فاجعة المكلا: بحر الستين يبتلع طفلة بعد مخاوف أولية من اختطافها
عثرت السلطات المحلية بمدينة المكلا، مساء الثلاثاء، على جثة فتاة غريقة على شواطئ بحر الستين، وذلك بعد عملية بحث متواصلة استمرت لأكثر من 24 ساعة، وسط أجواء من الترقب والخوف لدى ذويها.
وبحسب مصادر محلية، فقد بدأت العائلة رحلة البحث بعدما اختفت الطفلة في ظروف غامضة، ما أثار مخاوف حقيقية من احتمال تعرّضها للاختطاف. إلا أن الجهود الأمنية والشعبية المشتركة التي شاركت في عملية البحث، أسفرت في نهاية المطاف عن العثور على جثتها وقد قذفتها أمواج البحر على أحد شواطئ المكلا.
وتعيد هذه الحادثة إلى الواجهة تكرار حوادث الغرق في ساحل حضرموت، لا سيما بين الأطفال، وسط غياب حملات التوعية بأخطار السباحة في البحر دون رقابة، خاصة في أوقات اشتداد التيارات البحرية. وأفادت مصادر قريبة من الأسرة أن الطفلة كانت قد ابتعدت عن ذويها دون أن ينتبهوا لذلك، ما يُرجّح أن الوفاة كانت نتيجة الغرق المفاجئ وليس لأي فعل إجرامي.
وتزامن الحادث مع اقتراب فترة "نجم البلدة"، المعروفة محلياً ببرودة مياه البحر واضطرابه، وهي فترة تشهد تقلبات بحرية حادة تتطلب أقصى درجات الحذر، خصوصاً من العائلات التي تصطحب أطفالها إلى الشواطئ.
حوادث مماثلة في السنوات الأخيرة دقّت ناقوس الخطر مرارًا، لكن ما يزال غياب اللوحات التحذيرية، وضعف التوعية المجتمعية، وغياب فرق الإنقاذ السريعة عوامل تساهم في استمرار هذه الفواجع الموسمية.
وبينما شيّعت المدينة الطفلة بقلوب حزينة، يتجدد الحديث عن مسؤولية السلطات والمجتمع في حماية الأطفال على الشواطئ، لتفادي تكرار مشهد البحر وهو يلفظ أجسادًا صغيرة لم تعرف من الدنيا سوى اللهو والبراءة.