مشاركة عربية واسعة في الألعاب الآسيوية الشتوية بالصين

وكالة أنباء حضرموت

أعلنت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية يوم 27 يناير عن مشاركة البعثة الرياضية السعودية في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية التاسعة، التي تستضيفها مدينة هاربين، حاضرة مقاطعة هيلونغجيانغ بشمال شرقي الصين، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المملكة منذ انطلاق الدورة عام 1986.

وإلى جانب السعودية، أكدت عدة دول عربية أخرى مشاركتها في الحدث، منها البحرين والأردن والكويت وقطر ولبنان والإمارات، ما يعكس تنامي الاهتمام بالرياضات الشتوية في الدول العربية.

ويشارك فائق عابدي، أول لاعب سعودي يتأهل لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2022، في منافسات التزلج الألبي ضمن دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2025، بعد تحقيقه المركز الحادي عشر بزمن 54.43 ثانية في بطولة دبي للتزلج العملاق، والتي كانت ضمن أفضل أربع سباقات شارك فيها لعام 2024.

وقام عابدي باستعداداته المكثفة مع الفريق السعودي في سويسرا، وقال عبر الحساب الرسمي للمنتخب السعودي على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا “المشاركة في هذه الدورة فرصة مهمة لنا لقياس مستوانا مقارنة بالرياضيين الآسيويين”. ووفقا للجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، يشارك في الدورة ثمانية لاعبين ولاعبات من السعودية في منافسات التزلج الألبي ورياضة الكيرلينغ.

من جانبها، قالت شريفة السديري، أول لاعبة تمثل المملكة في التزلج، عبر الحساب الرسمي للمنتخب السعودي، “هدفي هو تمثيل السعودية بأفضل صورة ممكنة لدورة الألعاب الآسيوية الشتوية هاربين، وأتمنى أن أكون مصدر إلهام للفتيات السعوديات للانضمام إلى هذه الرياضة”.

وأشارت اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية في بيان لها إلى أن المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2025 تأتي ضمن استعدادات المملكة لاستضافة الألعاب الشتوية، ما يجعل هذه الدورة في هاربين محطة رئيسية في مسيرة تطوير الرياضات الشتوية بالسعودية.

وفي إطار الاستعدادات، قال فهيد العجمي، مدير البعثة الكويتية المشاركة في منافسات دورة هاربين، لوكالة أنباء (شينخوا) مؤخرا، إن منتخب بلاده سيشارك بـ65 رياضيا ورياضية في خمس مسابقات، تشمل هوكي الجليد، والتزلج على الجليد، والتزلج السريع، و(الكيرلنج)، والاستعراض على الجليد (الفيغر).

وأكد العجمي أن “المشاركة الكويتية في هاربين ستكون الأكبر في تاريخ مشاركات الكويت بهذه الدورة والتي بدأت عام 1999،” مشيرا إلى أن الفرق الكويتية الخمسة استعدت بقوة لخوض منافسات هذه الدورة الكبيرة، إذ أقامت جميعها معسكرات خارجية وداخلية لضمان أفضل استعداد.

من جانبه، تحدث سامي حجازي، قائد منتخب البحرين لهوكي الجليد، عن تحضيرات فريقه، موضحا أن المنتخب أجرى معسكرا داخليا في البحرين، بالإضافة إلى السفر أسبوعيا إلى الكويت للمشاركة في الدوري الكويتي، نظرا لعدم وجود صالة أولمبية في البحرين. وقال حجازي “نهدف إلى رفع علم مملكة البحرين عاليا وتمثيل بلدنا في هذه البطولة، وإظهار أن لدينا فريقا تنافسيا في هوكي الجليد، إلى جانب العمل على نشر ثقافة هذه الرياضة في البحرين”.

المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2025 تأتي ضمن استعدادات السعودية لاستضافة الألعاب الشتوية ما يجعل هذه الدورة في هاربين محطة رئيسية في مسيرة تطوير الرياضات الشتوية بالمملكة

وأشار حجازي إلى أن هذه ليست مشاركته الأولى في الألعاب الآسيوية الشتوية، حيث مثّل البحرين في الألعاب الآسيوية الشتوية 2011 في كازاخستان، مضيفا أن الفريق أصبح أكثر خبرة مقارنة بالماضي. وأوضح أن البحرين شهدت تطورا ملحوظا في رياضة هوكي الجليد، حيث شارك المنتخب في بطولات دولية في روسيا، وتركمانستان، والكويت، والإمارات، كما بدأت فرق السيدات البحرينية بالمنافسة على المستوى الدولي.

وفي السياق ذاته، قال ريمون سكر، رئيس الوفد اللبناني المشارك في الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2025، إن بعثة بلاده إلى هاربين 2025 تُعد واحدة من أكبر البعثات اللبنانية المشاركة في الألعاب الشتوية، إذ تضم 17 رياضيا يتنافسون في خمس رياضات، هي التزلج الألبي والتزلج الريفي والبياتلون والتزلج على الجليد والتزلج الجبلي، وذلك في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.

ومن لبنان أيضا، ذكر المتزلج اللبناني بول كيروز، المشارك في منافسات التزلج الريفي والبياتلون، أن الرياضيين اللبنانيين يواجهون صعوبات عدة، منها الإمكانات المالية المحدودة ونقص الثلوج. وأضاف “تدربنا في كرواتيا وبلغاريا خلال الصيف عبر الاتحاد اللبناني للتزلج، لكن الكثير من التحضيرات كانت فردية بسبب نقص الموارد المالية”.

وأضاف كيروز قائلا “رغم الصعوبات التي واجهها لبنان هذا العام، سواء من الناحية الاقتصادية أو بسبب قلة تساقط الثلوج، سنبذل قصارى جهدنا، لأن الأهم هو أن نستمر في التقدم والمنافسة على الساحة الدولية”.

وتشهد الرياضات الشتوية اهتماما متزايدا في الدول العربية، سواء من خلال تشجيع المواطنين على ممارستها أو عبر استضافة البطولات الدولية. وقد صرّح سامي حجازي، بأن هوكي الجليد تُعد واحدة من أكثر الرياضات إثارة وتحديا، نظرا إلى سرعتها العالية ومتطلباتها البدنية والفنية الكبيرة، ما يجعلها رياضة تجمع بين القوة والذكاء في آنٍ واحد.

وأشار حجازي إلى أن شعبية هوكي الجليد في البحرين بدأت في التزايد، مشيرا إلى الجهود المبذولة لنشر هذه الرياضة من خلال الزيارات إلى المدارس وتنظيم أيام مفتوحة تُتيح للأفراد من مختلف الأعمار فرصة تجربة اللعبة. وأوضح أن البحرين تحتفل سنويا بـ”اليوم البحريني الرياضي”، حيث يشارك جميع المواطنين في مختلف الأنشطة الرياضية، وتُقام خلاله حصص تدريبية خاصة بهوكي الجليد لتعريف الجمهور بهذه الرياضة وتشجيعهم على ممارستها.

وفي الإمارات، انطلقت النسخة الرابعة من بطولة الإمارات الدولية للتزلج الحر في 15 أكتوبر 2024 بتنظيم مشترك بين اتحاد الإمارات للرياضات الشتوية والاتحاد الدولي للتزلج، بمشاركة 48 متسابقا من 11 دولة أوروبية وخليجية، بينهم 8 من المنتخب الوطني الإماراتي، وذلك في “سكي دبي” بمول الإمارات.

ويستقطب “سكي دبي” نحو مليون زائر سنويا من محبي التزلج والرياضات الشتوية. وقال إبراهيم خادم، عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للرياضات الشتوية، إن البطولة كانت اختبارا مهما لاستعدادات المنتخب الوطني قبل دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2025.

أما في الأردن، فقد أعربت الأمينة العامة للجنة الأولمبية الأردنية رنا السعيد عن تطلعها لزيادة أعداد الأردنيين الممارسين للرياضات الشتوية وتعزيز المشاركة الأردنية في الدورات القادمة.

وأشارت إلى أن الأردن، رغم عدم امتلاكه قاعدة واسعة من الرياضات الشتوية في الوقت الراهن، إلا أن هناك عددا من الأردنيين المغتربين الذين يمارسون هذه الرياضات، مشددة على ضرورة دعمهم وتشجيعهم للمشاركة في البطولات العالمية، بما يفتح الباب أمام مستقبل واعد لرياضيي الأردن في هذا المجال.