إسرائيل ترفض استقبال بوريل لتلويحه بفرض عقوبات على وزيرين

وكالة أنباء حضرموت

ألغى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة والأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل زيارة كانت مقررة إلى إسرائيل بعد أن رفضت استقباله، وفقا لوسائل إعلام عبرية.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي حاييم ريغيف، قوله اليوم الخميس إن بوريل أبلغه بقراره هذا بعد رفض وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس السماح له بدخول إسرائيل للقيام بزيارة رسمية.

في المقابل لم يصدر أي تعقيب أو توضيح من الاتحاد الأوروبي حول الموضوع.

ووصف التقرير الإسرائيلي بوريل بأنه "معروف بآرائه المعادية تجاه إسرائيل"،  مضيفا "كان من الممكن أن يأتي إلى إسرائيل في زيارة خاصة أو أن يذهب إلى السلطة الفلسطينية، لكن هذه خطط أُسقطت أيضا".

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن بوريل أعلن قبل خمسة أيام في رسالة إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية أنه ينوي زيارة البلاد يومي 14 و15 سبتمبر الجاري.

وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن إسرائيل ردت على ذلك بأن بوريل لن يتمكن من الحضور خلال هذين اليومين ودعته إلى تنسيق الزيارة بعد الأعياد، والتي ستكون في أواخر أكتوبر المقبل بعد انتهاء ولايته. مضيفة "وكان الرد نفسه هو الطريقة الدبلوماسية لإخبار بوريل بأنه غير مرحب به في إسرائيل".

ووفق الصحيفة الإسرائيلية فإن بوريل كان يعلم أنه غير مرحب به في إسرائيل لكنه حاول أن يتذاكى بالإعلان عن موعد زيارته من دون تنسيق الزيارة أو طلب الإذن.

لكن في إسرائيل -بحسب الصحيفة – فهم المسؤولون أن ما بدر منه يشكل استفزازا، لذلك جاء الرد بأن المواعيد غير مناسبة ودعوه لترتيب زيارة بعد الأعياد.

وأضافت الصحيفة بما أن ولاية بوريل ستنتهي في نهاية أكتوبر، أي بعد الأعياد، فلن يتمكن من زيارة إسرائيل كمسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.

ويأتي ذلك، في خضم انتقادات إسرائيلية حادة وُجهت لبوريل على خلفية سعيه لفرض عقوبات على مسؤولين إسرائيليين، بينهم وزيرا الأمن القومي والمالية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لتحريضهم على الكراهية وارتكاب جرائم حرب. وكذلك دعوته إلى النظر في فرض عقوبات إضافية على إسرائيل.

ويذكر أن قرار فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين يتطلب إجماعا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية في وقت سابق إن فرص نجاح مساعي بوريل ضئيلة بسبب انقسام دول الاتحاد الـ27.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن بوريل يضغط على الدول الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وأنه أول من أعلن أن النرويج وإسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا ستعترف بفلسطين.

وكان بوريل انتقد بشدة قبل أيام الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مؤكدا أنها تعطل حل الدولتين، بل تجعله مستحيلا.

وقال في مؤتمر صحافي بالقاهرة مع وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي "اقتربنا من ذلك (اتفاق وقف إطلاق النار) لكننا لم نصل بعد، لماذا؟ الأمر بسيط للغاية، لأن من يشنّون الحرب ليس لديهم مصلحة بوضع حد لها، ولأن تعنتهم مصحوب بإفلات تام من العقاب وأفعالهم لا يترتب عليها عواقب".

وفي مارس الماضي دعا وزير الخارجية الإسرائيلي، بوريل إلى التوقف عن انتقاد تل أبيب، رداً على تصريحات قال فيها إن إسرائيل "تستخدم الجوع سلاحا من خلال منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة".

ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، عرفت الضفة الغربية أسوأ اضطرابات منذ عقود، حيث قتل أكثر من 690 فلسطينيا، بينهم 133 طفلاً على أيدي قوات الأمن الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين.

كما شهدت اعتداءات متكررة من قبل المستوطنين على منازل فلسطينية وأراض زراعية أيضا.

وفاقمت تصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين لاسيما بن غفير، وسموتريتش من تلك الهجمات، لاسيما أن العديد من المستوطنين شعروا بأنهم محميون رسمياً.