حرب السودان.. نيران المعارك تطوق القصر الرئاسي

وكالة أنباء حضرموت

وتيرة الاشتباكات بين الجيش و«الدعم السريع» في السودان تمضي بوتيرة متسارعة، دون بوادر حل سياسي ينهي حربا تستعد لدخول عامها الثالث.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش و"الدعم السريع" حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

ترامب وإنهاء الحرب.. رهانات سودانية على «براغماتية» العائد

واليوم الخميس، قالت مصادر عسكرية، لـ«العين الإخبارية»، إن معارك طاحنة اندلعت في محيط "القصر الرئاسي" وسط العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في السماء.

وأوضحت أن عناصر الجيش تقدموا غربا واشتبكوا مع قوات "الدعم السريع" في شارع "الجامعة" و"الجمهورية".

ولفتت إلى أنه «حتى الآن لم يسيطر الجيش على القصر الرئاسي، الذي لا يزال تحت سيطرة قوات الدعم السريع» رغم احتدام المعارك.

ووفق المصادر نفسها فإن الجيش يواصل عملياته في مدينة بحري شمالي الخرطوم، وتوغل في أحياء "نبتة" و"دردوق" و"العزبة"، ويتقدم نحو "الشقلة الدويحي".

في المقابل، لا تزال قوات "الدعم السريع" توجد في حي "كافوري" بمدينة بحري، وكل أحياء بلدة شرق النيل شرقي العاصمة الخرطوم.

وأشارت المصادر العسكرية إلى أن الجيش أكمل مؤخرا السيطرة على أبراج "الشرطة" و"الزرقاء" شمالي مدينة بحري و"سلاح المظلات" الذي كانت تستغله قوات "الدعم السريع" كقاعدة طبية.

فك الحصار
وقبل نحو أسبوع أعلن الجيش السوداني فك الحصار عن "سلاح الإشارة" جنوب مدينة بحري، ومقر القيادة العامة للجيش وسط الخرطوم، وإبعاد عناصر قوات "الدعم السريع" من مصفاة الخرطوم للنفط، التي تقع نحو 60 كيلومترا شمالي مدينة الخرطوم بحري.

وإجمالا، لا تزال قوات "الدعم السريع" تسيطر على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم، أبرزها "القصر الرئاسي"، و"جياد الصناعية"، و"مطار الخرطوم"، إضافة إلى "بنك السودان المركزي"، و"برج شركة زين للاتصالات".

كما تسيطر أيضا على "برج الفاتح" مبنى "رئاسة الوزراء"، منطقة "السوق العربي" مقر "الاستراتيجية العسكرية"، "أرض المعسكرات سوبا"، "المدينة الرياضية"، "معسكر الباقير"، معسكر "الدفاع الجوي"، مقر "الاحتياطي المركزي"، معسكر "طيبة"، ومقر "جهاز الأمن والمخابرات"، وكذلك على مباني "فرع الرياضة العسكري"، مباني "معهد الاستخبارات العسكرية"، أكاديمية "الأمن العليا"، إدارة "العمليات الخاصة"، مقر "الشرطة العسكرية"، "اللواء الخامس مشاة"، "المنطقة المركزية"، "وزارة الداخلية"، وزارة "الخارجية"، "كلية الشرطة"، مقر "رئاسة الوزراء".

كما تسيطر أيضا على بقية جميع مباني الوزارات والمؤسسات الحكومية والمستشفيات ومقار الشركات العامة والخاصة.

"أم روابة"
باليوم نفسه، أفادت المصادر بأن الجيش أحكم سيطرته على مدينة "أم روابة" بولاية شمال كردفان التي كانت تحت قبضة قوات "الدعم السريع"، منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023.

وأكدت المصادر أن السيطرة على مدينة "أم روابة" يعني فك الحصار عن مدينة "الأبيض" عاصمة ولاية شمال كردفان، وتأمين خط الإمداد الرئيسي، وتشغيل مطار الأبيض لاستقبال الدعم اللوجستي وتعزيز السيطرة الجوية.

و"أم روابة" مدينة تقع في ولاية شمال كردفان بالسودان على ارتفاع 450 مترا (1476 قدما) فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم نحو 301 كيلومتر، (187 ميلا)، وهي مركز تجاري مهم وسوق كبير للحبوب الزيتية والكركديه.

وتعتبر المدينة ملتقى طرق حديدية وبرية تربط ولايات غرب السودان وجنوب كردفان بالخرطوم وميناء بورتسودان، وتلقب بـ"بعروس النيم" لكثرة أشجار النيم بها.

وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم".

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.