اليمن والجنوب..ترتيب أوضاعهما أمست ضرورة دولية

مازالت عصابات النفوذ في اليمن الشقيق تحرص على إعادة إنتاج ذاتها والحفاظ على موروثها البالي ومكاسبها غير المشروعة الذي لم  يعد العصر الراهن ومتطلبات المرحلة القادمة في حاجة لتلك الادوات المتمسكة بالفساد والارهاب والمتشبثة باهاوم التوسع وتكبير خارطة (يمنها الكبير) الذي تدغدغ بها عواطف آلعامة لاشغالها من أجل أن تتمسك هي بمفاصل السلطة والثروة والقوة العسكرية وتدير هذا اليمن بالصراعات والازمات والحروب المستدامة ملوحة بتهديد أمن واستقرار المنطقة والمصالح الدولية عبر عناوين القرصنة والقاعدة وداعش والشيعة وإيران وتركيا وإسرائيل ودولة الخلافة الإسلامية الذي تزعم تلك العصابات ان بقاء الوحدة اليمنية  خطوة في طريق استعادتها..

 

أن كل تلك الشعارات الجوفاء قد تعرت على أرض الواقع حتى وقف العالم كله على حقيقة أوضاع هذا البلد العربي (المشكل) لجواره والمصالح الدولية  ..ان سبع سنوات حرب جعلت العالم يستوعب خطورة هذا المشكل الذي تمدد إلى الجنوب العربي تحت  ستار اعلان الوحدة اليمنية في22مايو1990 وزادت الأمور تعقيدا وخطورة منذ حرب صيف 1994م التي ألغت بها تلك العصابات المتنفذة في الجمهورية العربية اليمنية ما وقعت عليها من اتفاقات ومواثيق وحدوية ودستور ملزمة  بذوبان هذه الجمهورية مع دولة جمهورية اليمنية الديمقراطية الشعبية في كيان سياسي وعقد اجتماعي جديد لكن مالبثت تلك العصابات المتنفذة حتى شنت حربها الغادرة على الجنوب في 27ابريل1994 والغت كل اتفاقيات اعلان الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق وعدلت دستور الوحدة واستعادت نظام الجمهورية العربية اليمنية  وفرضت على الجنوب الاحتلال القبلي والعسكري والطائفي  منذ7/7/94 وهو الأمر الذي ظل يرفضه شعب الجنوب عبر عدة أشكال نضالية حتى تمكن الحراك الجنوبي من إرهاق تلك العصابات وتحرير معظم أراضيه في نوفمبر2014

مما أدى إلى الغزو والحرب الثانية في فبراير2015 وتدخلت دول التحالف العربي والمجتمع الدولي وتم وضع اليمن والجنوب تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفشل الدولة فيهما حتى بشكلها البسيط وانهيارها كاملة وأصبح الوضع (حالة وليس دولة) وبكل تأكيد ترتيب اليمن أمسى حاجة ملحة وضرورة مهمة تفرضها مصالح الإقليم والمجتمع الدولي وذلك حتما سيفرض ترتيب حالة اليمن. ووضع الجنوب وفك الاشتباك بينهما من قواعد لعبة الأمم وانهاء دور تلك العصابات التي مابرحت تعبث باليمن منذ1962 حتى المعترك الراهن.

مقالات الكاتب