الشيخ لحمر بن لسود
الإمارات العربية المتحدة.. من الاستراتيجية العسكرية إلى الإنسانية
تمضي دولة الإمارات العربية المتحدة "الحليف الوفي والصادق" مع جيرانها، في تنفيذ استراتيجيتها الإنسانية عقب سنوات من نجاح الاستراتيجية العسكرية في محاربة الجماعات الإرهابية وأبرزها الحوثيين والقاعدة وداعش، لتواصل عملها الإنسانية والخدمي ليس في الجنوب واليمن، ولكن في الكثير من البلدان العربية.
كل ما تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة، لا تبحث من خلاله عن مكاسب سياسية أو تحلقه بالمن، فكل ذلك هو "ما رسمه الخالد في قلوب العرب "الشيخ زايد بن سلطان"، رجل الخير الأول الذي كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالي في الوقوف الى جانب الجنوبيين عقب تعرض بلادهم لاحتلال عسكري في صيف العام 1994م، حين أغلقت بعض الدول أبوابها فكان الاشقاء في الخليج هم السند لمن دخلوا في مشروع وحدة مع شريك "ارتبطت افعاله بالخيانة والانقلاب على العهود والمواثيق".
اليوم ونحن نعيش مرحلة صعبة ومصيريه، تقف الامارات الى جانب الجنوب في شتى المجالات، وتدعم عملية التقارب الجنوبي - الجنوبي بما يحقق الاستقرار في جنوبنا العربي الحبيب، لما لهذا الاستقرار من أهمية على الصعيد الإقليمي والدولي.
نشعر بالفخر اليوم ان لدينا حلفاء في الخليج العربي، لقد عانت بلادنا كثيرا، حين حاول الرفاق قطع الطريق على أي تقارب مع خليجنا العربي، وافتعلوا الكثير من الحروب، ولكن بعد كل هذه التطورات اثبت الجنوب صدقه ووفائه لجيرانه، وهو كذلك الحال بدولة الامارات العربية المتحدة ورئيسها الراحل الشيخ خليفة بن زايد ورئيس الدولة الحالي الرجل الشجاع محمد بن زايد الذي نثق كل الثقة بأنه سيكون الى جانب القضايا التي تستحق نصرته ومؤازرته.
تعرضت دولة الامارات العربية المتحدة ودورها الفاعل في مكافحة الإرهاب للهجوم الإعلامي المتزايد، ومع ذلك ظلت أبوظبي في استراتيجية العسكرية والإنسانية "يد تطهر المدن من الإرهاب، وأخرى تشيد البناء وتضمد الجراح".
ندرك ان الحرب في اليمن في طريقها الى ان تضع أزرها وتتوقف عمليات القتال، لتصبح هناك حقيقة واقعية لا تقبل شك، وهي ان الجنوب كان صادقا وفيا مع جيرانه، وكذلك كان لجيران الجنوب واشقائه الاوفياء، المعنى الحقيقي للأخوة والمصير المشترك.
انتصر الجنوب وانتصر التحالف العربي وانتصرت الإمارات، للقيم الإنسانية والأخوية وخسر الأعداء الذين لم يصنعوا لشعوبهم سوى الفوضى التي تتجسد اليوم في تصرفات الحوثيين واخوان اليمن والتنظيمات الإرهابية الموالية لهذه الجماعات.
عظيم الشكر والعرفان والامتنان للأشقاء في دولة الامارات العربية المتحدة، الرحمة للشهداء الذين اختلط دمهم بدم شهداء الجنوب العربي في معركة مصيرية تدافع عن مصير أمة عربية تواجه كل المخاطر بعزيمة وإصرار، وتأكيدا على المضي في الدفاع عن مصير مشتركة لأمة عربية ارادت فقط ان تعيش في أمن وسلام ولم تتدخل في الشؤون الداخلية لجيرانها كما تفعل إيران ومن يدور في فلك الدولة الإسلامية التي ترى ان استقرارها في زعزعة استقرار جيرانها "العرب والمسلمين".
والله الموفق.