الجيش اللبناني يعيد الانتشار على الحدود الشرقية لنزع فتيل التوترات مع سوريا
أعاد الجيش اللبناني الانتشار على الحدود الشرقية، بعد مواجهات بين قوات وفصائل سورية ومسلحين عشائريين محسوبين على حزب الله، كادت تتطور إلى صدام مباشر بين البلدين بعد تدخل الجيش اللبناني ورده على مصادر النيران السورية.
وخضعت الحدود الشرقية التي تضم عددا من القرى المتداخلة بين لبنان وسوريا، وتقطن بها عشائر معروفة، لسيطرة حزب الله على مدى سنوات وتنشط فيها عصابات تهريب المخدرات والسلاح.
وعقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي شهدت المنطقة توترات بين السلطات السورية الجديدة ومسلحين محسوبين على الحزب اللبناني، وهو ما ينفي الأخير تورطه فيه.
وبلغت هذه التطورات منعطفا خطيرا خلال يومي الأحد والإثنين الماضيين حينما اقتاد مسلحون عناصر من قوات الأمن السورية بالقرب من المنطقة وتمت تصفيتهم في الداخل اللبناني، الأمر الذي أدى إلى مواجهة مسلحة راح ضحيتها عشرة أشخاص من كلا الجانبين.
وتدخل الجيش اللبناني على خط المواجهة، واستقدم تعزيزات من الوحدات الخاصة إلى منطقة الهرمل بعد استهداف عدد من مراكزه من جهة الأراضي السورية.
واتخذ الرئيس اللبناني العماد جوزيف عون موقفا حازما، مؤكدًا أن “ما يجري على الحدود الشرقية والشمالية الشرقية لا يمكن أن يستمر،” مشددًا على أن الجيش لن يسمح باستمرار الفوضى. وقال “أعطيت توجيهاتي للقوات بالردّ على مصادر النيران.”
وفي ظل تحرك الجيش اللبناني نشطت الاتصالات ليتم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار الإثنين الماضي.
ويقول متابعون إن الحل يكمن في فرض الجيش اللبناني سيطرته على المنطقة الحدودية، وإبعاد عناصر حزب الله منها، وهو ما يبدو أن السلطة اللبنانية تعمل عليه.
والأربعاء أغلق الجيش اللبناني أربعة معابر غير شرعية مع سوريا. وقالت قيادة الجيش، في بيان صحفي ، إنه “ضمن إطار مراقبة الحدود وضبطها في ظل الأوضاع الراهنة، والعمل على منع أعمال التسلل والتهريب، أغلقت وحدة من الجيش المعابر غير الشرعية وهي المطلبة في منطقة القصر – الهرمل، والفتحة والمعراوية وشحيط الحجيري في منطقة مشاريع القاع – بعلبك.”
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية كشفت أن الجيش اللبناني “دخل بلدة حوش السيد علي الحدودية بعد انسحاب المجموعات السورية منها.”