العاصمة عدن
مثقفون يطالبون بإعادة العمل المسرحي في العاصمة عدن والجنوب
طالب مثقفون وأدباء جنوبيين بضرورة إعادة العمل المسرحي، ومنها مسرح الطفل، بأسرع وقت ممكن في العاصمة الجنوبية عدن خاصة، والجنوب عامة.
جاء ذلك خلال المحاضرة الثقافية التي نظمها اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن تحت عنوان: (رحلة إبداع وعطاء في مشوار رائد مسرح الطفل.. الأستاذ أبو بكر القيسي)، وذلك في مقر الاتحاد الكائن بمديرية خور مكسر في العاصمة الجنوبية عدن.
نهضة مسرحية مُتميزة
وبدأ المحاضرة الثقافية الشاعر مازن توفيق، الذي ادارها بامتياز، بالحديث عن أهمية مسرح الطفل، والأهداف التي يحققها من خلال اشباع الطفل والترفيه عنه، وأثارة معارفه، ووجدانه، وحسه.
وقال توفيق أن: "مسرح الطفل مختلط بين الكبار والصغار، حيث أن الكبار يؤلفون للصغار طالما يمتلكون مهارات التنشيط والإخراج وتقنيات إدارة المسرح، فيما الصغار يمثلون، ويعبرون باللغة والحركة، ويجسدون الشخصيات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة اعتمادًا على الأقنعة".
وتحدث توفيق عن مسرح العرائس، مُشيرًا إلى أن مسرح العرائس قديم قدم التاريخ، واستخدمته الكثير من الشعوب للتأثير على الأطفال، ومخاطبة عقولهم، وتوثيق الكثير من القصص والأساطير الحقيقية والخيالية، منوهًا إلى أن مسرح العرائس تم تغييبه في الوطن العربي في وقتنا الراهن مع التطور التكنولوجي الرهيب، حد تعبيره.
وتابع: "تأتي فعالية اليوم لتؤكد على أسبقية الجنوب عامة، والعاصة عدن خاصة في شتى مجالات الفنون والإبداع.. وفعالية اليوم تأتي تكريمًا لرائد، ومؤسس المسرح العرائس (مسرح الطفل) الفنان الكبير الراحل الأستاذ أبو بكر القيسي، الذي افنى سنوات حياته في خدمة هذا الفن، ومخلصًا له حتى رحيله".
واستطرد توفيق: "كان الراحل أبو بكر القيسي صاحب مشروع تربوي كبير، فقد كان يرَ أن المدرسة هي الأساس الأول والمنطلق الصحيح لقيام نهضة مسرحية مُتميزة، وأن المسرح المدرسي هو السبيل إلى اشباع حاجات الطفل الفكرية والنفسية والاجتماعية والعضوية لخلق توازن لدى الطفل للتكيف مع الذات، والموضوع، وتحقيق النمو البيولوجي".
وعدد توفيق، في ختام حديثه، النقاط التي كان يراها الراحل القيسي نقاط أساسية لتحقيق، وتنفيذ المشروع الكبير.. المشروع التربوي الكبير للقيام بنهضة مسرحية مُتميزة.
مسيرة طويلة وحافلة
بعدها، تحدث في المحاضرة الثقافية، مدير إدارة العلاقات العامة في مكتب الثقافة في العاصمة الجنوبية عدن، الكاتب نزار القيسي عن مسيرة والده الطويلة، والحافلة.
وطالب نزار بضرورة طباعة كتابه الذي اعده عن مسيرة الراحل الأستاذ أبو بكر القيسي المعنون بـ(أبو بكر القيسي.. رائد مسرح الطفل والعرائس.. رحلة مُبدع)، حيث يتحدث الكتاب عن حقبة زمنية معينة، أي منذُ عام 1943م، وحتى العام 2017م.
وأكد نزار أن الأستاذ أبو بكر القيسي يُعد أحد رواد تأسيس المسرح المدرسي.
وأشار إلى أن الراحل القيسي يعتبر مدرسة ثقافية لها تلاميذها، وانجازاتها.
وقال أن الأستاذ الراحل أبو بكر القيسي حصل على المركز الأول في مسرح الطفل في تونس عام 1992م.
وذكر نزار ما قاله الدكتور أحمد الهمداني في كتابه عن الأستاذ أبو بكر القيسي في عام 15 فبراير 2019م.
والأستاذ الراحل أبو بكر القيسي، المولود في مديرية الشيخ عثمان بالعاصمة عدن في عام 1943م، حاصل على دبلوم مسرح الطفل من جمهورية مصر العربية في عام 1977م.
توفير دار نشر
وشهدت المحاضرة الثقافية، التي حضرها رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب الدكتور جنيد محمد الجنيد، ورئيس الدائرة الثقافية في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الأستاذ عمرو الإرياني، ورئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن الأستاذ نجمي عبد المجيد، وعدد من رؤساء دوائر فرع اتحاد عدن، وعدد من المثقفين والأدباء والمهتمين بالمسرح، شهدت عدد من المداخلات إثرت المحاضرة.
وبداية تلك المداخلات كان من نصيب رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن الكاتب نجمي عبد المجيد، الذي تحدث عن أهمية الكتابة عن أدب الطفل.
وأكد نجمي أن الكتابة عن طفل تُعد من أصعب الكتابات الأدبية.
وأشار إلى أن الأستاذ أو بكر القيسي عانى من الإهمال كثيرًا.
وتحدث نجمي عن الأسباب التي حالت دون طباعة الكتاب الذي يلخص حياة الأستاذ أبو بكر القيسي، والمتمثل بعدم وجود دار نشر، مطالبًا بضرورة طباعة الكتاب، وبأسرع وقت ممكن.
وطالب نجمي بضرورة توفير دار نشر للطباعة لنشر ابداعات الأدباء والشعراء والمثقفين الجنوبيين.
وقال نجمي: "من يأتي لنا ليعطينا ما كان يعطيه الأستاذ أبو بكر القيسي".
إعادة العمل المسرحي
فيما أشار رئيس الدائرة التنظيمية في اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة عدن الدكتور عبد السلام عامر إلى أن: "أول من علمني كتابة الحروف الأبجدية هو الأستاذ أبو بكر القيسي".
وتحدث عامر عن حياته مع الأستاذ أبو بكر القيسي، وكيفية تدريسه للمسرح، مشيرًا إلى أن أول عمل مسرحي طلابي في عام 1982م، كان بإشراف الأستاذ أبو بكر القيسي.
وأكد عامر أن التربية والتعليم اختطفت بعد حرب صيف 1994م من قبل نظام صنعاء.
وطالب عامر بضرورة أن يتبنى اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بطباعة الكتاب الذي يتحدث عن الأستاذ أبو بكر القيسي، مطالبًا، في ذات الوقت، المجلس الانتقالي الجنوبي بأهمية طباعة الكتاب.
وأكد عامر على ضرورة إعادة العمل المسرحي بأسرع وقت ممكن، لا سيما في العاصمة الجنوبية عدن، والجنوب عامة.
إعادة بناء الثقافة الشعبية
بدوره، قال القاص والباحث أحمد السعيد، في ختام المداخلات، والمحاضرة ككل، أن: "أول مسرح للطفل كان في عام 1982م، مشيرًا إلى أن المسرح باستطاعته أن يؤهل كوادر متخصصة.
وسرد السعيد القصة الكاملة لعملية تدمير مسرح الطفل، داعيًا، في ختام مداخلته، إلى ضرورة إعادة بناء الثقافة الشعبية، معتبرًا أن: "نظام صنعاء، بعد حرب صيف عام 1994م، قام بنشر ثقافة مغايرة لثقافة الجنوبي، وبالفعل استطاعوا في ذلك، وهو ما نعاني منه اليوم".