قناة السويس تجذب 47 سفينة بتعديل مسارها عن رأس الرجاء الصالح
أعلن الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس المصرية اليوم الأحد أن 47 سفينة عدلت مسار رحلاتها للعبور من قناة السويس بدلا من طريق رأس الرجاء الصالح منذ بداية الشهر الجاري.
وذكر ربيع في بيان "المباحثات المشتركة مع الخطوط الملاحية واستشعار العديد من العملاء وجود مؤشرات إيجابية لعودة الاستقرار إلى منطقة البحر الأحمر أثمرت عن قيام 47 سفينة منذ بداية الشهر الجاري بتعديل مسار رحلاتها للعبور بقناة السويس بدلا من طريق رأس الرجاء الصالح".
وتوقع "عودة المزيد من الخطوط الملاحية للعبور من قناة السويس مع استمرار حالة الاستقرار في المنطقة".
وحول أزمة الملاحة في البحر الأحمر بسبب الحرب في غزة، قال إنها "فرضت تحديات أمنية غير مسبوقة بالمنطقة، بما انعكس سلبا على استقرار واستدامة سلاسل الإمداد العالمية".
واعتبر أن ذلك يتطلب "تضافر الجهود نحو العمل المشترك، لاحتواء التبعات السلبية وضمان استمرارية الخدمات البحرية بالمنطقة".
وجاءت تصريحات رئيس هيئة قناة السويس خلال مشاركته، في افتتاح فعاليات المؤتمر السنوي الدولي للنقل البحري واللوجستيات "مارلوج" في نسخته الـ14، والذي تنظمه الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري تحت رعاية جامعة الدول العربية وبالتعاون مع وزارة النقل، خلال الفترة من 23-25 فبراير الجاري.
وأكد أن قناة السويس تعمل على تقليل تأثيرات الأزمة على عملائها من خلال التواصل المستمر والمباشر مع الخطوط الملاحية واستقرار السياسات التسعيرية.
بالإضافة إلى استحداث حزمة الخدمات البحرية واللوجيستية لتلبية متطلبات العملاء في الظروف الاعتيادية والطارئة وأبرزها خدمة صيانة وإصلاح السفن، والإنقاذ البحري، ومكافحة التلوث، والإسعاف البحري، وتبديل الأطقم البحرية، والتزود بالوقود.1
وأشار ربيع إلى أن قناة السويس نجحت في تحقيق إنجاز جديد بالانتهاء من مشروع تطوير القطاع الجنوبي للقناة بشقيه وتشغيله أمام حركة التجارة العالمية.
وأكد أن هذا المشروع يحقق مزايا ملاحية أبرزها زيادة عامل الأمان الملاحي، وزيادة الطاقة الاستيعابية للقناة بمعدل من 6 إلى 8 سفن.
تعد هذه الخطوة مؤشراً إيجابياً على تحسن الأوضاع في البحر الأحمر، وعودة الثقة في قناة السويس كممر ملاحي آمن.
وتعكس الجهود المبذولة من قبل هيئة قناة السويس حرصها على الحفاظ على مكانتها كأحد أهم الممرات الملاحية في العالم.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال ربيع إن أزمة البحر الأحمر لم تخلق طريقا مستداما بديلا لقناة السويس، وإن هناك مؤشرات إيجابية على بدء عودة الاستقرار للمنطقة. وأضاف أن الأزمة "أثبتت أهمية القناة لاستدامة واستقرار سلاسل الإمداد العالمية".
وكبّدت التوترات في منطقة البحر الأحمر مصر خسائر تبلغ نحو 7 مليارات دولار من إيرادات قناة السويس خلال عام 2024، أي ما يعادل أكثر من 60 بالمئة من إيراداتها مقارنة بالعام السابق، وفق تصريحات للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في ديسمبر الماضي.
وشنت جماعة الحوثي اليمنية الموالية لإيران، ما يقرب من 100 هجوم على سفن تعبر البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، فيما تقول إنها حملة لدعم الفلسطينيين في الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد حركة حماس منذ أكثر من عام في قطاع غزة. لكن الكثير من السفن التي استهدفها الحوثيون لم تكن لها علاقة بإسرائيل.
وأجبرت الهجمات شركات شحن على تحويل مسارات السفن من قناة السويس إلى طريق رأس الرجاء الأطول حول أفريقيا، مما أثر على سير حركة التجارة العالمية بتأخير عمليات التسليم وزيادة تكاليف الشحن.
وتشير أحدث البيانات المتاحة إلى أن الإيرادات السنوية لقناة السويس تراجعت بنحو الربع في السنة المالية المنتهية في يونيو، إذ سجلت 7.2 مليار دولار في السنة المالية 2023-2024 من 9.4 مليار دولار في 2022-2023.