حضرموت ونبض الحياة!

مركز نبض الحياة في مدينة المكلا على موعد في 18 رمضان مع حدث خيري إنساني كبير يتمثل في بدء أعمال برنامج نبض السعودية التطوعي لأمراض وجراحات القلب الذي يأتي ضمن سلسلة من البرامج الطبية التطوعية للأشقاء في المملكة العربية السعودية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية استشعارًا لدورهم الخيري والإنساني في رفع المعاناة عن الإنسان وانقاذ حياته .. وهذا البرنامج الذي سيقدم خدماته مجانًا يشمل على مدى أسبوع اجراء 4,900 عمليه قلب، منها 2500 قسطرة تشخيصية و1800 قسطرة علاجية و600 من عمليات القلب المفتوح .. 

يقف المرء فخورًا بمثل هذه الأعمال الإنسانية التي يستفيد منها المصابين بأمراض القلب من ذوي الدخل المحدود من مختلف محافظات اليمن ممن عصفت بهم ظروف الحياة وفسوتها فأصبحوا لا يستطيعون تغطية تكاليف العلاج في المستشفيات العامة أو الخاصة , فما بالك بنفقات السفر لطلب العلاج في الخارج.. 

جزى الله خيرًا رئيس مؤسسة امراض القلب الخيرية المشرف العام على مركز «نبض القلب» بالمكلا الأستاذ محمد عوض باشعيب، وكل القائمين على هذا المركز من أطباء وفنيين وممرضين وطواقم إدارية ولمركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية الممول للبرنامج ، والمتطوعين من الأطباء السعوديين..

وفي الحقيقة نماذج كثيرة في حضرموت شاهدة على أن الدنيا بخير .. فعندما اضمحلت الدولة وأصبحت عاجزة عن القيام بواجبها والايفاء بمتطلبات قطاع الصحة بسبب ظروف الحرب وتوابعها برزت الكثير من المبادرات الأهلية التي وضعت الإنسان كهدف ورسالة، لم يقتصر ذلك العطاء عند أمراض جراحات القلب بل أمتد إلى مختلف التخصصات الطبية , فتكاملت الجهود مع المؤسسات الرسمية في تنفيذ البرامج وتقديم الرعاية والخدمات وإقامة المخيمات وتسير القوافل الطبية وتوفير احتياجات المرضى من أدوية ومستلزمات , بل بالتكفل بتقديم المساعدات العلاجية في ظل تزايد ملحوظ للحالات وانتشار الأمراض الخبيثة والغريبة .. وتحمل الرجال المخلصون أمثال الشيخ محمد عوض البسيري وسعيد صالح العمقي , وعبدالله بن دول وآخرون هذه المهمة الإنسانية , ابتغاء لوجه الله الكريم ,ونسأل الله أن يكتب لهم في ذلك خيرًا  , بل أن بعضهم كرجل الخير والاحسان بامعروف  - مثلًا – انشاء وتحمل نفقات مركز متكامل لغسيل الكلى في مستشفى هيئة ابن سيناء بالمكلا دون منّة وضجيج إعلامي,  ومثله الشيخ عبدالله صالح الغرابي الذي سعى عبر مؤسسته كويت الخير للتنمية من تشغيل وحدة لغسيل الكلى في الشحر لتخفيف المعاناة عن المرضى في المناطق الشرقية , قبل أن تتحول إلى مركز الكلية الصناعية كامل الخدمات , وهناك كثير من النماذج المشرقة وفي مناطق عدة لفاعلي خير حضارم تكتب بماء الذهب , ولا ننسى في هذا المقام مؤسسة حضرموت لمكافحة السرطان  " أمل" التي جاهدت في حشد كل الجهود الخيرة لخدمة مريض السرطان والتخفيف من معاناته.. وفي مايو القادم ستكون حضرموت أيضًا مع موعد آخر لإقامة حدث علمي كبير ومخيم جراحي للسرطان تعده له العدة هذه الأيام  من قبل كلية الطب بجامعة العرب وسيجرى خلاله عمليات نوعية بأيدي طاقم طبي مصري متخصص.. فبوركت جميع هذه الأعمال , فليرغب الراغبون ، وليتسابق المتسابقون في وجوه الخير ،) وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) ..