«عقلية البازار».. أمريكا وإيران بين القواعد الـ10 والاتفاق المنتظر

وكالة أنباء حضرموت

تأجيل الجولة المقبلة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، فتح الباب الحديث عن مساعي الثانية لإضاعة الوقت وصولا لاتفاق يشبه 2015.

ويسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران لكن عليه أن يدرك أن انخراط طهران في المفاوضات ليس خوفًا من واشنطن بقدر ما هو اغتنامًا لفرصة سانحة للتخلص من خطر إعادة فرض العقوبات العالمية هذا الخريف، وفق شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.

وفي هذا الإطار، «تراوغ» إيران لكسب الوقت خلال المفاوضات التي تبدو وكأنها "النسخة الإيرانية من فن الصفقة"، وهو عنوان تقرير نشره خبراء من منظمة "متحدون ضد إيران النووية".

ووفقا لما ذكرته شبكة "فوكس نيوز"، فإن التقرير يكشف عن 10 أساليب تفاوضية تتبعها إيران للحصول على تنازلات كبيرة مع الحفاظ على قدرتها على صنع سلاح نووي.

وفيما يلي عرض مختصر لهذه الأساليب:

1-الخداع
تقدم إيران وعودا بمكافآت مستقبلية غامضة لإبقاء المحادثات حية، دون تقديم أي تنازل ملموس في اللحظة الراهنة.

2-الشرطي الصالح والشرطي الفاسد
في حين أن السلطة كلها بيد المرشد الأعلى على خامنئي، تروج طهران لـ"وهم" التعددية السياسية وتستخدم "المعتدلين" في مواجهة "المتشددين" لانتزاع تنازلات.

3-فرص عمل مربحة
تعمل إيران على تقديم عروض لصفقات استثمارية وهمية لإغراء الحكومات والشركات الغربية، ثم تسحب البساط من تحت أقدامها.

4-تهديدات وهمية
تصدر طهران تهديدات مبالغا فيها لإثارة المشاعر المناهضة للحرب في الولايات المتحدة، وشلّ عملية صنع السياسات الصارمة في واشنطن.

5-فن الغموض
تقاوم إيران تقديم التزامات الواضحة، وتعتمد بدلا من ذلك لغة غامضة لإتاحة إمكانية الإنكار، مع الاستفادة من الصفقات.

6-استنزاف الوقت
تنخرط إيران في محادثات لا نهاية لها ومرهقة بهدف تأجيل اتخاذ الإجراءات، وتقديم لفتات سطحية لتجنب العواقب الحقيقية.

7-ضحية ما بعد الاستعمار
تستحضر طهران المظالم التاريخية لتبرير السلوك الحالي وإلقاء اللوم على الغرب.

8-فرّق تسد
تستغلّ إيران الخلافات داخل التحالفات الغربية بين الولايات المتحدة وأوروبا، أو حتى داخل الإدارات الأمريكية.

9-عقلية البازار
تستخدم إيران أساليب المساومة التقليدية الشائعة في الأسواق الإيرانية المعروفة باسم "البازار" بمعنى أنها تبدأ بحماس، ثم تتنازل ببطء، وتخفي النوايا بـ"أدب زائف".

10-التأثير والمعلومات
تحرص إيران على تسريب المعلومات بشكل انتقائي وتعمل على تحريف الرواية الإعلامية لتظهر على أنها الطرف الفاعل العقلاني الذي يقود الدبلوماسية.

لذلك، موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي، يتعين على المفاوضين الأمريكيين تحديد موعد نهائي حازم لا يتجاوز بضعة أسابيع للتوصل إلى اتفاق يخدم المصالح الأمريكية بدلا من السماح للمفاوضين الإيرانيين بإطالة أمد المحادثات، وهو مما يُمكن طهران من المضي قدمًا في برنامجها النووي ويجنبها خطر الانتقام الاقتصادي.

ورغم تهديد ترامب باستخدام القوة العسكرية في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن طهران لديها أسبابا وجيهة للتشكك، خاصة وأنه الرئيس الأمريكي الرابع الذي هدد باستخدام القوة، لكنه اختار المصالحة بما مكن إيران من تطوير برامجها النووية وبرامج الصواريخ الباليستية.

تشديد الموقف
وبعدما أعرب كثيرون عن مخاوفهم من أن يتوصل ترامب إلى اتفاق يشبه خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، والتي انسحب منها في ولايته الأولى 2018، شددت إدارته موقفها.

إذ قال وزير الخارجية ماركو روبيو إن إيران لا يمكنها الاحتفاظ إلا ببرنامج نووي مدني يستخدم الوقود النووي المستورد.

وبموجب القرار 2231، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حتى أكتوبر/تشرين الأول فقط ليقرر ما إذا كان سيعيد فرض العقوبات على إيران لانتهاكها اتفاق 2015.

وتطلب طهران الآن الاجتماع بالدول الأوروبية قبل مواصلة محادثاتها مع واشنطن، وبالتالي قد تسعى إلى فصل الولايات المتحدة عن حلفائها، وهو ما يُضعف نفوذ المفاوضين الأمريكيين.

ومع تراجع شعبيته وتراجع ثقة المستهلكين، وتزايد احتمالات الركود فقد تزيد رغبة ترامب في مواصلة المفاوضات على أمل التوصل إلى اتفاق حتى لو كان مشكوكًا فيه بهدف إعلان النصر وتعزيز مكانته.