفها مكتب نتنياهو بأنها محاولة لشن هجوم جماعي. ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى.
وينفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية منذ 21 يناير الماضي -بعد يومين من سريان وقف إطلاق النار الذي أوقف الحرب في غزة- ويقول إنها تستهدف المسلحين. واضطر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى مغادرة منازلهم في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية حيث تعرضت منازل وبنية تحتية للهدم.
وتفيد الأمم المتحدة أن الحملة العسكرية تسبّبت بمقتل 51 فلسطينيا على الأقل ونزوح 40 ألفا. كما قتل ثلاثة جنود إسرائيليين في الفترة ذاتها.
وقال كاتس في بيان إن الجيش "مستمر في توسيع أنشطته" في شمال الضفة الغربية ومنطقة قبطايا "لإحباط الإرهاب، ويعزز قواته بوحدة مدرعات وقوات إضافية".
وأضاف "حتى الآن، تم إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس التي أصبحت الآن خالية من السكان" مشيرا أنه أمر القوات "بالاستعداد للبقاء في المخيمات الي تم إخلاؤها طوال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة وعودة الإرهاب من جديد".
وذكر الجيش في بيان أنه سيتم نشر دبابات في جنين في إطار العملية، وهي أول مرة تنشر فيها إسرائيل دبابات في الجزء الشمالي من الضفة الغربية المحتلة منذ أكثر من 20 عاما.
وندد نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقرار الإسرائيلي بنشر دبابات في شمال الضفة الغربية.
وقال أبوردينة "هذا تصعيد إسرائيلي خطير لن يؤدي إلى استقرار أو تهدئة ونحن نحذر من هذا التصعيد الخطير".
من جانبه، أكد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي في بيان أن قرار الجيش الاسرائيلي بتوسيع العملية وإشراك الدبابات "دليلٌ على ضراوةِ المقاومةِ التي تواجهه في الميدان".
وشدد في بيان على أن "تصعيد الاحتلال ما هو الا حرب نفسية ومحاولة يائسة منه للتاثير على الحاضنة الشعبية والمقاومة" مؤكدا أن "الاحتلال سيفشل فشلا ذريعا في تحقيق اهدافه في الضفة الغربية".
وقال كاتس في بيانه إنه تم إخطار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لوقف أنشطتها في المخيمات. ولم يتسن بعد الوصول إلى الوكالة للتعليق.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن تفجيرات الحافلات قرب تل أبيب والتي جاءت وسط وقف إطلاق نار هش في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل بعد حرب استمرت ما يقرب من 16 شهرا.
ويأتي هذا بعد يومين على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي القوات الإسرائيلية في مخيم طولكرم للاجئين واصداره امرا بتكثيف العملية العسكرية الجارية فيه منذ نحو شهر. وأثارت زيارته إدانة فلسطينية.
وقال نتنياهو "ندخل معاقل الإرهابيين، وندمر الشوارع التي يستخدمها الإرهابيون بالكامل ومنازلهم. ونقضي على الإرهابيين والقادة".
تصاعدت حدّة أعمال العنف في الضفة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في أكتوبر 2023.
وقُتل 900 فلسطيني على الأقل في الضفة الغربية في هجمات للجيش الإسرائيلي أو لمستوطنين، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بناء على أرقام وفّرتها وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله.
وكذلك، أسفرت هجمات نفّذها فلسطينيون على إسرائيليين عن مقتل ما لا يقل عن 32 شخصا في الفترة نفسها في الضفة الغربية، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.
واستولت إسرائيل على الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في حرب عام 1967، ويريد الفلسطينيون الأراضي الثلاث لإقامة دولتهم المستقلة في المستقبل.