" بربره تخون العرب على خليج عدن "

تطور خطير حدث هذا العام بإعلان حكومة إقليم أرض الصومال أنها سمحت لإثيوبيا بفرض سيادتها العسكرية والتجارية على ميناء بربرة   لمدة نصف قرن، في صيغة تشبه "الإحتلال بالتراضي" ....
إثيوبيا دولة ذات عقيدة توسعية تحمل إرث إمبراطوري وإستعماري ووجودها على خليج عدن بضوء أخضر دولي يتطلب من جميع الدول المطلة على باب المندب وخليج عدن والبحر الأحمر تعديل خططها الاستراتيجية بما يتناسب مع الحقائق التي يفرضها هذا الاتفاق  وصراعات النفوذ والتوترات التي يشعلها،
إن التصارع الإقليمي على النفوذ، والمصالح الجيوسياسية المتضاربة في منطقة مليئة بالصراعات كالقرن الأفريقي وجنوب الجزيرة العربية،
ووجود قوى إرهابية تمارس أنشطة غير منضبطة في باب المندب وخليج عدن "كالحوثيين" وتطلعات إيران للتواجد في خليج عدن والبحر العربي ونشاطها في الجزر المطلة على باب المندب، وغياب الدور العربي الفاعل عن أهم خاصرة بحرية عربية يفسح المجال لقوى أخرى للتحكم بخاصرة العرب وأمنهم البحري ويهدد بإضمحلال نفوذهم ،
لا شك إن هذا التنازل الغريب لحكومة أرض الصومال "غير المعترف بها دوليا" عن حقها في أحد أهم المنافذ البحرية على خليج عدن مقابل "إمتلاك حصة 20% في الطيران الإثيوبي كما أعلن" يعني أننا أمام صراع على قلعة من قلاع الأمن الوطني العربي أهملت وتركت بدون مخطط إستراتيجي مما سمح للآخرين بالتطلع لملئ الفراغ وقطف الثمار،
هذا التخلخل في الأمن الإستراتيجي يظهر الحاجة الملحة لوجود قوة معتدلة في جنوب الجزيرة العربية قادرة على أن تلعب دور عربي في خليج عدن يسمح بتوازن القوى والمصالح وبما يضمن الامن القومي العربي ومصالح العرب في هذا الممر البحري المهم،
ومما لا شك فيه إن المملكة العربية السعودية التي يمر أكثر من نصف نفطها عبر باب المندب وخليج عدن يوميا يهمها ضمان النفوذ الاقليمي في المنطقة،
كما انه من مصلحة مصر أن لا تسمح بتحكم عدوتها إثيوبيا بمدخل البحر الأحمر القادر على التأثير على قناة السويس بعد سيطرتها على تدفقات مياه نهر النيل، 
ولا تخفى مصالح دول عريية كالسودان والصومال وجيبوتي في هذا الجزء المهم من الوطن العربي,
يستصرخ الأمن القومي العربي أبناء الأمة للإستيقاظ من نومهم العميق فهم ضحية لقوى دولية تخطط لإفقادهم كل عوامل قوتهم الاستراتيجية والاقتصادية واحدة بعد الأخرى ،
ولا عزاء للمتخاذلين.

مقالات الكاتب