ناصر التميمي

الإتفاق السعودي الإيراني ومصير القضية الجنوبية

وكالة أنباء حضرموت

يقولون السياسة فن الممكن ويقولون في السياسة لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة،وقال جيفارا السياسية لعبة خبيثة لايتقنها الا رجل خبيث ،والله صدق فيما قاله في مفهوم السياسة والأدلة على ان السياسة لعبة قذرة وخبيثة كثيرة ،ونحن نستدل هنا بما حدث من إتفاق سياسي مؤخراً بين المملكة العربية السعودية الشقيقة والجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد قطيعة استمرت لبضع سنين بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران من قبل محتجين اضافة الى تدخلها في الحرب ضد المليشيات الحوثية يؤكد المقولة التي تقول في السياسة لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة.

بعد ثمان سنوات من الحرب التي لم تنتهي بعد ،تحاول المملكة الخروج من هذا المستنقع الذي وقعت فيه، لانها اعتمدت على قيادات وهمية وغير وطنية وقدمت لهم المليارات من الدولارات والريالات السعودية ناهيك عن السلاح لتطهير اليمن من المليشيات الحوثية ففشلت في تحقيق هذا الأمل وأسباب الفشل واضحة للجميع ،وعندما شعرت أنه لا جدوى من القوى اليمنية التي لا ترغب في تحرير وطنها من المتمردين رغم كل ما قدمته لهم من دعم مالي وعسكري ،وبعدما تأكد لها ان القوى اليمنية كلها الحوثية والإصلاحية والعفاشية كلهم وجهان لعملة واحدة،بدات تبحث لها عن مخرج آمن ،ولن يتحقق لها ذلك الا عن طريق البوابة الإيرانية ،فقبلت تقديم كثير من التنازلات للجانب الإيراني ونستدل على ذلك بقبولها بالحوار والجلوس على طاولة واحدة مع الحوثيين مسقط ولا ندري كيف ستنتهي نتائجه بين الطرفين .

كثير من الجنوبيين اليوم أصابهم التوجس من هذا الإتفاق الذي تم على عجالة بين الدولتين اللتين كانتا على خلاف كبير،نحن نقول لهم ثقوا كل الثقة انه لا خوف على الجنوب ولن يقبل شعبنا أي اتفاق لم يكن الجنوبيين طرف فيه مهما كان ثقل الدولة التي تقف خلفه ،كثير من المحللين والسياسيين اعتبروا أن الإتفاق ستكون لهم تأثيرات على الحرب في اليمن والجنوب وأنه سيقلل من حدة التوتر القائم في المنطقة العربية،وانه بداية لإنها الحرب والذهاب الى مفاوضات السلام والحل النهائي للقضايا في المنطقة،كل ما يقال عن الإتفاق السعودي الإيراني ماهي الا تكهنات ومازال الكتمان والسرية يلف والشكوك تحوم حول هذا الإتفاق المبرم حديثاً.

نحن في الجنوب اليوم أمام تحدي كبير ومؤامرات خبيثة تحاك ضد قضية شعب الجنوب بعضها واضح وبعضها يطبخ على نار هادئة هنا وهناك عبر بعض المفاوضات السرية التي تجري بين بعض الأطراف المحلية والإقليمية، دون إشراك الجنوب فيها لا من قريب ولا من بعيد، وانا هنا سأطرح مجموعة من الأسئلة ،هل الإتفاق السعودي الإيراني سيخدم قضية شعب الجنوب؟ أم أنه سيكون،له انعكاسات سلبية؟ولماذا اختارت السعودية التوقيع على الإتفاق في هذا التوقيت؟وماهو مصير اتفاق ومشاورات الرياض بعد الإتفاق السعودي الإيراني ؟وهل سيكون بادرة خير لقضية شعب الجنوب ؟وهل ايران سترفع يدها عن دعم المليشيات الحوثية ؟كل هذه الإسئلة ستجيب عليها الأيام القليلة القادمة التي ستنكشف من خلالها اوراق اللعبة التي تلعب عليها المملكة وايران في المنطقة العربية الغارقة في وحل الحروب والصراعات التي لا تنتهي ..،!!

يبدو أننا سنكون في الفترة القادمة على موعد على ولادة اتفاق سعودي حوثي ،وهذا غير مستغرب في السياسة وهذا قد يحدث في أي لحظة ما دام هناك مباحثات سرية تجري في مسقط بين الشقيقة والمتمردين ،وانا اعتقد وهذا رأيي الشخصي ان هذه المفاوضات سيتمض عنها اتفاق ثنائي مثل ما حدث قبل يومين بين السعودية وإيران بوساطة صينية ،فإلاتفاق المنتظر سيكون بوساطة عمانية إيرانية ،نحن هنا لا يهمنا الإتفاق مايهمنا ما هو مصير القضية الجنوبية بعد هذا الإتفاق السعودي الإيراني ؟ وهل التحالف العربي سيتخلى عن حلفائه تحت ضغوطات الشقيقة ؟وهذا أمر متوقع حدوثه في السياسة، فما علينا كجنوبيين إلا أن نشمر عن سواعدنا الإستعداد لمواجهة القادم، وهو مقلق لنا وفيه خطورة على مستقبل قضيتنا ،وما حدث يوم امس من هجوم بالطائرات المسيرة على حدود الجنوب بعد ساعات من الإتفاق هو مؤشر خطير يتطلب من الجنوبيين جميعا أن يكونوا يدا واحدة وعلى قلب رجل واحد والنصر سيكون حليفنا بإذن الله . !!

مقالات الكاتب