علي محمد السليماني
الصراع الإقليمي والدولي في جنوب البحر الأحمر
يشكل موقع جنوب البحر الأحمر الجيوسياسي موقعا متوسطا بين قارات العالم قديما وحديثا فهذا الموقع أدركت أهميته الاستراتيجية التجارية والعسكرية الامبراطوريات القديمة في مصر وسومر وكلدان والهند والصين حيث كانت السفن التجارية والعسكرية عبر رأس إلرجاء الصالح يتمنى بحارتها السباحة على شواطئ مياهه الدافئة ثم تنافست عليه إمبراطورية فارس وامبراطورية الروم وتمكنت فارس من اختراق تلك المياه والتوغل إلى جبال اليمن بعد أن تعرضت جيوشها لتصدي شرس من شعب الجنوب العربي ( العرب الجنوبيون) كما يسميهم الرحالة الإغريق والروم إلى جانب صعوبة التوغل في داخله الجبلي والصحراوي شديد الحرارة وظهر في القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر التنافس الاوربي الاستعماري وكان موقع الحلم الذي سعت كل دولة ومنها البرتغال والهولنديين والفرنسيين والبريطانيين أن يصبح تحت احتلالها سيما بعد افتتاح قناة السويس كممر مائي ملاحي يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر وجنوب البحر الاحمر حتى ظفرت به بريطانيا عام1839..
اليوم تتعاظم الطموحات ولكل منها حساباته في الاستحواذ على منطقة جنوب البحر بعد أن فشلت دولة الوحدة اليمنية السلمية عام1994 وبعد أن فشلت دولة الوحدة اليمانية بالقوة العسكرية عام2011 حتى باتت الحالة تهدد مصالح العالم كله الذي كان على وشك التدخل عام2015 وحالت عاصفة الحزم دون ذلك تسع من السنوات.. ولكن امست العاصفة نفسها (حالة) ورغم أن (الحالة) في الجهوية اليمانية تتلخص في فشل اعلان الوحدة بين الجنوب العربي ودولته المسماة مذ عام1967 دولة ج.ي.ج.ش واليمن ودولته المسماة ج.ع.ي لكن الكل يتجاهل تلك الحقيقة ويتجاهل مفتاح حلها بهدف جعل المنطقة في صراع مستدام بدون شك اوجد مصالح كثيرة لعصابات التهريب والارهاب والفساد الذي استحكم نفوذها في اليمن ووضعت تلك العصابات بلدها حقلا للتجارب وبوابة لعبور المؤامرات التي تستهدف الحرمين الشريفين وأمن واستقرار دول وشعوب الجزيرة والخليج ومصر غرب السويس مجتهدين في الاستحواذ على شرقه لزعزعة أمن واستقرار المنطقة والقرن الافريقي وشرق أفريقيا وهذا الوضع الرخو أن لم تتداركه دول المنطقة بمفتاح حله العادل عودة الدولتين لوضعمها السيادي المستقل قبل إعلان وحدتهما الفاشلة عام 1990 فإن كارثة كبرى ستحل على الجميع ولن يفيد معها رفع علم وحدة فاشلة قرينا بعلم يحمل شعار أمة محمد التوحيد ولادروع أو عبايات
الباحث/علي محمد السليماني