الشيخ لحمر بن لسود

شبوة ومشروع التصالح والتسامح الجنوبي

وكالة أنباء حضرموت

جاءت ذكرى الـ16 للتصالح والتسامح والتضامن والجنوبي، والوطن يحتفل من أقصاه الى أقصاه، بالانتصارات التي حققتها عملية إعصار الجنوب بتحرير جزء غالي من أرض الجنوب الطاهرة، لتبدأ مرحلة جديدة، يمضي فيها الجنوب بكل قواه السياسية والاجتماعية والقبلية في مرحلة تأمين الجنوب وتأسيس قواعد الدولة التي ينشدها كل أبناء الجنوب.
ان التضحيات التي قدمت في شبوة كبيرة، وهي تواصلا لتضحيات بدأت منذ عقود طويلة، منذ حتى ما قبل الاستقلال.
فقد تعرض الجنوب لعدوان قوى الاطماع اليمنية بهدف احتلاله ولكن كانت كل عملية احتلال تقوبل بمقاومة شديدة وتنتهي بطرد الاحتلال، حتى جاء الزمن الذي يتمكن فيه الجنوب من الدخول الى عمق اليمن (الشمالي)، ليسحق قوى العدوان اليمنية.
وكان الجنوب ولا يزال الى اليوم الند القوي لكل محاولات الاحتلال اليمني، وما حدث في العام 1990م، بالدخول في وحدة هشة وغير متكافئة، وتلبية لرغبة رفاق الحزب الاشتراكي اليمني، وليست رغبة شعبية، وما تلاها من حرب عدوانية مصحوبة بفتوى تكفيرية لا تزال سارية المفعول الى اليوم، كل ذلك لا يعني الجنوب قد استسلم للاحتلال الذي ما كان سيحصل لولا الحرب التي ادخل الجنوب فيها رفاق الحزب الاشتراكي اليمني بالصراع على السلطة في العام 1986مـ، 
ان حرب يناير 1986م، ما كان لها ان تحصل لولا الاختراق الذي حدث بعد الاستقلال والذي جاء نتيجة لرغبة جنوبية عاطفية بان يتحد العرب في وحدة عربية تكون قوية وصلبة، ناهيك عن العوامل التي وقفت ضد الجنوب من جيرانه مع الأسف الشديد، والذين وقفوا ضد الجنوب بدلا من مساعدة البلد الوليد في النمو والازدهار، ناهيك عن المواقف الدولية المناهضة للجنوب، نتيجة او كردة فعل على موقف الجنوب من القضية الفلسطينية والدعم لحق القدس في إقامة دولة عربية مستقلة على كامل ترابها الوطني المعروف.
ان الجنوب وهو يتجاوز كل احداث الماضي بـ"التصالح والتسامح"، لكن هو على اداك ووعي ان تلك الحروب والصراعات لم تكن حروبا داخلية، بقدر ما كانت مؤامرات خارجية قادت الجنوب او دفعته إلى وحدة هشة، وهي بكل تأكيد حروب معروف صانعها، ولا يزال الجنوب يدفع الثمن الى اليوم.
تعرض الجنوب لاجتياح عسكري لعبت فيه عوامل إقليمية ودولية ساعدت الاحتلال اليمني ان يشن حربا شعواء على الجنوب ويحتله عسكرياً، غير ان ذلك لم يستمر طويلا، حتى قاوم الجنوبيون هذا الاحتلال واخرجوه بقوة السلاح بعد ان أسسوا مداميك الشراكة الوطنية من خلال الحراك السلمي، ثم المقاومة الجنوبية وأخيرا المجلس الانتقالي الجنوبي.
لم يدرك الاشقاء في اليمن الشمالي، ان زمن الهيمنة العسكرية والحروب التي تشن على بلادنا منذ عهد الامامة إلى اليوم، ستظل حروبا خاسرة، وسيظل الجنوب المنتصر دائما على عدوان خارجي يريد يسلب الناس أرضهم وحقوقهم وثرواتهم.
نتمنى اليوم ونحن نؤكد دعمنا لأخوتنا في اليمن الشمالي ان يتخلصوا من الحوثيين والاخوان (القوى الإرهابية المتطرفة)، ان يصلوا الى قناعة ان مسألة احتلال الجنوب، لن تكرر مرة أخرى، وان هذه الحروب التي ربما يعتقد البعض ان لم تفرض احتلالا جديداً، قد تجعل الجنوب وطنا بديلا لمن لن يقبل بهم الحوثي في اليمن الشمالي.
معركة الجنوب ماضية وفق أهدافها العسكرية والسياسية المشروعة، زمن الاحتلال يذهب، وعلى الاخوة في اليمن الشمالي ان يلتقطوا الفرضة ويذهبوا لبناء وطنهم بديلا من الاتكال بان الانتصار الحوثي، لا يهمهم بدعوى ان لديهم وطن بديل، وهو بكل تأكيد لن يكون في ظل خطاب "الوحدة او الموت".
كل عام وأبناء الجنوب في تلاحم وتآخي وانتصارات وتنموية وازدهار.
شيخ قبلي جنوبي

مقالات الكاتب