من هو السوري سلوم حداد؟ انتقد نطق الممثلين المصريين للفصحى

وكالة أنباء حضرموت

عبّر الفنان السوري سلوم حداد عن رأيه بأداء بعض الممثلين المصريين في الفصحى، في مقطع أعاد الاهتمام بمشواره الفني الطويل والمتنوع.

انتشر مؤخراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للفنان السوري سلوم حداد، ظهر فيه متحدثاً بنبرة ساخرة عن نطق عدد من الممثلين المصريين للغة العربية الفصحى، مشيراً إلى أن الغالبية منهم لا يتقنون هذا الجانب من الأداء، ما تسبب في تفاعل واسع من المتابعين، وفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول خلفيته الفنية الطويلة وتاريخه في الأعمال العربية.

سلوم حداد يثير الجدل بانتقاد أداء الممثلين المصريين في الفصحى
خلال الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع، قال حداد إن قلة من الفنانين المصريين تمكنوا من تقديم الفصحى بشكل سليم، معدّداً منهم الراحلين عبدالله غيث ونور الشريف، معتبراً أن أداء الفصحى بشكل صحيح يتطلب مهارة لم تكن متوفرة لدى الكثيرين.

وتابع حديثه بالإشارة إلى ما وصفه بـ"مشكلة حقيقية" يعاني منها عدد من الممثلين المصريين في نطق الحروف، مخصّصاً بالذكر حرف الجيم، حيث قال ساخرًا: «بقية الممثلين في مصر لديهم مشكلة حقيقية مع تعطيش حرف الجيم»، قبل أن يقلّد بأسلوب تهكمي جملة: «وماذا جئت تفعل في هذا الوقت؟»، ليعلّق بقوله: «يا أخي لا يستقيم هذا»، في إشارة إلى ضعف الإلقاء، حسب وصفه.

هذه التصريحات دفعت العديد من المتابعين إلى البحث عن سيرة سلوم حداد، خصوصاً أولئك غير المتابعين للأعمال السورية بشكل موسّع، ليكتشفوا تاريخاً طويلاً وواسعاً للفنان في مجالات المسرح والتلفزيون والسينما.

من هو سلوم حداد؟
وُلد سلوم حداد في 29 مارس/ آذار 1953، وتخرّج في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وبدأ نشاطه الفني عام 1974، قبل أن ينضم إلى نقابة الفنانين السوريين سنة 1980. عُرف طوال مسيرته بدقته في الأداء واهتمامه باللغة، وهو ما انعكس في اختياراته وأسلوبه.

على خشبة المسرح، قدّم سلوم عدداً من الأعمال المهمة، من أبرزها: حادثة النصف متر، ورسول من قرية نميرة، ونكون أو لا نكون، حيث شكّلت هذه الأعمال محطات مؤثرة في حضوره المسرحي.

أما على صعيد السينما، فقد كانت بدايته من خلال فيلم موعد مع المجهول عام 1980، وشارك لاحقاً في أعمال سينمائية متنوعة، من ضمنها موكب الإباء الذي جسّد فيه شخصية الإمام الحسين، وعلاقات عامة، وروداج، إلى جانب ظهوره في الفيلم المصري صرخة نملة عام 2011 كضيف شرف.

لكن حضوره الأوسع كان في الدراما التلفزيونية، إذ شارك في أكثر من 70 عملاً درامياً، شكّلت مزيجاً من الأعمال التاريخية والاجتماعية والمعاصرة. ومن أبرز مشاركاته في فترة الثمانينيات والتسعينيات: تجارب عائلية (1981)، المجنون طليقاً (1984)، شجرة النارنج (1989)، الخشخاش (1991)، جريمة في الذاكرة (1992)، حمام القيشاني (1994)، خان الحرير (1996)، الموت القادم إلى الشرق (1997)، الكواسر (1998)، الفوارس، الزير سالم (2000)، وأبو الطيب المتنبي (2002).

أشهر أعمال سلوم حداد
كما قدّم خلال الألفينات أعمالاً مثل: رجال تحت الطربوش، مشاريع صغيرة، رسائل الحب والحرب، الحوت، الدوامة، تخت شرقي. وواصل ظهوره خلال العقد الأخير في أعمال درامية حققت تفاعلاً ملحوظاً، منها: ولادة من الخاصرة، رفة عين، الإخوة، خاتون، الندم، أوركيديا، فوضى، ورد أسود، سوق الحرير، المنصة، على صفيح ساخن، والعربجي بجزأيه الأول والثاني.

وبعيداً عن التمثيل، خاض سلوم حداد تجربة الإخراج لأول مرة عام 2013 عبر المسلسل الإماراتي القيّاضة. كما حاز خلال مسيرته على عدة جوائز وتكريمات، كان أبرزها تكريمه في جامعة حلب عام 2007 من قِبل نادي السينما الطلابي، إضافة إلى فوزه بجائزة أفضل ممثل دور أول عن مسلسل الدوامة من مهرجان القاهرة للإعلام العربي، وجائزة مماثلة عن مسلسل رسائل الحب والحرب من مهرجان الخليج للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني.