علي محمد السليماني

يمن ماقبل كوارث الحروب انتهى.. فهل أنتم مدركون!؟

الأطراف المتصارعة في اليمن والمتمسكة بمسببات  ماحدث ويحدث في الشمال والجنوب منذ حرب عام1994 وحتى المعترك الراهن لا يبدو أنها تمتلك رؤية واضحة وصادقة لمعالجة مخلفات تلك الكوارث بحس وطني وشعور بالمسئولية تجاه وطنها وشعبها بقدر ما لديها من (اطماع) في التمسك بالسلطة والفساد والفوضى وشعار قاتل (مابدا بدينا عليه)  فبأستثناء المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لديه رؤية معلنة في ادبياته باستكمال فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب المستقلة وبناء مؤسساتها فإن بقية الأطراف الشمالية ليس لديها رؤى واضحة غير ماتعلنه في تصريحات إعلامية عن استعادة الدولة ولم تحدد أية دولة التي تريد أن  تستعيدها!؟

أن اليمن والجنوب كلاهما ظل يعاني من ويلات  الصراعات والأزمات والحروب التي افرزها فشل اعلان الوحدة اليمنية وفرضها بالقوة فالطرف الشمالي المنتصر الذي يعمل على مراضاة الخارج وتقديم المغريات والحوافز له لدعم موقفه المتمسك بفرض الوحدة اليمنية بالقوة العسكرية وشعار الوحدة أو الموت مستفيدا من حيل والاعيب أنتجها  لابتزاز دول الجوار والعالم بخلق جماعات إرهابية  بأسماء وعناوين مختلفة ..غير أن ماحدث خلال الثماني السنوات الماضية سيكون مختلفا  بعد وقف الحرب وسيجد النظام الذي ستفرزه الحرب أن أمامه كم هائل من تراكم المشاكل وأزمة حادة في الموارد وبطالة كبيرة مقنعة حاليا وبطالة اكبر في المجتمع الذي يعاني من ظروف معيشية صعبة  ستزداد بكل تأكيد ومقولة أن لدينا شعب ينحت في الحجر لاكل عيشه لن قدم ولن تأخر بعد ضيق المساحة في مواطن انتشار العمالة اليمنية واهمها السعودية ودول الخليج  بسبب اتساع دائرة البطالة فيها  مما سيجبرها على  اتخاذ إجراءات قوية تحد من توافد العمالة الأجنبية ومنها اليمنية  كما سيجد  النظام الجديد أن صناديق المانحين تراجعت في كرمها لظروف مختلفة بات العالم يعانيها واهمها  الصدام  بين الدولار والعملات النقدية المحتدم حاليا وأسعار النفط والغذاء  كما أن مؤسسات الإقراض الدولية هي الأخرى سيكون لها مشاكلها المالية التي  معها ستتراجع عن سياسات الإقراض والمنح.. بينما عائدات النفط  في الجنوب  والشمال لن تفي باحتياجات دولة مابعد كوارث حروب 1994 و2015 هذا اذا تمكنت تلك الدولة من انتزاعها من أيدي المنتفعين بها حاليا من قوى النفوذ القبلي والسياسي وهذا وغيره كثير يستوجب  على كل الأطراف في الشمال أن تعي جيدا أن العالم لن يقبل دولة الهوشلية التي كانت سائدة مذ مابعد حرب الشمال على الجنوب صيف 1994 ولن يقبل بدولة الفوضى المنهارة مذ2011 فاليمن والجنوب ليس بلدين معزولين عن المصالح الإقليمية والدولية  وهي بدون شك مصالح تستوجب وجود دولة  بمؤسسات حكم ونظام وقانون تهتم برعاية شعبها وتساهم في تحقيق الأمن والاستقرار الداخلي والإقليمي بما يحافظ على الأمن والسلم والمصالح الدولية عبر البلدين أو فيهما وذلك  لن يتحقق بالتمترس خلف شعار الوحدة أو الموت وانا أو الطوفان .

مقالات الكاتب