مدير مدرسة ظَبَة الأستاذ القدير شفيق شنظور.. مسيرة حافلة بالعطاء التربوي وخدمة المجتمع

عبدالحكيم الصيعري
وكالة أنباء حضرموت

في إطار سلسلة «شخصيات تربويّة يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع – محافظة أبين» نسلّط الضوء على إحدى الشخصيات التربوية المخلصة التي كرّست حياتها لخدمة التعليم وتربية الأجيال، وهو الأستاذ القدير شفيق سعيد محمد شنظور الذي يُعدّ من الشخصيات التربوية البارزة في مديرية يافع رصد بمحافظة أبين، حيث قدّم خلال مسيرته التعليمية والإدارية نموذجاً مشرفاً في العمل التربوي والإسهام المجتمعي، متنقّلاً بين محطاتٍ مميّزة في التعليم والخدمة العامة، وترك بصمةً واضحة في تطوير مدرسة ظَبَة وإدارتها منذ سنوات طويلة.

الميلاد والنشأة

الاسم: شفيق سعيد محمد شنظور.
من مواليد 1969م.
الوظيفة الحالية: مدير مدرسة ظَبَة للتعليم الأساسي والثانوي – مديرية يافع رصد – محافظة أبين.
الحالة الاجتماعية: متزوج، وأب لثمانية (ولدان وست بنات).
العنوان: منطقة ظَبَة – قرية آل شنظور.
المؤهل العلمي: بكالوريوس رياضيات.

المسيرة التعليمية

ترعرع الأستاذ شفيق في قرية آل شنظور بمنطقة ظَبَة، وسط أسرةٍ عُرفت بالخلق الكريم وحبّ العلم، مما غرس فيه منذ الصغر روح الجدّ والمثابرة.
أكمل المرحلة الابتدائية حتى الصف السابع في مدرسة ظَبَة، ثم واصل الصف الثامن في مدرسة الزحف الأحمر بمحافظة عدن (1983/1984م).
أكمل المرحلة الثانوية من الصف الأول إلى الثالث في ثانوية سالم صالح محمد بيافع رصد، ثم الصف الرابع الثانوي في ثانوية يسلم حسين – مديرية خنفر – جعار (1988/1989م).

التحق بالكلية العسكرية في صلاح الدين – عدن عام 1989م، وكان حينها يحمل طموحاً صادقاً في أن يكون أحد الضباط المخلصين في صفوف جيش الجنوب، لكن بعد تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990م تم نقله إلى صنعاء، ثم إلى محافظة صعدة، حيث لمس اختلافاً كبيراً في طبيعة النظام العسكري، إذ كانت تسوده العلاقات القبلية والمشيخية أكثر من الانضباط المؤسسي.

بدأ خدمته العملية في محافظة المهرة بعد تخرجه من الكلية العسكرية عام 1992م، ثم تم دمجه بعد حرب صيف 1994م مع لواء مشاة صعدة.
ورغم استمراره في أداء واجبه بإخلاص، إلا أن ميوله كانت نحو العمل المدني والتربوي، فاغتنم الفرصة والتحق بكلية التربية – صعدة (قسم الرياضيات – نظام أربع سنوات)، ليتحول حلمه من “الرتبة العسكرية” إلى “الدرجة العلمية”، متطلعاً لأن يخدم وطنه من موقعٍ تربوي مدني.
وفي عام 1997/1998م، تخرّج حاملاً بكالوريوس رياضيات، وهي الشهادة التي حققت طموحه وأتاحت له الانتقال إلى ميدان التعليم، تاركاً خلفه العمل العسكري ليبدأ رحلة جديدة في بناء العقول وصناعة الأجيال.

الخبرات العملية

بعد تحوله إلى ميدان التربية، عمل الأستاذ شفيق معلماً للتربية والتعليم بمحافظة صعدة لمدة ثلاث سنوات، ليجمع بين الخبرة والانضباط والحرص على الأداء النوعي في التعليم.
وفي عام 2002م، عاد إلى محافظة أبين ليعمل معلماً في ثانوية ظَبَة بمديرية يافع رصد، ثم كُلّف مديراً لمدرسة ظَبَة للتعليم الأساسي والثانوي في أواخر عام 2004م، وما زال يشغل هذا المنصب حتى اليوم، مقدّماً نموذجاً للمدير الناجح الذي يجمع بين الحزم الإداري والروح الإنسانية في التعامل مع المعلمين والطلاب والمجتمع.

وقد حصل خلال مسيرته العملية على عدة شهائد تقديرية ورسائل شكر من المدرسة، وإدارة التربية بالمديرية، ومن المجلس الانتقالي الجنوبي بالمديرية، تقديراً لجهوده المخلصة في خدمة العملية التعليمية والمجتمعية.

كما كُلّف بالقيام بمهام نائب رئيس المركز الانتقالي في ظَبَة، إضافة إلى القائم بأعمال رئيس المركز منذ تأسيسه عام 2017م (وذلك بعد انتقال رئيس المركز إلى العاصمة عدن)، وما زال هذا التكليف قائماً حتى اليوم، ليواصل دوره الوطني والمجتمعي إلى جانب مهامه التربوية والإدارية.

الخبرات والدورات التدريبية

- شارك في أكثر من ثلاث دورات في مجال الإدارة المدرسية على مستوى المحافظة والمديرية.

- التحق بعدد من الدورات التخصصية لمعلمي الرياضيات لتطوير قدراته العلمية والتدريسية.

- حصل على دورة في التعليم النشط، وساهم في تطبيقها ميدانياً لتحفيز الطلاب وتنمية مهارات التفكير لديهم.

- شارك في ورشٍ ودوراتٍ قصيرة في الجوانب المجتمعية والتعليم الإثرائي والتعويضي.

- له مساهمات بارزة في الأنشطة المجتمعية بمنطقة ظَبَة، خصوصاً في دعم مشاريع الطرقات والتعليم والتعاون مع المنظمات الداعمة، مؤمناً بأن المدرسة جزءٌ من نسيج المجتمع وليست مؤسسةً منعزلة عنه.

ختاماً

يبقى الأستاذ شفيق شنظور واحداً من الرموز التربوية التي يُحتذى بها في مديرية يافع رصد، فقد جمع بين التجربة الحياتية الثرية والعطاء المستمر، وأثبت أن القيادة المدرسية الناجحة تقوم على الإخلاص والانضباط والتفاني في خدمة التعليم والمجتمع.
إنّ مسيرته الحافلة تمثّل نموذجاً مُضيئاً للأجيال القادمة من المربين والإداريين، ودليلاً على أن الإيمان بالرسالة التربوية هو الطريق الأسمى لبناء الإنسان وصناعة المستقبل.
فكلّ التحية والتقدير للأستاذ شفيق شنظور على ما قدّمه ويُقدّمه من جهودٍ مخلصة في خدمة التربية والتعليم، سائلين الله له دوام التوفيق والعطاء.