مدين القحطاني
وحدة او فك الارتباط
قال تعالى (( ذلك لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد )) صدق الله العظيم
قرأت مقال للاخ الرئيس الاسبق علي ناصر محمد تناول فيه كل شيء يمكن قوله حول الوضع في اليمن وملابسات الدخلات الخارجية فيه واهدافها ولكن لن يعيه الا من يقف على مسافة واحدة من جميع الاطراف باحثا عن الحقيقة والانصاف والسلامة لبلده غير من له مصالح شخصية او اهداف معينة لا يحيد عنها مهما كانت عادلة او ظالمة.
لقد كان اليمنيون يحلمون بالوحدة وكان الجنوبيون اكثرهم حبا لها بل كانت تردد في المدارس والجامعات والجلسات الخاصة والعامة بينما كانت فئة في الشمال معارضون لها من حيث المبدأ الاتحاد مع ما اعتبروهم كفار مرتدين ماركسيين انذاك فكيف انقلبت الموازين اليوم الى العكس تماما ، فالذين كانوا يرغبون بها ويسعون اليها تجدهم الان ينادون بالعودة الى ماقبلها ( فك الارتباط ) ، بينما من كانوا معارضين لها اصبحو اليوم ممن يدعون انهم حماتها؟
برايي ان الوحدة شيء جميل وغاية سامية ولكن عندما تكون لاجل مصلحة شخصية و توسيع نفوذ لاغير تصبح منبوذة لدى الطرف المهمش والمظلوم و هدف يدافع عنها بدماء الابرياء ويستخدم كل وسائله الاعلامية من تهويل كارثية العودة الى ما قبلها وترغيب الثبات عليها، والكارثة انهم يستغلون الدين والايات القرانية ككلمة حق ولكن يراد بها باطل.
عندما كان الراغبون بالوحدة فقدكانو يحلمون بوطن ديمقراطي مؤسسي تسوده العدالة و الاخاء وتوسع اراضي دولتين لتكون دولة واحدة قوية اذ كان ذلك من مقتضيات القوة و العظمة ولتتوحد بلد ظل بين التقسيم و الاتحاد على مر الازمان.
ولكن الراغبون اليوم من القوى السياسية ( وليس الشعب الطيب ) الذين جمعوا ثروات هائلة منها والذين نهبو الاراضي التي لم تقسم بالشكل المؤسسي العادل بل ذهبت للمتنفذين الذين تملكوا الشمال مسبقا ولم يتبقى شيء مهم الا ملكوه فراحوا الى توسعة نفوذهم بالنهب والسلب و المصادرة و اسكات كل معترض لهم بالتهمة السياسية المنتشرة بذلك الحين ( انفصالي ) ولو كان لا دخل له بها انما كلمة حق قالها حتى ان البعض صار يطالب بايجار لمؤسسات عامة بالجنوب مدعي انه صرفت له وثيقة بارضيتها
اقول هذا للانصاف وليعلم الجنوب والشمال ان ما حدث في الشمال او الجنوب لم يكن صادر من ابناء الشمال او الجنوب ( الشعب ) ولكن من المتنفذين منهم وهم قلة قليلة ولا يرضاه اي يمني حر يريد الوحدة العادلة وقد جثم هؤلاء على الشمال قبل ان ينهبوا الجنوب ومازالوا ولا يتكلمون به اليوم ليس للدفاع عن الوحدة ولكن للدفاع عن مصالحهم في الارض.
والذين ينادون اليوم بالانفصال هم من تعرضوا للاضطهاد و الظلم والاقصاء، ولكن هناك فئة ليس لاجل ذلك ولكن لانهم يدافعون عن مصالحهم التي يجنونها الان وسيجنونها في المستقبل حسب وهمهم مستندين عن الوعود الخادعة التي اعطيت لهم من السعودية او الامارات ولا يقلون خساسة عن الطرف الاخر الذين يدافعون عن الوحدة لاجل مصالحهم بل واكثر سخافة كون السعودية والامارات ليس في مشاريعها بناء دولة حرة ديمقراطية على حدودها المستبدة الملكية وليعقل ذلك من عقل ويخادع نفسه من خادع.
اي مزحة هذه واي سفالة ان تستخدم مطالب شعب واحلامه واماله و تطلعاته لاجل تحقيق هدفك الشخصي واي نذالة ان تستعطف الناس وتستغفل مشاعرهم لتبيع له الوهم واي حقارة ان تستخدم شعب من ملايين البشر للوصول الى اهدافك انت وحدك وانت تدرك ان ما يحلم به شعبك لن تحققه انت
وباعتقادي ان الوحدة حدثت في ظل اناس خطأ اناس مستغلين اناس بياعين ولكن الانفصال ليس هو الحل ولكن الحل الامثل هو تعديل مسارها الى ماكان يحلم به الشعبين الجنوبي والشمالي وما يحقق تطلعاته وليست هذه الوحدة وبهذا الشكل بل الى دولة ذات سلطات محلية كامل الصلاحيات وحدة المؤسسات وحدة العدالة وحدة المساواة وحدة الحرية والديمقراطية وحدة ارجاع الحقوق لاصحابها وحدة محاسبة من تسببوا في كره الناس لها ومصادرة كل ما نهبوه وماربحوا بسببه دون وجه حق كاملا غير منقوص.
واقول انه لن يموت احد بوجود الوحدة او حدوث الانفصال ولكنه سيقوى رابطة البلد بالاتحاد الحقيقي وليس توسيع نفوذ فئات او ابدالها بفئات اخرى لها نفس الهدف.
ذلك لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد