توازن القوة في الجنوب: بين فوهات البنادق ومفاتيح الخزينة
د. حسين لقور
يمتلك الجنوبيون اليوم قوة عسكرية لا يُستهان بها، تفرض حضورها على الأرض وتؤمن الجزء الأكبر من الجغراف...
يمتلك الجنوبيون اليوم قوة عسكرية لا يُستهان بها، تفرض حضورها على الأرض وتؤمن الجزء الأكبر من الجغرافيا الجنوبية، لكن خزائن المال لا تزال تُدار من خارج حدوده.
السلاح بأيديهم، لكن القرار المالي بيد أعداء الأمس خصوم الشراكة في الشرعية.
في معادلة الصراع، السلاح يمنح تفوقًا لحظة الأزمات، لكن المال هو من يحدد من يصمد بعد صمت البنادق.
يمكنك أن تربح معركة بالبندقية، لكنك لا تستطيع أن تبني دولة دون خزينة.
المجلس الانتقالي اليوم يملك قوة، لكنه لا يملك السيادة المالية، مادامت رواتب الجنود، وخدمات المواطن، وتمويل المؤسسات مرتبطة بقرارات تُتخذ من الغير أو من قوى خارجية، فكل انتصار عسكري معرض للابتزاز أو التجميد.
الجنوب لا يحتاج إلى المزيد من المعارك، بل إلى معركة واحدة تُحرر قراره الاقتصادي، فالتحرر الحقيقي لا يكتمل بالسلاح فقط، بل بالسيطرة على الثروة وإدارتها لخدمة الأرض والإنسان الجنوبي وما الازمات المتكررة في الخدمات وانفلات التضخم الاقتصادي إلا مثالٌ حيّ.
لا يجب أن يبقى الجنوبيون قوة يستثمرها الآخرون، بل مؤسسات تبني مشروع دولتهم.