«زراوة».. قرية أمازيغية ومزار سياحي في تونس
«زراوة» هي قرية أمازيغية جبلية تقع في محافظة قابس الساحلية التونسية، على بعد حوالي 450 كيلومتراً من العاصمة تونس.
تتميز القرية بطابعها الفريد الذي يعكس حضارة الأمازيغ في شمال أفريقيا، كما أنها تشهد على حقبة مهمة من تاريخ البلاد.
تقع قرية الزراوة في جنوب شرق البلاد التونسية وتتبع إداريا محافظة قابس، ويسكنها قرابة الـ 5 آلاف نسمة يتحدث جميعهم اللغة الأمازيغية، وتكتنز هذه القرية موروثاً ثقافياً مادياً وعينياً غنياً .
و"الأمازيغ" هم شعوب أهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقاً، إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن البحر المتوسط شمالاً إلى الصحراء الكبرى جنوباً.
وصارت بيوت الأمازيغ في "زراوة" اليوم مزارا لسياح يقصدونها من تونس ومن كل أنحاء العالم، فتستهويهم هندستها وجدرانها الترابية وأبوابها القديمة.
تلك البيوت، التي يسميها التونسيون "الحوش الحفري"، لا تزال محافظة على الطراز التي أنشئت به، حتى أنها لا تزال مساكن لحوالي 5 آلاف من سكان هذه المدينة القديمة.
يمثل الأمازيغ الناطقون في تونس نسبة 1% أي ما يقرب من 300 ألف شخص يتحدثون الأمازيغية بطلاقة ويتوزعون جغرافياً على عدة محافظات تنتمي معظمها إلى إقليم الجنوب الشرقي للبلاد.
وتعتبر قرى محافظة قابس أو ما يعرف بالثالوث الأمازيغي التي تضم 3 قرى متجاورة وهي تاوجوت وتمزرط والزراوة من أكبر وأشهر التجمعات السكانية الناطقة بالأمازيغية، إضافة إلى عدة قرى أخرى تابعة لمدينة جربة الساحلية لعل أبرزهم قريتي قلالة وسدويكش، وأيضاً قريتي شنني والدويرات اللتان تتبعان محافظة تطاوين في أقصى جنوب البلاد.
وقال سليم الزروي الباحث في التاريخ التونسي وناشط بالمجتمع المدني بقرية "زرواة" لـ "العين الإخبارية" إن الحضارة الأمازيغية تعد من أقدم الحضارات في شمال أفريقيا، حيث تمتد إلى أكثر من 3000 سنة.
وأكد قرية الزراوة أو "آزرو"كما يحلو لأبنائها تسميتها والتي تعني باللغة الأمازيغية، الحجر أو الصخر، نسبة الى القرية القديمة التي بنيت على سفح جبل.
وأفاد بأنه يعيش في الزراوة قرابة الـ 5 آلاف نسمة لا يتحدثون سوى الأمازيغية ويتعلمون اللغة العربية و والعامية التونسية في المدرسة.
في هذه القرية التابعة لولاية محافظة قابس جنوب البلاد، تظهر المساكن وكأنها كهوف وهي غرف محفورة تحت الأرض تتوسطها منازل يطلق عليه "الحوش"، وعلى رغم رفض السلطات إدراج اللغة الأمازيغية في المناهج التربوية إلا أن سكان "زراوة" لا يزالون يتمسكون بها، بل يذهبون إلى أبعد من ذلك من خلال توريثها إلى الأجيال المقبلة.
واللافت في قرية "زراوة" أنها ظلت بمنأى عن الحياة العصرية، خصوصاً على مستوى المباني وهندسة المعمار، إذ لا تزال البيوت البسيطة المبنية من الطين والحجارة الضخمة خيار السكان الوحيد، مما يجعلها متسقة بشكل منقطع النظير.