تربية الغزلان.. مبادرة لافتة من يمني لحماية «الريم» من الانقراض

وكالة أنباء حضرموت

في مبادرةٍ ذاتية ولفتةٍ لا تخلو من الإنسانية، بادر مواطن يمني في تربية الغزلان العربية المهددة بالإنقراض في محافظة أبين، جنوبي اليمن.

صالح علي الجعدني من محافظة أبين، نجح في تربية الغزلان العربية، مدفوعًا بهوايته في تربية الحيوانات عمومًا، والتي توّجها بتربية هذا الحيوان المهدد بالانقراض من مناطق جنوب شبه الجزيرة العربية وذلك استشعارًا منه في حماية البيئة وتنوعها الحيوي.

حيث تكررت عمليات قتل واصطياد الغزالان مؤخرًا في المحافظات اليمنية، خاصةً في محافظتي أبين وشبوة، من قبل أشخاص غير مقدرين لأهمية الثروة الطبيعية والبيئية، مستغلين تراخي قبضة الدولة ورقابتها.

من الهواية للاحتراف
مضى صالح الجعدني في هواية تربية الغزلان، وحظيت مبادرته بدعم زملاء له وأصدقاء، الذين دعموه ماديًا لشراء غزالين، أحدهما تم شراؤه من صياد، وما لبثت أن تحولت الهواية إلى مشروعٍ محترفٍ أعطاه كل وقته وجهده.

يدرك الجعدني أنه بعمله هذا قد وفّر بيئةً آمنةً وطبيعية للغزلان، في ظل ما تتعرض له هذه الحيوانات النادرة من تهديدات، كما يقدم خدمةً وطنية لبلاده من خلال الحفاظ على الغزلان والعمل على تزايد أعدادها.

شغفه بتربية الغزلان، دفع الجعدني لتخصيص إحدى غرف منزله كسكنٍ للغزلان، كما تكبد تكاليف ترتبيها، حيث حرص على تغذيتها بشكل جيد، ولم يدخر جهدًا أو مالًا في ذلك، وحرص على تنويع غذاء الغزلان ما بين الأعشاب، الفواكه، الخضروات، القمح ونخالته؛ مما ساعدها على النمو بشكل صحي.

تحديات
لم تكن تجربة الجعدني مفروشةً بالورود، بل واجهت الكثير من التحديات والصعوبات منذ بدايتها، وأولها كانت مشكلة تغذية صغار الغزلان، حيث اضطر لإرضاعها من حليب الأغنام.

مشيرًا إلى أن بعض الغزلان أُصيبت بأمراضٍ في الأقدام، فاعتمد على مزيجٍ من المضادات الحيوية والعلاجات الطبيعية باستخدام نباتاتٍ محلية مثل الصبّار، الحدق، الثوم، والبصل؛ ما ساعد في علاجها وإنقاذها.

التفكير بإنشاء محمية
وصل عدد الغزلان التي يقوم صالح الجعدني بتربيتها إلى 15 غزالًا، ويحتفظ حاليًا بأربع إناث حوامل، ويطمح إلى توسيع المشروع رغم الصعوبات المتعلقة بنقص الأعلاف الغذاء، وضيق المساحة، وضعف الإمكانيات.

ولم يُخفِ الجعدني طموحه بتحويل مشروع تربيته إلى محميةٍ مصغرةٍ تُسهم في رفع الوعي بأهمية الحفاظ على الحيوانات البرية، لكن ضعف الدعم يشكل عائقًا أمام تحقيق هذا الهدف.

المجتمع يحمي البيئة
حظيت تجربة الجعدني بإشادةٍ واسعة من الأهالي والمهتمين، وتُعد خطوةً رائدةً على مستوى اليمن عمومًا في مجال تربية الحيوانات البرية، وقيام المجتمع المحلي بحماية البيئة وتنوعها الحيوي من التهديدات.

وتفتح مبادرة الجعدني الباب نحو مشاريع استثمارية وسياحية صديقة للبيئة، قادرة على خلق فرصٍ اقتصاديةٍ لأبناء المناطق الجنوبية من اليمن، وتعزيز ثقافة حماية التنوع الحيوي في البلاد.

تهديدات بالانقراض
تواجه الغزلان العربية خطر الانقراض نتيجة الأنشطة البشرية، بما في ذلك الصيد، وفقدان الموائل، والتنافس مع الماشية، والافتراس، وخاصةً من قِبل الذئاب العربية، بحسب الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، الذي قدّر أعدادها المتبقية في البرية ما بين خمسة آلاف إلى سبعة آلاف.

وتعيش الغزلان العربية في شبه الجزيرة العربية بما في ذلك اليمن، عمان، السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ويصل عمر الغزال العربي ما بين 8 إلى 13 سنة.

وتشير تقارير محلية إلى أن 5 أنواع من الغزلان والوعول معرضة للانقراض وبعضها انقرض بالفعل، وهي الغزال العربي الجبلي والريم وذو كأس والملكة سبأ والمها العربي.