إسرائيل تفتح أبواب الجحيم على مدينة غزة
صعد الجيش الإسرائيلي من هجومه على مدينة غزة، الجمعة، فيما قال وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن حكومته “تفتح أبواب الجحيم الآن على المدينة”، متوعدا بعدم إغلاقها.
ودمر الجيش الإسرائيلي برج مشتهى، بعيد إعلانه أنه سيستهدف مباني شاهقة اتهم حركة حماس باستخدامها.
ورغم الضغوط المتزايدة في الداخل ومن الخارج لوقف هجومها المستمر منذ نحو عامين في غزة، تعزز إسرائيل قواتها وتكثف قصفها وعملياتها على مشارف المدينة منذ إعلانها عزمها السيطرة عليها.
الجيش الإسرائيلي يدمر برج مشتهى في مدينة غزة، بعيد إعلانه أنه سيستهدف مباني شاهقة اتهم حركة حماس باستخدامها
وقال الجيش في بيان الجمعة إنه “رصد نشاطا مكثفا لحماس داخل أبراج متعددة الطوابق، حيث جرى دمج كاميرات مراقبة، مواقع قنص، منصات لإطلاق صواريخ مضادة للدروع، إضافة إلى غرف قيادة وسيطرة”، مضيفا أنه سيستهدف تلك المواقع “خلال الأيام المقبلة”.
وبعد أقل من ساعة أصدر بيانا آخر أعلن فيه ضرب مبنى شاهق متهما حماس باستخدامه “للتقدم وتنفيذ هجمات ضد القوات (الإسرائيلية) في المنطقة”.
وأكد الجيش الإسرائيلي قبل الضربات الجمعة أن هجماته ستتم بشكل “دقيق للحد من إصابة المدنيين من خلال إصدار تحذيرات مسبقة”.
من جهته قال كاتس في بيان “تفتح الآن أبواب الجحيم على غزة”، متوعدا “عندما يُفتح الباب لن يُغلق، وسيزداد نشاط الجيش الإسرائيلي حتى تقبل حماس بشروط إسرائيل لإنهاء الحرب، وعلى رأسها إطلاق سراح جميع الرهائن، ونزع سلاحهم، وإلا فسيتم القضاء عليهم”.
تصريحات كاتس تأتي رغم أن حماس وافقت في الثامن عشر من أغسطس الماضي، على مقترح للوسطاء بشأن صفقة جزئية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، إلا أن إسرائيل لم ترد على الوسطاء، رغم تطابق بنوده مع مقترح أميركي سابق وافقت عليه تل أبيب.
والأربعاء، جددت حماس استعدادها لإبرام صفقة شاملة لإطلاق الأسرى الإسرائيليين جميعا، مقابل أسرى فلسطينيين، وإنهاء الحرب على غزة، والانسحاب من القطاع، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك أيضا في بيان لمكتبه.
وأظهرت مشاهد مصورة برج مشتهى في حي الرمال بمدينة غزة وهو ينهار إثر انفجار هائل في قاعدته مطلقا سحابة كثيفة من الدخان والغبار.
ووثقت صور لما بعد انهيار المبنى عددا من الفلسطينيين وهم يبحثون بين ركامه.
قصف مدمر
وقالت أريج أحمد، نازحة فلسطينية تبلغ 50 عاما وتعيش في خيمة جنوب غرب مدينة غزة، لوكالة فرانس برس إن زوجها “شاهد سكان برج مشتهى يرمون أمتعتهم من الطوابق العليا لنقلها والفرار قبل الضربة”.
وأضافت في اتصال هاتفي “بعد أقل من نصف ساعة من أوامر الإخلاء، قُصف البرج”.
ومضت قائلة إن إسرائيل “تأمر سكان الأبراج بإخلائها، مدّعية أنها تريد تجنّب سقوط ضحايا من المدنيين. ولكن ماذا عنّا نحن، مئات الآلاف من المدنيين النازحين في الخيام المحيطة بهذه المباني؟”.
واعتبر الدفاع المدني بقطاع غزة أن استهداف إسرائيل للمباني المرتفعة بمدينة غزة يندرج ضمن سياسة “التهجير القسري” للمدنيين عبر حرمانهم من المأوى الآمن.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، في بيان، أن “استهداف المباني المرتفعة ليس مجرد قصف للحجر، بل هو سياسة تهجير قسري للمدنيين”.
وأضاف “عائلات كاملة ترمى في العراء بلا مأوى، في غياب أي مساحات آمنة”.
وتابع “هذا الخطر لا يهدد حياة الناس فحسب، بل يسلبهم حقهم في البقاء والعيش بكرامة”.
وطالب بصل المجتمع الدولي بـ”التحرك الفوري لوقف هذه الجريمة المنظمة ضد الآلاف من العائلات المشردة في مدينة غزة”.
وأعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 19 فلسطينيا على الأقل في ضربات إسرائيلية منذ فجر الجمعة في مدينة غزة ومحيطها، وهي منطقة تُقدر الأمم المتحدة عدد سكانها بنحو مليون نسمة وقالت إنها تشهد مجاعة.
ولدى اتصال من وكالة فرانس برس طلبا للتعليق، قال الجيش الإسرائيلي إنه يحتاج إلى معرفة المواقيت الدقيقة والإحداثيات قبل أن يعلّق على أحداث بالتحديد.
وقال أحد الأهالي ويدعى أحمد أبووطفة (45 عاما) ويسكن في شقة أقاربه شبه المدمرة في الطابق الخامس من مبنى في غرب مدينة غزة إن “الأنباء عن بدء إسرائيل قصف الأبراج والمباني السكنية مُرعبة. الجميع خائفون ولا يعرفون إلى أين يذهبون”.
شهود عيان شاهدوا سكان برج مشتهى يرمون أمتعتهم من الطوابق العليا لنقلها والفرار قبل الضربة
وأضاف في اتصال هاتفي “أطفالي مرعوبون، وأنا أيضا. لا مكان آمنا، كل ما نتمناه أن يأتي الموت سريعا”.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني الخميس إنه لن يتم الإعلان مسبقا عن بدء حملة السيطرة على مدينة غزة “للحفاظ على عنصر المفاجأة”.
وأضاف متحدث آخر باسم الجيش هو إيفي دفرين الخميس أن الجيش الإسرائيلي يسيطر على 40 في المئة من المدينة.
وتتوقع إسرائيل نزوح نحو مليون شخص باتجاه الجنوب جراء هجومها الجديد.
وقال قائد القيادة الجنوبية الإسرائيلية الجنرال يانيف آسور لجنود الاحتياط الجمعة “أنتم من تحملون أمن الوطن على عاتقكم”.
وأضاف خلال تفقده موقع تدريب “عزمكم هو الذي سيهزم حماس”، بحسب بيان للجيش.
وتحول القيود المفروضة على وسائل الإعلام في غزة والصعوبات في الوصول إلى العديد من المناطق دون التحقق بشكل مستقل من الأرقام والتفاصيل التي يعلنها الدفاع المدني في غزة أو الجيش الإسرائيلي.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصا.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 64300 شخص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.