عبدالله عمر باوزير
صعوبات استدعاء حضرموت.. في ظل تفكيك اليمننة !!
︎كثيرا ما يتبادر الي المخيلة الحضرمية حجم المؤامرة البريطانية على حضرموت .. وان قلت العربيةـ الدولية ،فلا أظن انني قد جافيت ما يدور في ذهنية تغلبت عليها مخيلة المؤامرة ، عند تناول قضية حضرموت ، منذ تشكل الدول العربية ـ القطرية، مطلع القرن الماضي وحتى اليوم ، ونحن نقطع الربع الأول من القرن الواحد والعشرين و نشاهد و نتابع تفكيك بعض الدول العربية بأدوات محلية ، لا نستطيع ان نستبعد في كل ما يجري تحكم قوى تأمريه كبرى ، تخشى فقدانها لقدراتها في التحكم بقدرات المنطقة الحيوية من الجغرافيا العربية ، التي تحتل حضرموت منها بعدها الاستراتيجي على البحار المفتوحة.
ليس في مقدورنا اختزال كل ذلك في المؤامرة ، وبالتالي تقديم مقاربة متماسكة ، تؤكد مؤامرة الخارج كحتمية تاريخية ، وننفي عن الحضارم سلبيتهم الوطنية ، وتقبلهم ـالقومي، الناصري ـ الوحدوي ،في النصف الثاني من القرن الماضي ، بل ولا نستطيع محاكمتها ، او ادراجهاـ في اطار المؤامرات الدولية ، التي كانت شعارتها على تصادم معها ـ وان أسست لما نعيشه اليوم ، ثم نحمل المؤامرة كل ما ذهبت اليه المخيلة الحضرمية ، في ظل تفكيك الدولة اليمانية ، وصراع أطرافها على حضرموت .. فضلا عن ما تحمله التسويات القادمة و التي تطبخ اليوم في مطابخ عربية و إقليمية ، لا يمكن معها استبعاد الدولية ، في ظل غياب قوى حضرمية فاعلة ، في الوقت الذي أنشأت قوى ماليشاوية ـ عسكرية جهوية ـ حزبية و جهوية ـ اجتماعيةـ يمانية ، فضلا عن المحافظة على ألوية قوات المنطقة الأولى في وادي وصحاري حضرموت ، الامر الذي يفقد الحضارم القدرة على رفض أي تسوية لا تمكنهم من المشاركة فيها ، فكيف بالمقاومة لفرض تطلعاتهم في أقليم قائد في دولة اتحادية ، لم تعد ملامحها مغرية ، بل وغير واضحة حتى في مجلس الرئاسة و تقاسميته القرار ، فضلا عن حكومة أضحت موازيه له ومنفصلة في القرار و الممارسة !!.
︎︎في هذا الاطار ، تأتي بعض التحليلات في المخيلة الحضرمية ولها ما يبررها ، اذا ما استشعرت الخطر ، في مرحلة ما بعد الثمان سنوات من فشل الشرعية ، لا في استعادة صنعاء ، بل واستعادة مؤسسات الدولة في حضرموت و عدن ، على النحو الذي يغري المجتمعات الواقعة تحت سلطة الانقلاب في صنعاء ،من رفضه ، بل والثورة عليه .
لذلك وبحكم الموروث التاريخي منذ 1967وحتى اليوم يجب ان لا نحمل " المؤامرة " كل هذا الفشل الحضرمي في تجسيد إرادة جمعية ، تجسد تطلعات الحضارم في ما هو ابعد من شراكة الإقليم القائد في دولة اتحادية ، الذي أضحت ملامحه ضائعة في غبار هذا الكم من القوى العسكرية ، او مهددة لها في التسويات القادمة ، و التي قد يكون منها وبها تفكيك اليمننة ، و لتقع حضرموت في الجونبة المناطقية .
︎︎لذاعينا..اي الحضارم ان نستعيد أهمية حضرموت من خلال تلك الاحداث التاريخية الي حضرموت التاريخ، دون أن نلغي عن اذهاننا مغريات المسميات البريطانية (الجنوب العربي ) او اليمانية الجنوبية ، ولكن السؤال كيف لنا ذلك في ظل هذا التشرذم الحضرمي ؟، المتمثل في انشاء مكونات ذات ملامح قبلية او مناطقية حضرمية ، و منها من يرفض مكونات الإقليم ـ ويقتصر نشاطه على حضرموت المحافظة ،لا حضرموت الجغرافيا و التاريخ رغم اهميتهما الاستراتيجية .. وهذا لن يتأتى الامن خلال التالي :ـ
°ادراك ان أي مؤامرة على حضرموت لا يمكن تحقيقها الا من خلال الحضارم ، وان هذا التشرذم ، الذي تكرسه هذه المكونات بملامحها المجتمعية و المناطقية ، هي وسيلة تهيئة حضرموت لتنفيذ ما يخطط له الاخرين ، وما تمويل بعض الجهات الحكومية و الإقليمية لها الا احد وسائل الاضعاف و بالتالي الالحاق .
° العمل على استيعاب أسباب ضياع حضرموت.. في مختلف المراحل منذ ستينيات القرن الماضي ، في كل مراحله الصراعية ، الوطنية والقومية ، الأممية والإسلاموية ، و لتلافي الوقوع في شراك مشابهه تنصب لحضرموت بشعارات مختلفة.
° ادراك اهمية امتداد المواطن الحضرمية من جاكرتا في شرق اسيا الي دار السلام الافريقية .. وهذه أحد اهم عوامل القوة لحضرموت الدور .. التي وجدت فيها بعض القوى الدولية مهددة بحسب توصية الهولنديين ـ مطلع القرن الماضي ، وهو ما لم يستثمره الحضارم ، بسبب تشتتهم في التكوينات القومية والأيدولوجية في منتصف القرن الماضي ، ولا اظن الا ان هذا العامل ما زال يشكل أحد اهم العوامل التى تعمل عليها بعض القوى لاعاقة حضرموت عن دورها .. واذا ما ادركنا سنستدعي حضرموت من خلال المواطن الحضرمية المانعة ،
° علينا ان ندرك ان واقع الإقليم أيضا معقد ومتشابك .. وان له مصالح اقتصادية وأمنية ( استراتيجية ) وان الإقليم ورغم الامتداد الجغرافي والديمغرافي ، ربما يتردد في التعامل الجاد مع الحضارم ، ويجد في تشرذمهم و نزاعاتهم القبلومناطقية ازمة تغذيها جهات منافسة ، إقليمية و دولية ، الامر الذي قد يحول حضرموت الي ساحة صراع إقليمي ، بأدوات حضرمية .
لذلك ..ودون وحدة سياسية واجتماعية حضرمية .. سيجد الإقليم نفسة مع اقل الشرين في أي تسوية تودي بحضرموت الي جهوية يمكن ان تؤدي الي استقرار المنطقة ، ولو مرحليا ـ في ظل صارع دولي و بالوكالة في جنوب الجزيرة العربية و عليها . وبما اننا لا نستطيع اختزال تعقيدات الحالة الحضرمية في هذه السطور .. ولا يمكن ان نحدد مخاطر التسويات اليمانية وهشاشتها، في هذا الراهن الذي وصلت الية الدولة من تفكك .. الا ان نقول ونطالب: جميع هذه المكونات في محافظات حضرموت العمل على توحيد قواها على مستواي المحافظات ومن ثم عقد مؤتمر حضرمي عام تشارك في المواطن الحضرمية ـ الأسيوية والافريقية والمغتربون في واربا وأمريكا وغيرها من مواطن الاغتراب .. ينبثق عنه تنظيم وطني ـ سياسي واجتماعي واضح الهياكل ، بقيادة قادرة على فرض حضرموت والمشاركة في التسويات القادمة .. دون ذلك لا إقليم قائد ولا دولة حضرمية ـ حتي من باب المندب الي جادب وعندها سنحمل المؤامرة عجزنا و نسهل لها تقرير مصيرنا!!.