لماذا تزداد شهيتنا للطعام في الليل؟
هل وجدت نفسك يومًا تتناول قطع البسكويت أمام الثلاجة في منتصف الليل، متسائلًا لماذا لا تشعر بالشبع؟ دراسة حديثة تقدم تفسيرًا علميًا لهذا السلوك.
كشفت جامعة بريغهام يونغ من خلال الدراسة التي أجرتها، أن نشاط الدماغ تجاه الطعام يختلف باختلاف أوقات اليوم، مما قد يؤثر على مقدار الطعام الذي نتناوله خلال الليل.
التأثير العصبي للطعام في أوقات مختلفة من اليوم
وفقًا لموقع sciencedaily، قام فريق من علماء التدريب وعلم الأعصاب في جامعة بريغهام يونغ بدراسة تأثير أوقات اليوم على استجابة الدماغ للطعام. ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة الأكاديمية لسلوك وتصوير الدماغ، حيث أظهرت أن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية تحفز نشاطًا عصبيًا أقل في الدماغ خلال الليل مقارنة بفترات الصباح.
هذا الانخفاض في النشاط العصبي قد يجعلنا نستهلك كميات أكبر من الطعام للوصول إلى الشعور بالرضا، مما يفسر الميل إلى الأكل الزائد خلال المساء.
كيف تمت الدراسة؟
اعتمد الباحثون على تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي لمراقبة نشاط أدمغة المشاركين أثناء عرض صور لـ 360 نوعًا مختلفًا من الأطعمة عليهم في فترتين زمنيتين: صباحًا ومساءً.
وشملت هذه الصور أطعمة منخفضة السعرات الحرارية مثل الفواكه والخضروات، وأخرى مرتفعة السعرات مثل الحلويات والوجبات السريعة.
وكما كان متوقعًا، تسببت الصور التي تحتوي على أطعمة غنية بالسعرات في استجابة عصبية أقوى، لكن المفاجأة كانت أن هذه الاستجابة كانت أقل وضوحًا في فترة الليل.
وفقًا للدكتور ترايفس ماسترسون، قائد الفريق البحثي، فإن قلة النشاط العصبي ليلاً تجعل الطعام يبدو أقل إشباعًا، مما يدفع الشخص إلى تناول المزيد منه لتعويض هذا الإحساس.
وأكد أن المشاركين في الدراسة أبلغوا عن زيادة تفكيرهم في الطعام خلال الليل، رغم أن مستويات الجوع لديهم كانت مماثلة لمستويات الصباح.
دلالات البحث وأهميته
تُبرز هذه الدراسة الدور الذي يلعبه توقيت تناول الطعام في التحكم في عادات الأكل، لكنها تظل خطوة أولى تتطلب المزيد من البحث لفهم علاقتها بإدارة الوزن بشكل دقيق.
وأشار الباحثون إلى أنهم يخططون لمزيد من الدراسات لمعرفة كيفية تأثير هذه الاستجابات العصبية على السلوكيات الغذائية، الأمر الذي قد يساعد في تطوير استراتيجيات جديدة للحد من الإفراط في
لماذا يأكل الناس أكثر في الليل؟
يواصل الدكتور ماسترسون، الذي يعمل حاليًا على دراسته للدكتوراه في جامعة ولاية بين، أبحاثه في هذا المجال. وأوضح أن هذه الدراسة جعلته شخصيًا أكثر وعيًا بأهمية توقيت تناول الطعام وتأثيره على الجسم والدماغ.
قد تساعد هذه النتائج في توعية الأفراد بأهمية تنظيم أوقات الوجبات للحد من الإفراط في الأكل، خاصة في ساعات الليل المتأخرة. ففهم كيفية تفاعل الدماغ مع الطعام بناءً على الوقت قد يكون مفتاحًا لتحسين العادات الغذائية وتحقيق توازن صحي في استهلاك السعرات الحرارية.