أحمد الجعشاني

ماهيه اللغة في المسرح

وكالة أنباء حضرموت

منذو اعلان فرقة خليج عدن للمسرح ، عن عرض مسرحية( هاملت)  للكاتب العالمي وليم شكسبير  بالغة العدنيه العاميه ، والتى ترجمها الى العربيه الكاتب العربي الكبير جبرا ابراهيم جبرا .

حصل الكثير من الجدل والنقاش في عدد من الاوساط والتجمعات الثقافيه والمنتديات الادبيه في عدن وايضا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في عدن عن اللغة المستخدمه في هذا العرض المسرحي الكبير وهي اللغة العدنيه العاميه . وهل هي قادرة اللغة العاميه العدنيه من استيعاب هذا النص المسرحي المترجم بكل دلالاته اللغوية والفكريه والشعوريه والانفعاليه والفلسفيه . ذلك هو السؤال والتحدي الذي وضعاه معا صناع هذا العمل المسرحي الكبير (هاملت) امامهما وامام الجمهور العدني التواق الى المسرح . وهما المخرج عمرو جمال . والكاتب عمر الارياني .


 ظل اختيار اللغه في المسرح . عمليه معقدة وقد أحتار الكتاب والنقاد فيها . ما بين اللغه العاميه و اللغة العربيه الفصحى ، وهي اشكالية ومعضله في كثير من النصوص المسرحيه ، التى أثارها الكثير من الكتاب والنقاد في عالمنا العربي ، ماهي اللغة الانسب للمسرح ، ولا سيما  الأعمال الكلاسيكية العالميه عند ترجمتها الى اللغة العربيه الفصحى ، ولاترضي ذائقة الجمهور  حين تقدم على المسرح .


لاشك أن مثل هذا السؤال الذي يضع نفسه امامنا . عن ماهيه اللغه في المسرح ؟ نعرف أن اللغة في المسرح هي وسيلة أتصال بين الممثل والمتلقي . من خلال التجربة المسرحيه او العرض المسرحي وجمال الرؤيه عند المتلقي ، والمطلوب الفهم المتبادل بين الممثل والمتلقي وتوصيل الفكرة .


 ان الواقع المسرحي  يختلف ، ومن خلال التجربه يقول لنا ان اللغة العاميه هي القادرة والانسب في استيعاب المتلقي في العمل المسرحي، هذا اذا ا ما أعتبرنا ان المسرح في عالمنا العربي ، لازال في اطور التجربه وأن اختيار اللغة العاميه هو خيار تجريبي ، وقد ينجح اذا راهنا على نجاح الاعمال الاجتماعيه المحليه التي كانت بالغة العاميه وحققت نجاح باهرا . رغم الاختلاف في التعريب او ترجمة بين النص المحلي و الثرات العالمي الى المحليه العاميه ، حيث أن النص المسرحي يفقد كثيرا من قيمته الادبيه كنص ادبي . وذلك ما حير الكتاب في المسرح ، هل يجب ان يكون النص المسرحي  باللغة التي يعرفها المتلقي ، وهي اللغه العاميه ، رغم ان الكثير من الكتاب والنقاد العرب يرى أن تعريب المسرح الى اللغه العاميه ، هو انتهاك لقداسة اللغة العربيه التي جاء منها القرأن الكريم . 


قد اتفهم ذلك في العمل الادبي عموما ، مثل الشعر والرواية والقصه ، وغيره من الأعمال المقروئه وكما قيل عن جمال اللغة العربيه الفصحى في الأدب وماقاله نبينا محمد عليه السلام أن من  البيان لسحرا . وهي حقيقة الصوره الجماليه للغه العربيه الفصحى ، وما قد يحقق في الذائقه الجماليه في النص . بينما اللغة المسرحيه او اللغة  في المسرح قد تختلف اختلاف كبيرا . فهي وسيلة توصيل مباشرة ولغة حوار  الى المتلقي ، وأن استخدام اللغه العاميه يأتي  تأكيد للواقعيه ، بين المسرح والمتلقى مع حالة ومزاج الجماهير . حيث أن استعمال اللغه العاميه في المسرح قد يكسب لها دلالات جديده ، ومعاني خارجه من التأثير المتلقي او الجمهور على الممثل ، ودائما مايكون الممثل على علاقة مع المتلقي الذي هو الجمهور، واللغه العاميه دائما ما تستطيع في اقناع  الجمهور وترضى الذائقه العامه . ويمكن ايضا ان تطوع اللغه العاميه الى تطويع الثرات والفلكلور الشعبي من اغاني واهازيج شعبيه ، في الأعمال المسرحيه مثل الأساطير والملحمات الشعبيه وايضا الأعمال الكلاسيكية المترجمه الى  اللغة العاميه. ومهما كانت ماهية اللغة او ماهية  الرؤيه  من عمليات التواصل بين الممثل والمتلقي يظل المسرح منصة فرجه مابين الممثل والنظارة . واحيانا قد لاتكون اللغه في المسرح هي الاهم . وانما الاهم هو بناء الشخصيات والتصاعد الدرامي للأحداث . وتوصيل الفكرة والتفاعل مع المتلقي . لايهم اللغه المهم ايصال الفكرة الى الجمهور هذا المسرح .

مقالات الكاتب