الشيخ لحمر بن لسود
مجلس القيادة الرئاسي يطلق النار على نفسه
الأخوة الاشقاء في المملكة العربية السعودية، قادة التحالف العربي وصانعي المبادرات والاتفاقيات السابقة والحالية.
حياكم الله ووفقكم الى ما فيه الخير للأمتين العربية والإسلامية
أكتب لكم رسالتي هذه من العاصمة عدن التي صنعت الانتصار الأول والوحيد لمشروع عاصفة الحزم، المشروع العربي الكبير الذي أعاد الاعتبار لوطننا العربي الكبير، حين هبت عشر دول عربية وإسلامية بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومشاركة فاعلة من مصر والسودان والبحرين وبقية أعضاء التحالف العربي.
لقد تحملت العاصمة عدن ومدن الجنوب الأخرى، كثيرا الحروب المتعددة والإرهاب والدمار والقتل اليومي والتفجيرات الإرهابية التي كان أخرها عملية إرهابية في حي الشيخ عثمان ظهيرة الخميس الـ26 من مايو الجاري، وما سبق هذه العمليات من عمليات إرهابية أودت بعشرات القيادات والجنود والمدنيين، ولم نسمع أي ادانة او استنكار من قبل التحالف العربي الذي تقوده السعودية،وكأن الإرهاب لم يضرب الحلفاء الصادقين الذين ابلوا بلاء حسنا مع التحالف العربي في مواجهة المشروع الإيراني.
ان الحصار المفروض على عدن ومدن الجنوب الأخرى والمتمثل في العقاب الجماعي على السكان من خلال قطع المياه والكهرباء والمجاعة وقطع المرتبات وفتح الباب امام موجة النزوح غير المبررة صوب مدن الجنوب في واقعة سياسية هدفه احداث تغيير ديمغرافي في بلادنا، لا يخدم الا المشاريع الإرهابية والتمدد الإيراني الذي يستهدف الخليج العربي بشكل واضح.
ان المبادرة السعودية الأخيرة التي جاءت مستنسخة لمبادرة سابقة نقلت السلطة من علي عبدالله صالح، الى عبدربه منصور هادي في العام 2012م، وتكررت هذه المرة بنقل السلطة من عبدربه منصور هادي الى مجلس قيادة رئاسي يقوده وزير الداخلية الأسبق رشاد العليمي، ورغم رفضنا للمبادرة السابقة التي تجاهلت تماما قضية شعب الجنوب، ورحبنا بهذه المبادرة الجديدة – رغم أدراكنا انها لن تحقق الأهداف التي تضمنتها مخرجات مشاورات الرياض – ولأنه قد مضى نحو شهرين منذ اعلان مجلس القيادة الرئاسي، الا ان الواقع على الأرض لا يبشر بأنفراجة، بل يؤسس لمشاكل جديدة قد يصعب معالجتها في ظل الغليان الشعبي والاجتماعي والسياسي جراء مواصلة سياسة العقاب الجماعي الذي يتعرض له سكان الجنوب دون غيرهم منذ انتصار عدن في منتصف يوليو 2015م، اليوم الذي اعلن فيه الجنوب انتصاره على المشروع الإيراني.
ان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء رشاد العليمي، صنع منذ لحظة وصوله عدن، ازمة تلو أخرى، من خلال إدارة ظهره أولا للحرب ضد الحوثيين، وانشغاله بإصدار قرارات "مناطقية وحزبية"، ومنح القوى اليمنية المناهضة للتحالف العربي، الاحقية في المناصب والتعيينات، التي استفزت شعبنا كثيراً، فليس من المنطق ان يجلب العليمي شخصيات عرفت بمواقها العدائية تجاه الجنوب والتحالف العربي الى عدن، في حين يقوم أعضاء أخرون في المجلس بعمليات تجنيد سرية في مناطق الجنوب، واستغلال ظروف الشباب المعيشية وكأن اليمن الشمالي (الذي يقدر سكانه بأكثر من 40 مليوناً) يستحيل فيه تجنيد كتيبة عسكرية واحدة على الأقل.
ان هذه التصرفات كفيلة ليس بإفشال مجلس القيادة الرئاسي، ولكنها أيضا تضع التحالف العربي في موقف صعب، امام "الخصم الإقليمي"، الذي باتت أذرعه تمتلك الأرض والسيطرة العسكرية على كل جغرافيا الجمهورية العربية اليمنية.
ما يحصل من قرارات وتعيينات وتجنيد وتصريحات مستفزة، ما هو الا "اطلاق مجلس القيادة الرئاسي النار على نفسه، والانتحار في منتجع معاشيق، وهذا ما لا نريد للتحالف العربي ان يصمت عنه، فالصمت على هذا الانتحار خطاء استراتيجية يعرض المشروع العربي والأمن القومي للخطر الكبير.
. والله الموفق
شيخ قبلي جنوبي