الغيمة التي إنتظرناها أمطرتنا شُهباً

احمد السيد عيدروس
وكالة أنباء حضرموت

فأزهرت الأرض بالشقاق

 و امتلأت النفوس بالنفاق

 

نصحو كل صباح على تغاريد البنادق من متارسها 

ودندنت المدافع من مخابئها 

 

لست وحدك من أرهقته الحياة  

 

فحين تكون الحرب أسلوب حياة 

 

يكون الوطن منهك والشعب مرهق و القائد تآئه 

 

حينها عليك أن تكون جندياً قاتلاً مأجور 

أو تكون جندياً معارضاً و دمك مهدور  

 

في وطني عسكرت كل مظاهر الحياة 

 

والعسكر لا يحبون الحياة المدنية 

 

فالعسكري بليدٌ للأذى فطنٌ كأن أبليس للطغيان رباهُ 

 

هكذا قال عنهم أمير الشعراء احمد شوقي قبل قرن من الزمان 

 

فكيف بشوقي إذا عاد للحياة ورأى ما نراه اليوم لترحم على زمانه 

 

فأرض الوطن اليوم قاحلة من المدنية و تحتاج لسحابة ديمقراطية ماطرة 

حتى تخضر الأحزاب السياسية وتتفتح أزهار الشراكة 

 

لكنَّ السحابة التي أمطرت على وطني كانت عاطشةً للماء

 

 فمات الوطن عطشاً

 

هل كانت تُمطرُ قطراتٍ عطشى ؟؟

 

فأحرقت عشبة الديمقراطية اليافعة 

و حولت الأرض إلى صحراء 

 

لقد كانت السحابة عاطشة للماء أكثر من الأرض التي تنتظرها 

 

فكيف لفاقد الشيء أن يعطيه ؟؟ 

 

فليفهم ذاك التآئه أن لا أحداً سيأويه 

 

فالماء العاطش لن يرويه 

 

والوطن المدمر لن يحميه

لا تدمر وطنك ولا ترهق شعبك ولا تكن أداة للآخرين 

 

فحين يدمر الوطن على يد أبنائه 

سيبحثون عن من يعيد بنائه ؟

ولن يجدوا أحد