في "كبش فداء" الممثل البديل للأكشن هو البطل الحقيقي

وكالة أنباء حضرموت

تدور أحداث فيلم “كبش فداء” للمخرج ديفيد ليتش حول كولت سيفرز، الرجل المخاطر. بعد اعتزاله وابتعاده عن الساحة الفنية لظروف صحية، يقرر العودة إلى مجال الفن عبر بوابة فيلم ضخم الإنتاج تُخرجه حبيبته السابقة.

الفيلم سيناريو درو بيرس وغلين أ. لارسون، وبطولة كل من رايان جوسلينغ وإيميلي بلانت وهانا وادنغهام وآرون تايلور جونسون وتيريزا بالمر وستيفاني هسو. وتبرز افتتاحية الفيلم كومبارس مؤدي المشاهد الخطيرة في الأفلام يخبرنا بأن هذه المهنة على الرغم من صعوبتها وخطورتها إلا أنها جميلة وخصوصًا عندما تحب زميلة تعمل معك في نفس الموقع وترغب في إظهار البطل الذي بداخلك أمامها، حيث أن رجل المخاطر الذي يدعى كولت يحب جودي التي تعمل مساعدة المخرج وستصبح مخرجة فيلمه فيما بعد.

بعد ذلك تنتقل الأحداث عندما تأتي امرأة إلى كولت فتخبره أن توم رايدر يريده، ورايدر ممثل مشهور عمل مع كولت كومبارسًا لمدة ست سنوات وعندما يلتقيه يجده يشتكي منه للمخرج ويقول إن المشاهد لا تعجبه ويريد إعادة تصويرها، ويستمر في السخرية منه حتى يقنع المخرج بإعادة المشاهد. ويقول لنا كولت إنه للأسف لا يستطيع الشكوى أو الرفض لأنه يعمل في وظيفة أحلامه مع فتاة أحلامه، ومضطر إلى تحمل كل شيء من أجلها.

يبرز تكوين اللقطات التي يبدأون فيها بتجهيز المشهد لإعادته صدمة تشد انتباه المشاهد خاصة أن المسافة لإعادة المشهد عالية جدًا ولسوء الحظ يسقط كولت ويصاب في سقطة غامضة شبه مميتة، ثم نسمع صراخًا خلف اللقطة فيحصل اختفاء تدريجي نحو الأسود، وبعد مرور 18 شهرًا نرى كولت حزينًا ووحيدًا ونعرف أنه اختفى تمامًا بعد ما حدث له فيقول إن الفخر يسقط قبل الجسد، بمعنى أن الموضوع كان له تأثير كبير على نفسيته، وبسببه ابتعد عن جودي حبيبته، بالرغم من أنها حاولت كثيرًا الوقوف بجانبه لكن كبرياءه وغروره منعاه من الاستمرار معها.

يبدأ الإيقاع بالتباطؤ في المشاهد اللاحقة عندما تأتي لكولت، الذي جسده الممثل ريان جوسلينغ، مكالمة من جيل، التي لعبت دورها الممثلة هانا وادنغهام كمنتجة، وتخبره بأنها تريده في فيلم جديد ككومبارس لتوم رايدر، لكنه يرفض متحججا بأنه توقف عن العمل، ولكن عندما يعلم أن جودي حبيبته هي مخرجة الفيلم وأنها طلبته بالاسم يحن إلى الماضي ويوافق. في اليوم التالي يسافر، وعند وصوله يضعونه تحت جهاز ويجرون له مسحًا على وجهه وجسمه، فيقول لهم إنها المرة الأولى التي يعرف أن الكومبارس يتم عمل مسح له، ليخبروه بأنها تقنية جديدة يستخدمون فيها هندسة وجهه لضبطه مع وجه الممثل.

يتركهم كولت ويخرج ليرى جودي التي لعبت دورها الممثلة إميلي بلانت، ويقابل دان الذي لعب دوره الممثل وينستون دوك صديقه فيعانقه. في هذا الوقت كانت جودي تتحدث مع فريقها عن قصة الحب في الفيلم التي نعرف أنها هي التي كتبتها، فيقول كولت إنه كان يعرف أن جيل ستخاف على سمعتها كمنتجة ويخبرنا بأنه اتصل بها وقال لها إنه كان يمزح مع هنري وإنه لم يكن يقصد قتله، ووقتها طمأنته وطلبت منه أن يختفي لفترة وهي ستحل الموضوع كله. وفعلا، وضعت هنري في الثلج حتى لا يتحلل واتصلت بـكولت وأخبرته بأن جودي تريده وجاء الأحمق ووقف داخل الجهاز واستطاعوا أخذ ملامح وجهه وتركيبها على وجهه في الفيديو الذي يظهر موت هنري واتفقوا مع النمر ليخيفه، وكان المفترض أن يضعوه في سيارته وهو مخدر وميت، وبهذا يتخلصون منه.

تتميز هذه المشاهد بإيقاع متوسط وتشويش على مستوى ترتيب اللقطات والمشاهد، حيث يفقد الجمهور تركيزه بسبب الكثير من الضجيج الحركي الذي يتأرجح بين ما يفعله الكومبارس كممثل وبين المشاهد الحقيقية في الفيلم، نأخذ على سبيل المثال تكوين اللقطات الذي بدأ من وضع كولت وهو تحت عصابة المنتجة جيل فيقول توم “لكنك يا كولت تستمتع بالتعب والمشقة ولم تكمل الخطة كما كنا نرغب”. وعندما يكتشف أن الهاتف تعرض للتلف، يأمر رجاله بأن يسكبوا عليه البنزين ويتخلصوا منه، إذ أن الرجال لا يترددون ويغرقونه بالبنزين لكنه ينجح في الفرار.

تستعرض هوليوود ديكوراتها وراء الكواليس في هذا العمل خاصة عندما تقول جيل لجودي إن كولت متهم بقتل هنري، لكنها ترفض التصديق وتخبرها بأن لديها خطة ستجعل توم يعترف بما فعله كله داخل الفيلم، ثم يقوم توم بتصوير جزء من الفيلم وتظهر جودي وتشجعه وتقول له إن المشهد الوحيد المتبقي هو مشهد السيارة وهي تطير فيتوتر توم ويقول لها إنه لن يستطيع تنفيذ هذا المشهد، لكن جودي تطمئنه بأنه لن يكون حقيقيا وتأمر الرجال بالاستعداد.

تتميز المشاهد الأخيرة بمونتاج تركيبي رائع على مستوى المؤثرات التقنية، خاصة عندما يركب توم السيارة ويمثل المشهد المطلوب منه ولكن فجأة يجد كولت يركب بجانبه ويغير مكان المقود ويقود السيارة حيث كانت الكاميرات لا تزال تصور المشهد، والجميع يشاهد خوف توم وتوتره، وعندما ركض رجاله خلفه كانت جودي قد أعدت الكبل في الفيلم وأكملت تصوير الفيلم بشكل طبيعي جدا ولم يرَ رجال توم أي شيء فانقلبت سيارته.

أما توم فكان على وشك أن يفقد عقله من الخوف، ويبدأ كولت في استدراجه بالكلام ويجعله يعترف بالخطة كلها، وأنه هو من قتل هنري وورطه في هذا الأمر فيقوم كولت بتنفيذ مشهد القفز بالسيارة الذي كان الجميع يخشون تنفيذه، وكل هذا كان يتم تصويره بينما تسرع جيل إلى مهندس الصوت وتهدده كي يعطيها التسجيل الذي يعترف فيه توم، وفعلاً تحصل عليه منه.

يتسارع الإيقاع عندما تحاول جودي منع جيل، لكن المخرجة تصرخ في وجهها قائلة “أنتم جميعًا صغار وأنا سبب نجاحكم” ثم تتركها وتركب الطائرة مع توم رايدر بسرعة، بينما ركبت جودي السيارة مسرعة وفي نفس الوقت كان كولت عالقًا في حامل الكاميرا وعندما اقترب من الطائرة قامت جودي بالدوران بالسيارة ليطير كولت في الهواء ويتمسك بالطائرة ويصعد إليها فيهاجم توم ويحاول أخذ الاعتراف المسجل منه.

يختتم الفيلم أثناء اللقطات التي يشتبك فيها كولت وتوم في الجو بينما في الأسفل كان فريق جودي يجهز البالون استعدادًا لالتقاط كولت إذا سقط، لكنه ينجح في خداع توم وجيل وأخذ تسجيل الاعتراف منهما ثم يترك الطائرة ويقفز نحو الأسفل ليسقط على البالون ومعه التسجيل، وتركض جودي نحوه على طريقة السينما الهندية للاطمئنان عليه.

تبرز المشاهد توازيها مع الجنيريك النهائي عندما يُعرض أول فيلم لجودي ويحقق نجاحًا كبيرًا ويحطم الأرقام القياسية، حيث أن بطل الفيلم ليس توم ولا كولت، بل جيسون موموا في دور استثنائي ظهر في ثوان، ثم نرى جودي وكولت يعودان إلى بعضهما وتعود حياتهما جميلة ورائعة كما بدأت.