السوداني يهدد نفوذ المالكي بإعلان ترشحه للانتخابات العراقية
أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في خطوة سياسية بارزة، الأربعاء، عن ترشحه للانتخابات البرلمانية المقبلة، مطلقا مشروعا إصلاحيا شاملا يُعيد تشكيل الخارطة السياسية في البلاد.
وهذا الإعلان، الذي جاء خلال مشاركته في ملتقى السليمانية التاسع، ليس مجرد خبر سياسي عابر، بل يعد بمثابة زلزال يهدد بإعادة رسم الخارطة السياسية العراقية، ويشكل ضربة قوية لتحالف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، الذي يواجه تحديا غير مسبوق.
ويُقدم السوداني نفسه كقوة تغيير، متبنيا خطابا إصلاحيا يركز على الفئات المهمشة ومكافحة الفقر، وينتقد "التشهير وطمس الحقائق عن الأداء الحكومي" في التنافس السياسي.
وفي كلمته خلال الملتقى أكد السوداني أن "الانتخابات فرصة لدعم مشروع إصلاحي للعراق"، مشددا على أن "القيمة الحقيقية لأي إصلاح هي الوصول إلى الفئات الفقيرة والمهمشة وإنقاذها من براثن الفقر".
وهذا الخطاب، الذي يبتعد عن الاستقطاب الطائفي والحزبي، يجد صدى واسعا لدى الشارع العراقي، الذي يتوق إلى بديل عن القوى التقليدية.
ويُشكل ترشح السوداني تحديا كبيرا لتحالف المالكي، الذي يراهن على إرثه السياسي، لكنه يواجه تحديات جمة على الساحة الشعبية، حيث يُنظر إليه على أنه يمثل قوى تقليدية مسؤولة عن جزء من أزمات العراق.
وتشهد الانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها في 11 نوفمبر من العام الجاري، استعدادات مبكرة، وتُتوقع تحالفات جديدة في ظل غياب التيار الوطني الشيعي بزعامة مقتدى الصدر، مما يفتح المجال أمام قوى أخرى لملء الفراغ.
وفي ظل التحديات، يسعى السوداني لتقديم نفسه كخيار "الإدارة المستقرة"، مُستندا إلى إنجازات حكومته، وخطاب يوازن بين الواقعية والطموح.
وأكد السوداني أن "البلاد تدخل اليوم الربع الثاني من القرن الواحد والعشرين وهي تزخر في كل ركن من أرجائها بقصة نجاح متفردة".وأشار إلى "ورش عمل خدمية وعمرانية لا تهدأ" في المدن العراقية، وتنامي البنى التحتية، وانخفاض المشاريع المتلكئة من الآلاف إلى أقل من 850 مشروعاً.
وشدد السوداني على أهمية الشباب باعتبارهم "سلاحنا الأول لمواجهة تحديات المستقبل"، وأشار إلى جهود حكومته في تطوير قطاع الطاقة، من خلال "أعلى خطة إنتاجية لبناء المحطات الكهربائية والدخول لأول مرة في مشاريع الطاقة الشمسية والطاقة النظيفة والمتجددة"، وتجاوز نسبة إيقاف حرق الغاز السبعين بالمئة.
وأكد أن "العراق مستعد لأن يكون شريكا موثوقا وعنصرا مساهما وفعالا في الاستقرار الإقليمي"، مشيراً إلى أن حكومته تسعى إلى "تأسيس مقومات الدولة القوية".
وترشح السوداني للانتخابات لم يكن مفاجئا، لكن توقيته ورسائله السياسية والتحالفات التي تشكلت من حوله تشير إلى معركة انتخابية معقدة ومفتوحة على احتمالات متعددة.
ويُنظر إلى السوداني كشخصية مستقلة، قادرة على تجاوز الانقسامات، وتركيزه على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية يلقى صدى واسعا، وقد يعيد فوزه تشكيل الخارطة السياسية، في وقت يشهد العراق تحسنا نسبياً في الأوضاع.
يُنتظر أن تكشف صناديق الاقتراع ما إذا كان السوداني سيتمكن من تحقيق فوز انتخابي يُمكنه من تنفيذ مشروعه الإصلاحي، وإحداث تحول سياسي حقيقي ينهي هيمنة القوى التقليدية في العراق.