ناصر التميمي
الموت القادم من البحر
يمتلك الجنوب العربي سواحل طويلة تقدر بمئات الكيلومترات من رأس ضربة علي شرقاً في المهرة إلى باب المندب غربا ،وهي سواحل قريبة جداً من بلدان القرن الأفريقي التي يتدفق منها المهاجرين الأفارقة بشكل يومي مستمر هربا من الحروب والمجاعة التي تجتاح بعض الدول الأفريقية القريبة من سواحلنا التي باتت مفتوحة أمام هذه الموجات البشرية ، وأصبحت خطر حقيقي يهدد امننا القومي من ناحية ومجتمعنا المسالم من ناحية أخرى.
مادفعني الى كتابة هذا المقال هو شبح المخدرات بكافة أنواعها التي انتشرت في مجتمعنا بشكل مخيف ومرعب ،وكلنا شاهدنا كمية المخدرات التي تم العثور عليها في سواحل أبين وشبوة وحضرموت وبكميات مهولة جداً لم يسبق لها مثيل أن تم العثور في جنوبنا الحبيب على هذه الكميات الكبيرة والمتناثرة على سواحل المحافظات المذكورة سلفا ،وهذا خطر يهدد بلادنا تهديدا خطيرا يتطلب من الجهات المعنية ا المسؤولة الوقوف بحزم أمام هذه الظاهرة التي انتشرت في وطننا كالنار في الهشيم،مما ساهمت في انتشار الجرائم بصورة مخيفة ومقلقة للسكينة والأمن،ويعود سبب انتشارها إلى عدم وضع ضوابط للهجرة الغير شرعية التي اصبحت
عملية فوضوية يستغلها لتهريب الممنوعات الى الجنوب
كل الذي يحدث في الجنوب من حصار اقتصادي وحرب في الخدمات وانتشار للمخدرات والممنوعات وقطع للرواتب وحرب اعلامية تقف وراءها القوى اليمنية بمختلف مسمياتها وتشكيلاتها، فهي تستميت اليوم في استهداف الشعب الذي عجرت عن مقاومته طيلة السنوات الماضية بالقوة العسكرية فلجأت الى انتهاج وسائل أخرى في محاولة منها لتركيع وتدمير الشعب في الجنوب العربي،واخطر هذه الوسائل التي يدعمونها وبقوة هو انتشار الممنوعات والمواد المخدرة ،وذلك لاغراق شبابنا في هذا المستنقع الخطير.
كثير من الجرائم التي حدثت في الجنوب هي نتيجة لانتشار المخدرات بين أوساط المجتمع الذي يعاني من كثير من الويلات التي تقف خلفها جهات محلية ودولية لها اجنداتها الخبيثةالتي ترغب في تنفيذها داخل الجنوب لتركيع واذلال هذ الشعب المكافح الذي صبر طويلاً ومازال يناضل من أجل استعادته دولته المحتلة ،وسيتغلب على كل المؤامرات التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق تطلعاته شاء من شاء وأبى من أبى،الشعب هو الذي سيقرر مصيره وهذا ماسيتحقق بإذن الله وقريباً.
أعداء الجنوب كثير ولن يكفوا عن محاربة الجنوبيين أبدآ،وسوف تستمر حربهم على الجنوب،وسيستمروا في اغراقه بالممنوعات والمخدرات،وهذا يحتاج من الجميع الى تظافر الجهود ووحدة الصف في مواجهة كل من يحاول المساس بامن واستقرار الجنوب،من خلال نشر التوعية حول مخاطر هذه المواد الخطيرة التي تتدفق إلى بلدنا،وعلى الجهات المختصة القيام بدورها في محاربة هذه الظواهر الشاذة والدخيلة على مجتمعنا المسالم ،،حتى لا يأتي يوماً ونجد أنفسنا غارقين بين وحل هذه المواد المخدرة،وهل تستطيع الجهات المختصة محاربة آفة الموت القادم من البحر.