صايل بن رباع

شتاء جنوبي على منصة "X"

وكالة أنباء حضرموت

في الشتاء ليالي شديدة الوحشه، يشرد بها الذهن ويسافر في قلق وكأنه يبحث عن دفئ في زوايا الفكر،
أصبحت الغربة جزء من شخصيتي وعندما يشرد الذهن فإن أول ما يصادفه في عالم الميتافيزيقيا هي تلك الأشباح الواقعية التي تطارده وتحاول أن تعيده للواقعية المجردة بكل قبحها،
ولكن ظلمة ليالي الشتاء أشد حلكة من أن تستطيع وحوش الواقع القبيحة إعادة عقل المغترب لمينائه الأرضي ،
لذلك يستمر هذا الذهن مسافرا في قلق باحثا عن أطلال وطن يصنع منه حلم.

تعترض ذهني في رحلة الشتاء كثير من مرادفات الثقافة الموروثة فيرفضها وكأنه يبحث عن دفئ مستقبلي حقيقي بعيد عن أوهام "النوستالجيا" التي تمنح للعقل شعور بالدفئ يملأ القلب بردا وإكتئابا وحزنا على تغير الحال،
فيتجه الذهن لإبداع وطن يصوره في صورة أنثى هي أشد جمالا من كل إناث العالم وأشد حنانا من كل أمهات الدنيا ،تشبه هذه الأنثى الآلهة الإسطورية في الميتالوجيا الإغريقية فهي منزهه عن كل عيوب الأوطان الأخرى،
يمتلأ الذهن بإشارات إيجابية وعاطفة جاذبة نحو المستقبل ويبدأ في إستقبال كل وحوش الواقع ويقاتلها من أجل معشوقته "الوطن المنشود"،

يسري الدفئ في أطرافي وأستطيع تهيئة ميناء آمن لذهني في فراش وثير بمسكن رائع في بلاد آمنه ومرفهة ليعود الذهن للهدوء، لكنه وقبل أن يغادر القلق يتوقف لوداع حبيبته فيسألها عن إسمها وكأنها كائن حي يستطيع الإجابة ، ينسى الذهن أنه أمام حالة أسطورية متخيلة ، ويبدأ في محاولة تسميتها حتى لا ينساها لاحقا،
لكنه ينصدم بأسراب من عفاريت الخيال تحلق ويصرخ أحدها بصوت مفزع "عدن" ، والآخر بعنف "حضرموت"، ""دولة","إتحاد","جمهورية","فساد","تآمر", "خائن" ويصبح الصراخ ضجيجا جنوبيا أشبه بمساحات منصة "X",,,,فيختفي "الوطن المنشود" ويعود الذهن للجسد بقلقه وذكرى أصوات "العضاريط".

مقالات الكاتب