الشيخ لحمر بن لسود
لم يتبق من 26 سبتمبر سوى ذكراها
استبق الحوثيون الموالون لإيران، الاحتفالات السنوية بما يسمى ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962م، في صنعاء، باحتفال بالثورة النقيضة 21 سبتمبر باستعراض عسكري كبير، حمل رسائل تهديد للجنوب ولدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ولكن قبل حلول ليلة 26 سبتمبر 2023م، أعلنت المنامة استشهاد ضابط وإصابة عدد من الجنود في هجمات إرهابية للحوثيين على الحد الجنوبي.
ونحن اذ نتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى الاشقاء في مملكة البحرين، في هذا المصاب الجلل، نؤكد على التضحيات الكبيرة التي بذلتها دول التحالف العربي والتضحيات الكبيرة، ونترحم على أرواح شهداء الجنوب والإمارات والبحرين وكل دول التحالف العربي بقيادة السعودية الذين وهبوا ارواحهم للدفاع عن الأمن القومي للأمة العربي، وعن بلاد الحرمين الشريفين، في وجه الإرهاب الإيراني العابر للحدود.
بالعودة الى ذكرى 26 سبتمبر، نشعر بالحزن على أولئك الابطال من أبناء الجنوب ومن الجيش المصري العظيم الذين افتدوا بأرواحهم العاصمة اليمنية صنعاء، وإنقاذ أهله من بطش نظام الإمامة الكهنوتي الذي زرع الجهل في الشعب لكي يحكمه مدى الدهر، ولكن جاءت الثورة اليمنية بدعم من الزعيم العربي جمال عبدالناصر، لتخلص هذا الشعب من الإمامة.
ولكن هذا المشروع لم يدم طويلاً، فقد انقلب الإماميون الى جمهوريين، وأصبحت الجمهورية العربية اليمنية تدار من نظام الإمامة العميق والمتحالف مع القبائل الزيدية في صنعاء، ونخب السياسة اليمنية في اليمن الأسفل "تعز وإب وتهامة والبيضاء".
تلك النخب السياسية التي تنكرت لـ"ربع مليون قتيل ومفقود ومخفي"، جراء حروب المناطق الوسطى الشهيرة، تنكرت تلك النخبة وارتمت في أحضان الهضبة الملكية الجمهورية لإدارة حروبها مرة أخرى، إلى ان وصلنا الى مشروع الحوثيين الذي ولد من رحم الملكية السابقة.
اشعر بالحزن وانا أرى صور زعماء جماعة الحوثيين تتقدم الاستعراض العسكري الحوثي في صنعاء، ليتأكد لي ولغيري ان المملكة المتوكلية قد عادت بابشع صورة الاذلال والتنكيل والهيمنة من قبل اسرة صغيرة في محافظة عمران تحكم الجمهورية العربية اليمنية اليوم بالحديد والنار والخطاب الطائفي وشعارات الموت لأمريكا وإسرائيل، وهذه الجماعة منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، لم تقتل أي إسرائيلي ولا أي أمريكي.
لم يتبق من ثورة سبتمبر 1962م، سوى ذكراها وذكرى شهداء قدموا ارواحهم في سبيل انقاذ اليمنيين من بطش الامامة ولكن الحلم لم يكتمل وعادت الجمهورية العربية اليمنية الى حضن الامامة من جديد، وأصبح الإقليمي يتماهى مع المشروع الإمامي الجديد، لذلك سيحكم عبدالملك الحوثي واسرته من بعده صنعاء لعقود قادمة ما لم تحدث معجزة ويسخر لهذا الشعب من ينقذه.
اما الجنوب فقد تخلص من المشروع السلالي اليمني وتخلص من المشروع الذي أتى به الاشتراكيون اليمنيون للجنوب العربي بعد الاستقلال.
واليوم تحاول بعض القوى الإقليمية واليمنية اخضاع الجنوب لمشروع الحوثي السلالي، لذلك نقول هذه القوى، هذا الشعب الذي قاوم الامامة منذ قرون طويلة لا يمكن ان يقبل عودة الامامة في ثوب ممزق يطلق عليه الوحدة اليمنية التي قتلها الإماميون والجمهوريون والاشتراكيون والإخوان المسلمون، بحرب صيف 1994م، وحرب 2015م، وحرب 2019، وحرب 2020م، ولا تزال الحروب ضد الجنوب متواصلة ومنها حرب الإرهاب الذي ينفذ اجندة عابرة للحدود بهدف اخضاع الجنوب للهيمنة اليمنية، باسم السلام المزعوم، ولك ان تسخر كثيرا من هذا المشروع الذي اصبح الإرهاب ابرز ادواته لإخضاع الجنوب من اجل سلام هش مع الإرهاب الحوثي.
والله المستعان