فشل أم نجاح المفاوضات ليس في صالح إيران

فشل أم نجاح المفاوضات ليس في صالح إيران

مع زيادة الترکيز الغربي على الملف النووي الايراني ولاسيما من حيث تسارع البرنامج النووي للنظام الإيراني، عاد ملف طهران النووي ليتصدر واجهة الأحداث الدولية. وبينما تشير تقارير دولية إلى أن إيران أصبحت على مسافة قريبة من إنتاج القنبلة النووية، يتصاعد الضغط الأميركي على العواصم الأوروبية لاتخاذ موقف حاسم، وسط تلميحات إلى احتمال تفعيل آلية الزناد وإعادة العقوبات الشاملة ضد النظام.

فشل أم نجاح المفاوضات ليس في صالح إيران

حفظ الصورة
وکالة الانباء حضر موت

فشل أم نجاح المفاوضات ليس في صالح إيران

محمد حسين المياحي

مع زيادة الترکيز الغربي على الملف النووي الايراني ولاسيما من حيث تسارع البرنامج النووي للنظام الإيراني، عاد ملف طهران النووي ليتصدر واجهة الأحداث الدولية. وبينما تشير تقارير دولية إلى أن إيران أصبحت على مسافة قريبة من إنتاج القنبلة النووية، يتصاعد الضغط الأميركي على العواصم الأوروبية لاتخاذ موقف حاسم، وسط تلميحات إلى احتمال تفعيل آلية الزناد وإعادة العقوبات الشاملة ضد النظام.
موقف النظام الايراني وإن سعى لإظهار نفسه متماسکا وصامدا إلا إنه يغلب عليه التناقض والتخبط والقلق والارباك وهو ما يبدو واضحا في تصريحات ومواقف المسٶولين، ويأتي قلق النظام الايراني إن الامريکيين وفي الوقت الذي يواصلون التفاوض مع النظام الايراني لکنهم في نفس الوقت يستمرون في ممارسة المزيد من الضغط وتضييق الخناق وبهذا السياق فإن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو دعا، يوم الجمعة 18 أبريل 2025، خلال مؤتمر صحفي في باريس، الدول الأوروبية إلى اتخاذ قرار عاجل بشأن تفعيل آلية الزناد، في ضوء تقارير متزايدة عن انتهاكات النظام الإيراني للاتفاق النووي.
وقال روبيو في تصريحه في المٶمتمر الصحفي:” يجب أن نتوقع في القريب العاجل صدور تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يظهر أن النظام الإيراني لم يتجاوز فقط التزاماته، بل بات أقرب من أي وقت مضى من إنتاج سلاح نووي”، والملفت للنظر إن هذا التصريح الذي يتضمن تهديدا صريحا جاء قبل يومين من الجلسة الثانية للمفاوضات التي ستعقد في إيطاليا. وتصريح روبيو هذا جاء بنفس سياق ما صرح به المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي بأن “الوقت المتاح للتوصل إلى اتفاق أصبح قصيرا جدا”، مشيرا في حديث إلى صحيفة لوموند الفرنسية إلى أن إيران “لم تعد بعيدة” عن الوصول إلى القنبلة النووية، وهذا يعني إن هناك جدية دولية واضحة جدا في عملية التفاوض مع النظام الايراني.
الهدف الغربي عموما والامريکي منه خصوصا هو حسم الملف النووي الايراني سواءا سلما أم حربا، وکما أکدت التصريحات الامريکية وعلى أعلى المستويات فإن کل الخيارات مطروحة على الطاولة ولا يسمح للنظام الايراني بإمتلاك السلاح النووي تحت أي ظرف کان، لکن، هل إن النظام الايراني مستعد حقا للرضوخ للمطالب الدولية وحسمه لموضوع الملف النووي؟ من الواضح جدا بأن النظام الذي صرف لحد الان ما يقارب من 2 تريليون دولار على هذا البرنامج ليس من السهل عليه التخلي عنه وجعل نفسه تحت الشمس تماما ولاسيما وإن الداخل الايراني يغلي ويکفي أن نشير الى إن العام الايراني الماضي قد شهد آلاف التحرکات الاحتجاجات والعمليات الثورية لوحدات الانتفاضة والشعب الايراني غاضب جدا والنظام يعلم ذلك جيدا، وإن إستسلام ورضوخ النظام وإسدال الستار على الملف النووي، يعني بأن مستقبل النظام لن يبشر بالخير أبدا.