علي محمد السليماني

مبادرات السلام في الجهوية اليمانية

الوساطات للحل في الجهوية اليمانية قديمة تعود للأزمة التي نشبت 2 اغسطس1990 بين الجنوب والشمال فبعد غزو قوات صدام للكويت انقسم مجلس الرئاسة الشماليين أيدوا صدام ورفضوا إدانة الغزو بينما الجنوبيين ممثلين بنائب  الرئيس الاستاذ/ علي سالم البيض وعضو مجلس الرئاسة  الاستاذ سالم صالح محمد رفضوا الغزو واعتبروه عدوان  ووصل الأمر إلى حد التهديد من قبل الاستاذ البيض بإعلان فك الارتباط من طرف واحد عندما  طالب الرئيس علي عبدالله  صالح  بالاعتراف  بجمهورية علي علاء وغادر البيض صنعاء إلى محافظة المهرة وألقى خطاب في المحور الشرقي الذي كانت قواته جنوبية بالكامل أكد فيه على رفض  غزو صدام لدولة الكويت واكد على احترام المواثيق الدولية وحق الجوار واستقلال دولة الكويت وتدخل الرئيس السابق  عبدالله السلال وعضو مجلس الرئاسة عبد الكريم العرشي  وأيدوا موقف البيض وطلبوا التمهل في الاعتراف بتلك الجمهورية الخدج..

 

وبعد اول  انتخابات جرت في 27 ابريل 1993 حدثت النكسة الكبرى وتدخلت القوى السياسية بلجنة حوار وطنية تمخضت عنها وثيقة العهد والاتفاق  لبناء دولة اتحادية من  4 الى6 مخاليف ووضعوا شرطا عقابيا نص على أن من  يبدأ الحرب فقد أعلن الانفصال ومن يعلن الانفصال فقد بدأ بالحرب وتم توقيع الوثيقة في العاصمة الأردنية عمان في 21فبراير1994 لكن تفجرت الأحداث في أبين بين اللواء الشمالي وقوات جنوبية وجاءت وساطة سلطنة عمان وعقد لقاء قمة في صلالة بين الرئيس صالح ونائبه البيض برعاية كريمة من جلالة السلطان قابوس وكان محور الوساطة العمانية  يتركز على إصلاح الوحدة الاندماجية بالفيدرالية من إقليم شمالي وإقليم جنوبي على حدود الدولتين السابقتين لكن فشلت القمة برفض الشماليين هذا الحل الذي قال عنه  الدكتور عبد الكريم الارياني في الذكرى الأولى  بيوم النصر على الجنوب واحتلاله في 7/7/94 في حديث نشرته صحيفة الميثاق أنه هو من افشل لقاء صلالة وفي مطلع ابريل1994م تدخلت مصر بمقترحات إيجابية لمنع اندلاع الحرب وانهيار اعلان الوحدة اليمنية اهم مرتكزاتها كما نشرتها مجلة الشروق على لسان الاستاذ شيخان الحبشي امين عام رابطة الجنوب العربي مؤيدا لها  تقضي بنزع فتيل الحرب وانسحاب القوات للطرفين من مواقع تمركزها بعد إعلان الوحدة وعودتها إلى مواقعها قبل اعلان الوحدة وتشكيل حكومة محلية في الجنوب وحكومة محلية  في الشمال وحكومة اتحادية  مشتركة من الحكومتين المحليتين  لكن الشماليين رفضوا تلك الوساطات والمبادرات للحلول العقلانية وفضلوا شن الحرب على الجنوب في 27ابريل 1994 مما أدى بنائب الرئيس الاستاذ علي سالم البيض أن يعلن فك الارتباط من جانب واحد ووفقا للنص العقابي الذي تم توقيعه في وثيقة العهد والاتفاق أن  من يبدأ الحرب فقد أعلن الانفصال واتخذ قرار فك الارتباط في 21مايو1994  لان الشمال فعلا شن الحرب في 27ابريل1994م ..

 

من هنا فأية مبادرات جديدة تتجاهل تلك المحطات والواقع على الأرض وهو جذر مشاكل الجهوية اليمانية الحقيقية فإن مصيرها الفشل ولن يتحقق أمن واستقرار اليمن والجنوب الا باستكمال فك الارتباط والعودة إلى خط الحدود الدولية بين البلدين بجوار اخوي حسن.

مقالات الكاتب