الشيخ لحمر بن لسود

المشهد السياسي والأمني في الجنوب.. ما المطلوب فعله اليوم

وكالة أنباء حضرموت

بات المشهد السياسي والأمني في الجنوب، أكثر تعقيدا من أي وقت مضى، بفعل تداخل السياسات وتقاطع بعض المصالح الإقليمية مع الاذرع الإيرانية في صنعاء، او مع إيران نفسها، وهو ما انعكس بشكل سري ومخزي على الأوضاع في الجنوب، حيث أصبح كل شيء معطل.
في العاصمة عدن، يعاني المواطن من أزمات مفتعلة، الهدف منها منذ بداية تحرير العاصمة، اخضاع الجنوبيين لمصلحة اجندة خبيثة، وتدار هناك أكثر من معركة عسكرية وخدمية ونفسية وإعلامية كلها تهدف الى عرقلة مسيرة شعب الجنوب. وامام كل تلك التحديات فأن المرحلة تتطلب الاستعداد الكامل لمواجهة كل الاحتمالات.
وقبل ان نعرج إلى كيفية مواجهة هذه الحرب، فأن علينا أولا فهم ما الذي يريده (الأشقاء)، هل يريدوا وحدة جنوبية مع الحوثيين الموالين لإيران، الذين قامت الحرب لتحجيمهم، أم أن للمسألة ابعاد إنسانية تتعلق بحياة الملايين من اليمنيين الذين قد يتعرضوا للمجاعة بفعل عدم وجود موارد في اليمن الشمالي، فإذا كان المبرر الأخير هو السبب، فهذا غير صحيح لأن الموارد في اليمن الشمالي أكثر بكثير مما هو موجود في الجنوب.
ولكن قد يسأل البعض ما علاقة الازمات والحروب والهجمات الإرهابية، بمسألة محاولة اجبار الجنوبيين على وحدة مع الحوثيين، ندرك ان هناك رابط مشترك بين الإرهاب وشعار الوحدة اليمنية، فنحن في الجنوب، لم نعرف الوحدة الا بالهجمات الإرهابية وفتاوى التكفير والحروب، لا بالمشاريع التنموية التي يتم الحديث عنها في الإعلام في حين ان الواقع "هو إرهاب في إرهاب".
إن المطلوب فعله اليوم، هو إعادة النظر ومراجعة كل الملفات، وهنا اضع رسالة في صندوق بريد المجلس الانتقالي الجنوبي، وأقول لقيادته، نحن ندرك الحروب والمؤامرات التي تحاك ضد الجنوب كبيرة وخطيرة، ولكن حان الوقت ان يتحرك الشارع الجنوبي لمواجهة هذه التحديات وان يتم مكاشفة الشعب بكل ما يدور، حتى لا تستمر حالة التيه الحاصلة.
حان الوقت ان تعود كل قيادات الجنوب الى الداخل لإخراج شعب الجنوب من هذه الفوضى الخلاقة المفتعلة من قبل اعداء الأمن والاستقرار والتنمية والذين يحرضون على اجتياح الجنوب ليل نهار.
وهي كذلك رسالة الى اشقائنا في المملكة العربية السعودية، نحن نريد ان تظل علاقتنا أخوية صادقة، ونتمنى ان يتم إعادة مراجعة بعض المواقف وتصحيح بعض الأخطاء التي ارتكبت هنا وهناك، فالجنوب سيكون حليفا صادقا، كما عهدتموه في الحرب.
والله الموفق.

مقالات الكاتب