انفلات أمني خطير في تندوف وسط صراعات مسلحة وتواطؤ بوليساريو
هز انفلات أمني خطير مخيمات تندوف في الجزائر والخاضعة لسيطرة ميليشيات بوليساريو، حيث وثقت مقاطع مصورة اشتباكات عنيفة بالرصاص الحي في مخيم العيون، حسب ما نشره منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بالصحراء المغربية (فورستاين).
ويأتي هذا الحادث وسط صمت مطبق من قيادات جبهة بوليساريو، ويكشف عن تدهور الأوضاع الأمنية في هذه المخيمات التي تستضيف لاجئين صحراويين منذ عقود.
ووفقا لمنتدى فورستاين، تحوّل مخيم العيون بمخيمات تندوف إلى ساحة معركة مفتوحة بين عصابتين تنشطان في تهريب المخدرات، بعدما نفذ عدد كبير من المسلحين هجوما مدبرا على مجموعة أخرى لتصفية حسابات قديمة.
ووقعت المواجهات بين مساكن المدنيين، مما أثار الرعب والهلع في صفوف السكان الذين اضطروا إلى الاختباء داخل بيوتهم الهشة لساعات طويلة خوفًا من الرصاص الطائش، فيما تبادلت العصابات إطلاق النار بشكل علني دون أدنى تدخل من عناصر "شرطة" و"درك" بوليساريو، ولا حتى من الجيش الجزائري المتمركز على مقربة من المخيم.
ويتهم المنتدى الجيش الجزائري بالتساهل مع هذه العصابات بينما "يستقوي على الأبرياء من المسافرين والمتنقلين إلى خارج المخيم".
وأشار المنتدى إلى أن هذا الحادث أثار موجة غضب عارمة بين الأهالي، حيث أطلق أصحاب المساكن القريبة من الاشتباكات نداءات استغاثة لعائلاتهم وأقاربهم للتدخل وإنقاذهم من الموت، ما دفع عددا كبيرا من الناس إلى التجمهر استعدادا للتوجه إلى مسرح المواجهة، قبل أن تتدخل بعض الأطراف لثنيهم عن ذلك تفاديا لسقوط ضحايا مدنيين في نزاع دموي قد يخرج عن السيطرة.
وأكد المصدر نفسه أن تدخل مليشيات بوليساريو جاء متأخرا وبشكل غير مبرر، مما يكشف تخوف قيادات الجبهة من الدخول في مواجهة مباشرة مع شبكات تهريب السلاح والمخدرات التي باتت تتحكم في المخيمات، خاصة في ظل التقارير التي تربط كبار مسؤولي بوليساريو بعلاقات مريبة مع هذه العصابات، واستغلالهم لقطاع الطرق في تنفيذ أجندات سياسية.
من جهة أخرى، عبّر شيوخ وأعيان المخيمات عن غضبهم الشديد مما وقع، متهمين بوليساريو بالتواطؤ المتعمد مع عصابات الإجرام، وبأنها تسعى لخلق حالة من الفوضى الأمنية لترويع السكان وإحكام السيطرة عليهم عبر بث الخوف والرعب في نفوسهم بدعم من النظام الجزائري.
وتفرض جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، سيطرتها على إدارة هذه المخيمات، وتعتبرها منطقة حكم ذاتي مؤقت للاجئين الصحراويين.
ولطالما ترددت تقارير عن تدهور الأوضاع الأمنية في مخيمات تندوف، بما في ذلك أنشطة تهريب مختلفة. ويشكل هذا الحادث الأخير دليلا ملموسا على هذا التدهور.
وغالبا ما يتم تهميش الوضع الأمني والإنساني في مخيمات تندوف من قبل المنظمات الدولية ووسائل الإعلام، مما يثير انتقادات حول غياب الشفافية والرقابة.
ويعتبر هذا الحادث جزءًا من سياق أوسع للنزاع المستمر حول الصحراء المغربية، حيث تسعى جبهة بوليساريو إلى الاستقلال بينما يعتبرها المغرب جزءًا لا يتجزأ من أراضيه ويقترح حكما ذاتيا واسعا تحت سيادته.