تعز تختنق بالقمامة والأوبئة
وتصاعد الاحتجاجات بعد اغتيال مديرة صندوق النظافة
تعيش مدينة تعز هذه الأيام وضعًا بيئيًا وصحيًا كارثيًا، مع تكدّس أكوام القمامة في الشوارع والأحياء وانبعاث روائح كريهة أرهقت السكان، وسط تفاقم مخاطر انتشار الأوبئة والأمراض.
وألقى الأهالي باللوم على السلطة المحلية في فشلها بالتصدي للأزمة، محذرين من كارثة بيئية وصحية متنامية، خصوصًا مع انسداد مجاري السيول وانتشار البعوض والذباب، ما ساهم في عودة أمراض مثل الكوليرا والملاريا إلى واجهة المشهد الوبائي في المحافظة.
وقال مسؤول الإعلام في مكتب وزارة الصحة بتعز، تيسير السامعي، إن الأيام الأخيرة شهدت تصاعدًا ملحوظًا في الإصابات، حيث تم تسجيل 86 حالة إسهال مائي حاد وكوليرا خلال 48 ساعة فقط، متوقعًا ارتفاع الأعداد بشكل أكبر ما لم يتم رفع النفايات سريعًا.
الأزمة تفجّرت بعد اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة أفتهان المشهري، إذ دخل عمال النظافة في إضراب مفتوح واعتصام أمام مبنى السلطة المحلية، ما أدى إلى توقف أعمال رفع المخلفات وازدياد التكدس بشكل غير مسبوق.
الاحتجاجات الشعبية لم تقتصر على العمال؛ إذ شهدت مدينة تعز اليوم وقفة نسائية في موقع اغتيال المشهري، رفعت فيها المشاركات لافتات تطالب بالعدالة ومحاسبة الجناة، مؤكدات رفضهن للعنف ضد النساء ودعوتهن لتعزيز حماية المرأة اليمنية.
وفي السياق الأمني، أكد الناطق باسم شرطة تعز أسامة الشرعبي أن الحملة الأمنية مستمرة لملاحقة المتهم الرئيسي في اغتيال المشهري، ملوّحًا بكشف أسماء “المتسترين” عليه. واتهم الشرعبي قيادة اللواء 170 الخاضع للقيادي العسكري محمد سعيد المخلافي، شقيق الشيخ حمود المخلافي، بعرقلة مداهمة أحد المنازل في حي الروضة حيث تم رصد المتهم.
وأشار الشرعبي إلى أن الشرطة منحت قيادة المحور واللواء 170 مهلة كافية لتسليم المطلوب دون جدوى، محمّلًا قيادات عسكرية بارزة المسؤولية عن أي تقاعس، وداعيًا سكان تعز للتعاون مع الأجهزة الأمنية “لتجفيف بؤر الفوضى وإنهاء حالة التستر”.
وبينما يواصل الأهالي دق ناقوس الخطر من أزمة بيئية وصحية تهدد حياة عشرات الآلاف، تزداد المخاوف من أن تتحول شوارع تعز إلى بيئة خصبة للأمراض في ظل غياب الحلول العاجلة.