الشيخ لحمر بن لسود
كُفر صراحي ولا دين مرعشش
أزور العاصمة الجنوبية عدن، عقب انقطاع لنحو عام، اليوم العاصمة تمثل عنواناً للصمود في وجه كل وسائل الإرهاب المسلط على الجنوب كل الجنوب، من المهرة شرقا إلى باب المندب.
ولأن عدن العاصمة فهي الأنموذج الحي في مواجهة كل صلف الحروب الاقتصادية التي تمثل حربا غير أخلاقية على كل أبناء الجنوب، تستهدف الجميع "أطفال وشيوخ ونساء"، تستهدف الحياة، من قبل فئة دخيلة على هذا الأرض والجغرافيا، فئة لم تستطع ان تعود إلى منازلها التي أحتلها الحوثيون، ولكن لأن الفاعل الإقليمي أراد لهذه الفئة ان تمارس حربها على الجنوب، فهذا الفاعل هو المسؤول المباشر عن كل ما يعانيه هذا الشعب، وليست هذه الفئة الدخيلة المنحطة أخلاقيا التي ما كان لها ان تمارس حروبها القذرة، لولا الفاعل الإقليمي الذي أراد ان يجعلها "حكومة شرعية"، وهي لا تملك من الشرعية حتى اسمها، لقد جردت افعالها كل ما له ارتباط بمعنى الشرعية، فهل من الشرعية ان تترك هذه الفئة الحوثيين يعبثون في الديار، وتذهب شاهر سيف حرب التجوييع على شعب انتصر في الحرب القتالية ويعتقد انه يمكن هزيمته بحروب الاقتصاد والتجويع القذرة.
لم تخبروا شعب الجنوب العربي الحر بعد، فالشعب الذي انتصر طوال مراحلة السابق، كانت له تجربة مماثلة عقب الاستقلال مع "هذه الفئة تحديدا"، فقد قامت تلك الفئة سابقا بإشعال الجروب القذرة، وتصفية الكوادر الجنوبية والرؤساء من قحطان الى سالمين الى غيره من قيادات الجنوب، لكن الجنوبيين انتصروا في نهاية المطاف، انتصروا بالتصالح والتسامح والتضامن، ووضعوا تلك الفئة ومشاريعها في زاوية ضيقة، وأصبحت تلك الفئة او من لحقها في زاوية "المتأمرين الخونة لمن احتضنهم ووفر لهم الملاذات الآمنة، وهم الذين جاءوا عدن حفاة عراة يتخبطهم الخوف والرعب كمن أصابه المس، وكان لعدن ومدن الجنوب الأخرى ان وفرت لهم الحياة الكريمة لكنهم طعنوا العاصمة في الظهر، فهل يعقل اليوم ان يسمح أبناء الجنوب، بتكرار تلك الطعنة مرة أخرى، مستحيل، يقبل هذا الشعب الذي اقترن اسمه بالحرية والرفض لكل أنواع الظلم والضيم.
"كفر صراحي ولا دين مرعشش"، أما ونصل مع هذه الفئة ورعاتها الإقليميين إلى حل ينهي معاناة الشعب الذي قدم تضحيات كبيرة وصنع الانتصار الوحيد ضد الأذرع الإيرانية، اما والفراق هو الخيار الذي لا بد منه، لأنه من المستحيل أخلاقيا ان نظل دور في حلقة مفرغة، فلا الحرب انتهت ولا قامت على الحوثيين، ولا توقفت حروب "الفئة الهاربة صوب الجنوب.
"كفر صراحي ولا دين مرعشش"، اما ويجبر الرعاة الاقليميون هذه الفئة على حزم حقائبها والتوجه صوب مأرب او تعز، واما لا يمكن ان نقبل بهذه الفئة لو كان هناك "ألف بند سابع"، فالحوثيون الذين رموا بكل المعاهدات والمواثيق الدولية، باتت بعض الأطراف الإقليمية تتوسل إليهم ان يقبلوا بحلول ولو كان في ذلك "اجبار الجنوب على تقديم الانتصار الوحيد، على طبق من ذهب" ثمناً، لتوافق مع جماعة "كفرت بكل شيء له علاقة بالقيم والإنسانية".
لا شك ان الدخول في مشروع وحدة هش، مع اليمنيين، كان خطأ فادحاً، لكن اليوم من يريد التوصل الى تسوية سياسية مع جماعة سلالية طائفية، بدعوى ان اليمن يجب ان يكون موحدا ويحاول اجبار الجنوب على ذلك، نقول له "مستحيل والشمس أقرب لكم من هذه المشاريع، ومن يريد يخلق عداوة مع الجنوب فلا يمكن ان نجبره على ذلك، لكن لا احد يستطيع ان يفرض على الجنوبيين أي مشروع مهما كانت قوته.
وعلى هذا الطرف الإقليمي او ذاك، تذكر ان مثلما تم اسقاط دولة الجنوب بالوحدة والحرب، سيتم اسقاط بلدانكم بمشاريع الوحدة ودعم الطائفية الحوثية، فالخطر يحيق بالجميع، ولذلك يجب التفكير بجدية في هذه المسألة الخطيرة والمغامرة الأخطر على مستقبل المنطقة برمتها، فالطوفان قد يلتهم الجميع، والجنوب ليس لديه شيء يخسره طالما وهناك من يضع الامن القومي على فوهة بركان الطائفية الحوثية اليمنية.
وشكرا.