الأستاذ علي عبدالرب شيخ سالم.. شخصية تربوية متميزة في منتدى القارة التربوي بيافع
الميلاد والنشأة
الأستاذ القدير علي عبدالرب شيخ سالم من مواليد عام 1959م قرية الشهد منطقة رخمة مديرية يافع رصد محافظة أبين.
متزوج، وله من الأبناء 5 ذكور و6 بنات.
بدأ تعليمه في إحدى الكتاتيب (المعلامة) لتحفيظ القرآن الكريم على يد الفقيه صالح يوسف هيثم العمودي "طيب الله ثراه" مطلع ستينيات القرن الماضي، وتمكن خلال تلك المرحلة من إجادة الكتابة وحفظ عدد من سور القرآن الكريم.
وبعد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م، ومع بداية تأسيس التعليم النظامي التحق مع عدد من الطلاب بمدرسة الشعلة رخمة، واستمر فيها حتى أكمل التعليم الابتدائي (نظام ست سنوات) في العام الدراسي 1973/1972م.
انتقل مع زملائه إلى عاصمة المديرية الغربية (لبعوس) في أول تقسيم إداري لمواصلة دراسة التعليم الإعدادي، وتم تسكينهم في أول قسم داخلي بمدرسة الشهيد العودي في دار الضباعي بمنطقة الهجر. وكان أول مدير للتعليم الإعدادي الأستاذ/ حسين محمد صالح الوال.
درسوا فيها عاماً دراسياً واحداً فقط، ثم تمت إعادتهم إلى إعدادية رصد بعد اكتمال بنائها وتجهيز قسمها الداخلي لإيواء الطلاب مع السكن والغذاء، وكان يديرها الأستاذ/ علي أحمد صالح.
وخلال دراسته الإعدادية كان مهتماً بالدراسة إضافة إلى انخراطه في العمل الشبابي والطلابي، وشارك بفعالية في الحراسات الليلية والمبادرات الجماهيرية، وتدريس صفوف محو الأمية للنساء والرجال، وتنفيذ أي تكليفات تُسند إليه.
وبعد إكمال التعليم الإعدادي (نظام ثلاث سنوات) في العام الدراسي 1976/1975م برصد انتقل تلقائياً مع مخرجات التعليم الإعدادي إلى جعار وزنجبار نظراً لعدم وجود مدرسة ثانوية في رصد، والتحق بثانوية ناصر أحمد صالح بزنجبار إلا أن ظروفه الأسرية لم تساعده على مواصلة الدراسة وإكمال الثانوية العامة.
التوظيف بسلك التربية والتعليم
في تاريخ 1978/10/24م التحق بالتوظيف في السلك التربوي والتعليمي خدمة وطنية لمدة عامين بنصف الراتب، وكان تعيينه في مدرسة رخمة التي كان يديرها الأستاذ/ محمد حيدرة عبدالرب المحرمي.
كانت الوضعية التعليمية للمدرسة تتكون من 947 طالباً وطالبة، منهم 352 أنثى، وعدد المعلمين 33 معلماً. وتم تكليفه بتدريس مادة اللغة العربية، والتحق بدورة تدريبية لمناهج السلم التعليمي الجديد للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية (طريقة ومادة)، فأحسن تدريسها بحكم ولوعه واهتمامه بها أثناء الدراسة.
وبوقت مبكر فكر في ضرورة رفع مستواه الدراسي، وتقدم بطلب الانتساب لإكمال الثانوية العامة (القسم الأدبي) عبر وزارة التربية والتعليم عدن في العام الدراسي 1980/1979م، وبعد النجاح في الامتحانات أتيحت له فرصة التأهيل الجامعي بكلية التربية زنجبار في العام الدراسي 1981/1980م تخصص لغة عربية (مساق الدبلوم).
ومن المصادفات أننا التقينا بهذه الكلية أثناء التأهيل أثناء الخدمة، وكانت أول مرة نلتقي بالدراسة والسكن والغذاء بالقسم الداخلي، وكان من خيرة الأصدقاء حيث كان يمتاز بالسلوك الحسن والأخلاق العالية، ومن أنشط الطلاب دراسياً.
وبعد التخرج في العام الدراسي 1982/1981م عاد لممارسة العمل في مدرسة رخمة.
وفي عام 1988م تم ترشيحه موجّهاً فنياً من قبل مكتب التربية والتعليم رصد ضمن مجموعة من الموجهين وهم: صالح شيخ سالم، عبدالسلام ناصر علي، جمال عثمان بن سبعة، صالح بن صالح قاسم، حسين علي راجح، إضافة إلى الموجهين السابقين، ليتشكل فريق توجيه فني كامل التخصصات، وكان هذا الفريق بقيادة كاتب السطور مدير الدائرة الفنية.
أشرف هذا الفريق على متابعة العمل التربوي في مدارس رصد وسرار وسباح بعد اعتمادها مديريات مستقلة. وهي المرة الثانية نلتقي بالأستاذ علي عبدالرب شيخ في العمل التوجيهي، ويُعد الأستاذ علي من أنشط الموجهين حضوراً واكثرهم اهتماماً بمتابعة الخطط والبرامج المركزية والمدرسية، وعلى اطلاع دائم بالمناهج والمقررات الدراسية.
وفي العام الدراسي 1994/1993م حصل على فرصة التأهيل الجامعي (مساق البكالوريوس) من جامعة عدن، وتخرج في العام الدراسي 1996/1995م ثم عاد لممارسة نشاطه التوجيهي بمنطقة رخمة التعليمية مع تكليفه بتدريس بعض الصفوف الدراسية عند وجود نقص في المعلمين في مدارس رخمة، والمشاركة في النزول الجماعي للمدارس متى ما تطلب الأمر.
حصل أثناء عمله بالتوجيه على:
قرار وزاري موجه أساسي رقم 981 لعام 1995م
قرار وزاري موجه أساسي ثانوي رقم 341 لعام 2008م
الدورات التدريبية التي حصل عليها
* في عام 1999م تم ترشيحه من قبل مكتب التربية للتدريب في صنعاء ضمن عدد من المدربين لمدارس المجتمع بإشراف قطاع التدريب والمناهج الوزارية وتمويل منظمة اليونيسف وكانت هذه الدورة أول دورة تدريب تربوي تعقد في صنعاء.
* دورة خاصة بالمدربين المستوى المتقدم عام 2000م مركز التدريب المعهد العالي صنعاء.
* دورة في معهد التدريب للوسائل التعليمية بالشراكة مع القناة التعليمية صنعاء وتمويل اليونيسف.
* دورة خاصة بموجهي الأقسام 2000م.
* دورة خاصة بموجهين (الأجزاء الأول والثاني والثالث) عام 2011م.
* دورة تدريبية في نهج القراءة المبكرة (جزء أول وثانٍ) عام 2014م.
* دورة الدعم النفسي والاجتماعي والتربوي 2019م.
* دورة تدريب الإدارة الصفية والتعلم المرتكز على الطفل عام 2022م.
* دورة تدريب الإدارة المدرسية لمرحلة التعليم الثانوي.
* دورة تدريب الموجهين الصفوف 1–3 و 4–9.
* دورة التعليم الإثرائي والتعويضي مديرية رصد عام 2025م.
دورات تدريبية قام بتنفيذها
* تدريب معلمي الصفوف 1–3 على المهارات القرائية عام 2022م.
* تدريب المدراء والموجهين بمحافظة أبين ضمن فريق المدربين من الوزارة.
* تدريب معلمي اللغة العربية على المناهج التربوية في مديرية رصد.
* تدريب الصفوف 1–3 (الجزء الأول والثاني) للمدارس المحورية ومدارس المجتمع في المنطقة التعليمية رخمة.
* تدريب مدراء المدارس سباح.
* تدريب مهارات اللغة العربية للصفوف 4–9 بمديريات سرار، سباح، الوضيع.
* تدريب المعلمين والمدراء في التعليم الإثرائي والتعويضي المنطقة التعليمية رخمة.
التكريمات والشهادات التي حصل عليها
تحصل على العديد من رسائل الشكر وشهادات التقدير من المدارس، ومكاتب التربية في المديرية والمحافظة، والجامعة، والمجتمع المحلي، نوجزها بالآتي:
* شهادة عام 1999م من قطاع المناهج بالوزارة (اليونيسف).
* شهادتان من مدارس رخمة للأعوام 2008/2007م و 2009/2008م.
* ثلاث شهادات من مدرسة رخمة بنين، وشعبة التدريب عدن، وقطاع التدريب أبين للأعوام 2014/2013م.
* شهادتان من مدرسة رخمة بنين، وبرنامج الدعم النفسي المنفذ من صناع النهضة الممول من اليونسكو لعام 2019/2018م.
* شهادتان من التدريب والتأهيل اليونيسف صنعاء، والمناهج صنعاء لعام 2000م.
* ثلاث شهادات من مدرستي رخمة بنات وبنين، وشعبة التدريب أبين للعام الدراسي 2022/2021م.
* شهادة من مكتب التربية أبين موجهين لعام 2011م.
الأنشطة الاجتماعية والوطنية
- شارك بفعالية في تدريس صفوف محو الأمية للنساء والرجال خلال نشاط المراكز الثقافية، وتم تكليفه بالتدريس في منطقتي الشهد وإشعاب عامر.
- شارك في معسكر الشباب الصيفي الذي أُقيم بمناسبة الذكرى العاشرة للاستقلال الوطني 30 نوفمبر بمدينة جعار لحفر كابلات أرضية من جعار إلى زنجبار.
- شارك في المسح التربوي الشامل للوضع التعليمي بمدارس مديرية رصد للعام الدراسي 1998/1997م بمنطقة العمري.
- شارك في التعداد العام للسكان والمساكن والمباني والمنشآت لعام 2014م بوظيفة عدّاد في منطقة رخمة.
- عضو نشيط في اللجان المجتمعية بمركز رخمة لإصلاح ذات البين، وحل كثير من القضايا والنزاعات داخل المنطقة وخارجها، ومراقبة الأسعار.
- مساهم في اللجان الأهلية المتعلقة بالطرقات، ومنها طريق الزغرور.
- متابعة الأداء التعليمي وتذليل الصعوبات، وتقديم المشورة للمعلمين والأهالي.
شـــــــــهادة الكاتب
كانت معرفتي الأولية بالأستاذ علي عبدالرب شيخ في كلية التربية زنجبار أثناء التأهيل الجامعي في العام الدراسي 1982/1981م مع عدد من الزملاء منهم ناصر أحمد سعيد، محمد أحمد، عيدروس محمد عبيد، صالح بن صالح قاسم، وجميعهم معلمين كانوا يدرسون في سنة ثانية ونحن في سنة أولى، وكان وجودهم دافعاً قوياً لنا، وشجعونا كثيراً على الدراسة، وساعدونا في المراجع وملخصات المقررات واستفدنا منهم الكثير من التوجيهات والارشادات وتعرفنا منهم على الشروط والضوابط الجامعية واساليب التدريس فيها.
وعند ترشيحه للعمل بالتوجيه الفني كان لي شرف تزكيته وتأييده بحكم معرفتي بإمكاناته، وكان حسن الاختيار من قبل مدير التربية الأستاذ أحمد عوض، ومن خلال العمل توطدت العلاقة والصداقـة، وكان أداؤه ممتازاً، وتقاريره دقيقة، وآراؤه سديدة، وسليمة، ويُعتمد عليه في تبني المقترحات التي تخص العمل فهو رجل يستحق التقدير والاحترام حيث شهد له معظم المعلمين أثناء قيامه بتدريبهم بطريقته المتميزة واسلوبه التربوي ومعلوماته القيمة، وكذلك شهد بكفائته مدراء المدارس التي كان يشرف عليها من خلال عمله التوجيهي وكان أكثر ما يكلف بالنزول إلى المدارس البعيدة مثل سخاعة وشقصة والمربض وقد جمعتنا بالأستاذ علي الكثير من اللقاءات وحلقات تبادل الخبرات كما اشتركانا في عدد من الدورات التدريبية أهمها دورة تدريبية في معهد التدريب والتأهيل صنعاء تحت إشراف وتمويل معهد الوسائل ومنظمة اليونيسيف مع كل من الأساتذة: محضار عبدالمحسن والشيخ محمد حسن وعلي النوباني وتتعلق الدورة بطرق وأساليب التوجيه وتقييم الأداء للعمل.
لدى الأستاذ علي من الخبرة والكفاءة العلمية والعملية ما اكتسبه من خلال عمله الميداني الممتد من 1978م وحتى الوقت الحاضر، وأكثر من 15 دورة تدريبية متخصصة في كل من رصد وأبين وعدن وصنعاء في المناهح والتعليمية، وطرق التدريس، والدعم النفسي التربوي، والتخطيط والتقويم للأداء والوسائل وإدارة الصف، والقراءة المبكرة، والتعليم التعويضي والإثرائي، وكل تلك العوامل جعلت منه شخصية متمكنة في إداء العمل التدريسي والتدريبي.
كما يحظى بتقدير واحترام الأهالي والمعلمين والطلاب.
وعقب بلوغه أجل الخدمة في عام 2018م تم تعليق راتبه الشهري 160000 ريال بين التربية والتعليم والتأمينات والمعاشات أبين، وهو إجراء لم يكن متوقعاً بحق شخصية نضالية مخلصة.
و ختاماً نتمنى لأستاذنا الفاضل موفور الصحة والسعادة.