الدبلوماسية الفرنسية في مواجهة الحقيقة الإيرانية: هل آن الأوان لكسر سياسة الاسترضاء؟

الدبلوماسية الفرنسية في مواجهة الحقيقة الإيرانية: هل آن الأوان لكسر سياسة الاسترضاء؟

حرس النظام الإيراني يهدد أوروبا والعالم… والتجارة مع طهران تمنح النظام غطاءً للإرهاب الدولي 

الدبلوماسية الفرنسية في مواجهة الحقيقة الإيرانية: هل آن الأوان لكسر سياسة الاسترضاء؟

حفظ الصورة
مهدي عقبائي
وکالة الانباء حضر موت

حرس النظام الإيراني يهدد أوروبا والعالم… والتجارة مع طهران تمنح النظام غطاءً للإرهاب الدولي 

سلّط السياسي الأوروبي المخضرم ستروان ستيفنسون في مقاله المنشور على موقع Townhall الضوء على ما وصفه بالإخفاقات العميقة في سياسة فرنسا والاتحاد الأوروبي تجاه النظام الإيراني، وذلك في أعقاب تصريحات لافتة أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أمام مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي. 

أعلن بارو أن فرنسا ستُعيد فرض العقوبات الدولية الصارمة على إيران فور انتهاء الاتفاق النووي (الذي أُبرم عام 2015 خلال ولاية الرئيس باراك أوباما) في أكتوبر المقبل. لكن بحسب ستيفنسون، فإن هذه التصريحات تكشف تخبطاً دبلوماسياً صارخاً، لأن الاتفاق ذاته بات بحكم «الميت» بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018 خلال ولاية دونالد ترامب، الذي وصفه بأنه «أسوأ اتفاق في التاريخ الأميركي». 

ويرى الكاتب أن إصرار فرنسا وبريطانيا وألمانيا – المعروفة بمجموعة E3 – على إحياء ما تبقى من الاتفاق النووي لا يعدو كونه محاولة يائسة لإرضاء النظام الإيراني. وأضاف أن هذه السياسة لم تثمر سوى عن المزيد من التصعيد، قائلاً: 

“محاولات الاتحاد الأوروبي لاسترضاء‌ الملالي لم تؤدِّ إلا إلى استمرار التجارة والتكنولوجيا والاستثمار لصالح طهران، رغم العقوبات الأميركية.” 

ووفقاً لتصريحات بارو أمام مجلس الأمن، فإن تفعيل آلية الزناد (snapback) من شأنه أن “يُغلق إلى الأبد وصول إيران إلى التكنولوجيا والاستثمار والسوق الأوروبية”، وهو ما يُعد اعترافاً ضمنياً باستمرار العلاقات الاقتصادية مع النظام حتى اليوم، برغم سجلّه الإرهابي. 

وأثار تصريح وزير الخارجية الفرنسي ردود فعل غاضبة في طهران. فقد نقلت وكالة أنباء مهر عن متحدث باسم البرلمان الإيراني أن النظام “سيفعّل أدواته الخاصة” إذا فُعّلت آلية الزناد، بما في ذلك التهديد بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT). 

حرس النظام الإيراني… الإرهاب باسم الدولة 

يحمّل المقال حرس النظام الإيراني (IRGC) المسؤولية عن الجزء الأكبر من الفوضى في الشرق الأوسط، ومن ضمنها: 

  • تهديد السفن العسكرية الأميركية في الخليج العربي ومضيق هرمز
  • تنفيذ هجمات بالطائرات المسيّرة والألغام البحرية على ناقلات النفط
  • تزويد روسيا بطائرات انتحارية في حرب أوكرانيا
  • التخطيط لاغتيالات وتفجيرات على الأراضي الأوروبية

وفي مثال صارخ، استذكر الكاتب محاولة اغتيال أليخو فيدال كوادراس، النائب الإسباني السابق والداعم المعروف لحركة المعارضة الإيرانية مجاهدي خلق، الذي نجا بأعجوبة بعد أن أُطلقت النار عليه في مدريد عام 2018. وقد تم القبض على عدد من المتورطين، جميعهم على صلة بإيران. 

لا تفاوض مع نظام العصابات 

يختم ستيفنسون مقاله قائلاً إن الاستمرار في سياسة الحوار مع النظام الإيراني رغم تاريخه الأسود في القمع والإرهاب الدولي هو ضرب من العبث. 

“لقد حان الوقت لأن يتخلى الاتحاد الأوروبي عن سياسة الاسترضاء ويقف إلى جانب الشعب الإيراني في نضاله من أجل الحرية والديمقراطية.”