ناصر التميمي
أكذوبة الهدنة الأممية !!
الأمم المتحدة لم تستطع حل ولاقضية في الوطن العربي منذ نشأتها ،وكل ماتفعله هو تأزيم الأوضاع ونعقيدها حيثما وجدت والأدلة والشواهد عليها كثيرة ،لايتسع المجال هنا لذكرها وهنا أنا سأتطرق في مقالي هذا المتواضع عن دورها المشبوه في الحرب الدائرة اليوم في اليمن وتحديداً من عام ٢٠١١ م حتى يومنا هذا ،حيث عينت جمال بن عمر كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن لحل الأزمة التي ترتبت على أحداث عام ٢٠١١ م وخاض بن عمر جولة طويلة من المشاورات واللقاءات والجولات المكوكية بين صنعاء وعواصم عربية وأوربية فلم يعمل شي ، كل مانجح فيه انه مهد للمتمردين الحوثيين وأعطاهم الضؤ الأخضر لإقتحام العاصمة اليمنية صنعاء ،وهو جالس يتفرج على المشهد الدراماتيكي الذي حصل ،هل فعلت شي الأمم المتحدة ومندوبها طبعاً لا بل تركت الأمور تسير الى الهاوية وهذا الذي كانت تريده ليتمكن الإنقلابيين الحوثيين من الإستيلاء على السلطة في العربية اليمنية فنجحوا في ذلك .
وعندما أصاب الأنقلابيين الحوثيين الغرور والكبرياء من نشوة النصر الذي تحقق لهم على طبق من ذهب زحفوا بجيوشهم الجرارة كما أطلقوا عليها الى الجنوب العربي لانهم كانوا يعتقدون انهم سيلتهمون الجنوب بالسهولة بمساعدة عملائهم وأذنابهم من الخونة ،لكنهم لاقواالذي لم يكن في الحسبان وواجههم الجنوبيين بشراسة واستبسال ،وأحرقوا جحافلهم في جبال الضالع ورمال لحج وعدن ووديان ابين وشبوة وخلال أسابيع معدودة انتصر الجنوبيين على أتباع الفرس الهمجيين ،وبعد انتهاء فترة جمال بن عمر خلفه ولد الشخ أحمد الذي جاء وفق برامج وخطط أعدت له مسبقاً ،حيث ظل على مدى بضعة سنين ولم يفعل شي أكثر من مرة يعلن عن هدنه أممية بين الطرفين المتحاربين فلم يلتزم الحوثيين بأي هدنة رغم انها من قبل الأمم المتحدة الا أنه يضرب بقراراتهم عرض الحائط والذي نسمعه من راعي الهدنة هو الشجب والاستنكار فقط وهذا أعطى الحوثيين حق التمادي والإستهتار باي هدنة تفرضها الأمم المتحدة التي تقدم الدعم للحوثيين من تحت الطاولة والا لما تمادى في إفشال كل الجهود التي تبذل من قبل الرعاة الدوليين وسوف يستنر الأمر على نفس الطريقة التي سار عليها جمال بن عمر والتي لم تقدم اي حلول ملموسه على الأرض .
ذهب ولد الشيخ أحمد بعد سنوات من الرحلات المكوكية بين صنعاء وعدن والرياض وابو ظبي وكل الدول الراعية للسلام في اليمن فلم ينجح في وضع حد للحرب التي أنهكت الشعب ،حيث عين بدلاً عنه العجوز الخرف غريفيث الذي زاد من الطين بلة وعقد الأمور أكثر من ذي قبل ،وأعلن أكثر من مرة عم هدنة لكنها لم تنجح فقد أفشلها الإنقلابيين الحوثيين في مهدها ،ولم يلتزموا حتى ولو لدواعي إسانية لفتح المعابر والطرقات الرئيسية لمرور سيارات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة ولم يستطيعوا حتى حماية موظفي المنظمات الأغاثية الذين تعرضوا للقتل والإختطاف من قبل المليشيات الحوثية ،واستم غريفيث سنوات وهو يكيل علينا بتصريحاته الغير واضحة والغامضة في مجملها ولم يجرؤ ولو في بيان بسيط يتهم فيه الانقلايين الحوثيين بانهم المعرقلين للحل وغير ملتزمين بالهدنة ،مايوحي ان المليشيات تتلقى دعم سياسي ولوجستي من بعض الدول الغربية .
يبدو أن حيث ما تدخلت الأمم المتحدة لا تحل المشكلة والشواهد كثيرة على ذلك،فمنذ تأسيسها في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي لم تنجح في حسم اي مشكلة لاسيما في البلاد العربية والإسلامية فقضية فلسطين واحدة من أهم القضايا الشائكة في العالم ،واليوم علمنا العربي يعج بالمشاكل والحروب التي دمرت الأوطان والغريب في الأمر أن الأمم المتحدة أرسلت مبعوثيها الى اليمن وليبيا وسوريا ولم تحسم الأمور بل الي حاصل العكس ان الأمور تعقدت وهو ما ادى الى تفاقم الصراعات في المنطقة العربية ،وفي بلدنا مازال المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة والدول الراعية متشبثةوبالهدنة الأممية التي أفشلها المتمردين منذ أول يوم بدأت فيه بآلاف الخروقات في مختلف الجبهات،ورغم التزام اطراف الصراع الأخرى بالهدنة التي تم تمديدها أكثر من مرة ولم ينجح ليندرغ في كبح جماح المتمردين بإلزامهم بتنفيذ الهدنة أو حتى فتح معبر واحد لدواعي إنسانية ،كل هذا الزحمة والتطبيل في الأعلام عن الهدنة التي لم تؤدي الى أبسط نتيجه وهي فتح المعابر والطرقات والله جريمة في حق الإنسانية الكرف الحكومي تمارس عليه الضغوط الدولية لتنفيذ الهدنة ويترك الطرف الآخر المعرقل لجهود السلام يعمل مايشاء في العباد وتحت مظلة الامم المتحدة التي تقف في صف الحوثيين حيث بات الأمر واضح كوضوح الشمس في رابعة النهار ولايحتاج لاي تعمق في التحليل ،والآن يحاول المبعوث الأمريكي الخاص لليمن والمبعوض الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ممارسة الضغط على المجلس الرئاسي لتمديد الهدنة سته أشهر اخرى ،لافائدة في أي هدنة من طرف واحد ،فعلى المجلس الرئاسي الرفض القاطع لتمديدها و التي لم تؤدي الى اي نتيجة لصالح الشعب في الشمال الواقع تحت جبروت الحوثيين أتباع الفرس الذين يمارسون أبشع أنواع الظلم هناك ،واذا لم تحرك القوات العسكرية الى الشمال لتحريرها فإن المليشيات الحوثية لن تلتزم بأي اتفاقيات الا إذا شعرت إن السكين على رقبتها دون ذلك فإن سنظل ثمان سنوات أخرى ونحن من هدنة الى هدنة ومن مبعوث الى مبعوث ،فما الهدنة الا أكذوبة أممية يراد منها تزويد الانقلابيين بالسلاح الذي ياتي اليهم عبر السواحل اليمنية وترتيب صفوفهم من جديد فقط.