العلامة والمفكر الإسلامي أبو بكر العدني ابن علي المشهور في سطور
بقلم / حسن محمد الشجري
طالب بجامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية
وُلد الحبيب أبو بكر العدني ابن علي المشهور عام 1366 هـ في مدينة أحور بمحافظة أبين، لأسرة عريقة في العلم والفضل. نشأ في كنف والده، العلامة علي بن أبي بكر المشهور، وحفظ القرآن الكريم على يديه، كما تلقّى العلوم الشرعية واللغوية في حلقات الدروس بمدرسة "الميمونة" في بلدته أحور.
واصل تعليمه في مدينتي أحور والمحفد، ثم انتقل إلى عدن لإتمام دراسته الثانوية، ومنها إلى جامعة عدن حيث تخرّج من كلية التربية – قسم اللغة العربية. وبعد التخرج، انخرط في سلك التعليم، فدرّس في المدرسة الميمونة بأحور، ثم انتقل للتدريس في عدد من مدارس مدينة عدن.
انتقاله إلى الحجاز:-
بسبب الأوضاع السياسية التي شهدها اليمن، سافر الحبيب أبو بكر إلى الحجاز عام 1400 هـ، وهناك واصل تحصيله العلمي على يد نخبة من العلماء، أبرزهم الحبيب عبد القادر بن أحمد السقاف. كما شغل خلال فترة وجوده في جدة وظيفة إمام وخطيب لعدد من المساجد.
العودة إلى اليمن:-
بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة، عاد الحبيب أبو بكر إلى بلاده عام 1412 هـ، وتفرّغ لخدمة الدعوة الإسلامية علمًا وتربيةً ومنهاجًا. أنشأ عددًا من الأربطة الإسلامية والمراكز التعليمية والمهنية في مختلف مناطق اليمن، كما نظّم عشرات الدورات التأهيلية للصغار والكبار، واهتم اهتمامًا خاصًّا بتعليم المرأة من خلال تأسيس "دار الزهراء" وفروعها. وأطلق كذلك "مدرسة الفتيان" لتحفيظ القرآن الكريم، و"مركز الإبداع للدراسات وخدمة التراث"، إضافة إلى عدّة منتديات ثقافية واجتماعية، أبرزها "منتديات وادي حضرموت".
ومؤخرًا، منحت جامعة عدن الحبيب أبا بكر شهادة الدكتوراه الفخرية، تقديرًا لجهوده في تجديد الفكر الإسلامي وإسهاماته المتميّزة في المجالين التربوي والإنساني.
من أبرز إنجازاته الأكاديمية
تأسيس جامعة الوسطية الشرعية للعلوم الإسلامية والإنسانية ، التي تولّى رئاستها، وقد أصبحت اليوم من ضمن أشهر الجامعات في الجمهورية اليمنية. وتحظى بعضويّة كلٍّ من اتحاد الجامعات الدولي، واتحاد الجامعات اليمنية الأهلية، واتحاد الجامعات العربية. للجامعة عدّة فروع وكليات ومراكز علمية وبحثية، وقد نظّمت مؤتمرات علمية دولية عديدة، خاصةً في مجال "فقه التحولات"، إضافة إلى ندوات فكرية بالشراكة مع جامعات محلّية، من أبرزها ندوة علمية دولية بالشراكة مع جامعة عدن حول فكر وسيرة المؤسس.
شيوخه:-
نال الحبيب أبو بكر إجازات علمية من كبار علماء اليمن والحجاز ومصر والشام، ومن أبرزهم:
- والده علي بن أبي بكر المشهور
- الحبيب محمد بن علوي المالكي
- الحبيب عبد القادر بن أحمد السقاف
- الحبيب أبو بكر بن عبد الله الحبشي
- الحبيب أحمد مشهور بن طه الحداد
- الشيخ محمد بن أحمد الشاطري
- الشيخ عبد الرحمن بن أحمد الكاف
أطروحاته الفكرية:-
قدّم الحبيب أبو بكر جملةً من الأطروحات الفكرية، من أبرزها:
- إعادة إدراج "العلم بعلامات الساعة" كركن رابع ضمن أركان الدين الثلاثة، كما ورد في حديث جبريل، ضمن مشروعه الفكري فقه التحولات
- إضافة مفهومي "سنّة المواقف" و"سنّة الدلالة" إلى سنن النبي ﷺ، كجزء من فقه الدعوة
- تحليل الأسس التي بُنيت عليها مدرسة حضرموت الدعوية، وتفسير رمزية كسر السيف التي أعلنها الفقيه المقدم دعوةً إلى السِّلم والتعايش
- الدعوة إلى الدمج بين العلم الأبوي المسند والعلم الأكاديمي المعاصر، عبر ما أسماه بـ"المثلث المدموج" و"المعادلات المتوازنة" (التربية، والتعليم، والدعوة)، و(الاكتفاء الذاتي)
- تصحيح عدد من المقولات السائدة، مثل:
* "العقل السليم في القلب السليم"
* "الغاية تبرر الوسيلة"
* "الإنسان قبل البنيان، والمعلم قبل المنهج، والتربية قبل التعليم"
مؤلفاته:-
أصدر الحبيب أبو بكر نحو 150 مؤلفًا تنوّعت بين الفقه، والأدب، والسلوك، والتاريخ، والفكر، والشعر، بالإضافة إلى محاضرات وندوات صوتية ومرئية. من أبرز كتبه:
- الأسس والمنطلقات في تحليل غوامض سنة المواقف وفقه التحولات
- التليد والطارف في شرح منظومة فقه التحولات وسنة المواقف
- الأطروحة
- الأفق الضيق
- الاستشراق والتنوير
- إحياء لغة الإسلام العالمية
- فقه الدعوة في المرحلة المعاصرة
- فقه الدعوة للمرأة المسلمة
- الإحاطة والاحتياط من شبه الوقوع فيما أخبر به عند قرب الساعة من العلامات والأشراط
- رجال المنابر والمقامات أشد الناس حاجةً للأخلاق
- سياحة في ديوان الإمام الحداد
- المورد العذب
- بكاء القلم